اسليدرالأدب و الأدباء

العدوان ملة واحدة

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم

تتعاقب الأيام والسنوات ويسجل التاريخ في صفحاته أحداث الأمم والشعوب ومن الأحداث التي حدثت يوم 21 من شهر أغسطس عام 1969 وأثناء معارك الاستنزاف التي جرت بين مصر وإسرائيل بعد نكسة 5 يونيو عام 1967 حيث بدأت بعد أقل من شهر للنكسة واستمرت حتى تدخل مجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق في 8 أغسطس عام 1970 نظرا لتفوق مصر ، شب حريق ضخم في الجناح الشرقي للجامع القبْلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى.

التهمت النيران محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة ، ففي يوم 21 أغسطس 1969م الموافق 8 جمادي الآخرة 1389 أقدم الصهيوني الاسترالي دينس مايكل الذي جاء فلسطين باسم السياحة على إشعال النار في الجامع القبْلي في المسجد الأقصى وقامت قوات الاحتلال الصهيوني بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق وتعمَّدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس التي يسيطر عليها الاحتلال التأخير حتى لا تشارك في إطفاء الحريق بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق.

طال الحريق منبر صلاح الدين الأيوبي الذي يعتبر قطعةً نادرةً مصنوعةً من قطع خشبية معشَّق بعضها مع بعض دون استعمال مسامير أو براغي أو أية مادة لاصقة وهو المنبر الذي صنعه نور الدين زنكي وحفظه على أمل أن يضعه في المسجد إذا حرَّره فلما مات قبل تحريره قام صلاح الدين الأيوبي بنقله ووضعه في مكانه الحالي بعد تحرير المسجد من دنس الصليبيين ، ومسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية ومحراب زكريا المجاور لمسجد عمر .

أيضا طال الحريق مقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا ، وثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق ، وعمودان رئيسان مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد ، والقبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجبصية الملونة والمذهبة مع جميع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها ، والمحراب الرخامي الملون ، والجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليها ، وثمان وأربعون نافذة مصنوعة من الخشب والجبص والزجاج الملون والفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر المائل على الجبص لمنع دخول الأشعة المباشر إلى داخل المسجد ، وجميع السجّاد العجمي ، ومطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، ويمتد بطول ثلاثة وعشرين مترًا إلى الجهة الشرقية ، والجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة.

استطاع الفلسطينيون إنقاذ بقية الجامع من أن تأكله النار وقد ألقت إسرائيل القبض على الجاني وادعت أنه مجنون ، وأحدثت هذه الجريمة فوضى في العالم وفجرت ثورة غاضبة في أرجاء العالم الإسلامي وفي اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجاً على الحريق وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب ، وكان لهذا العمل الذي مسّ مقدسا هو ثالث الحرمين ردة فعل كبيرة في العالم الإسلامي وقامت المظاهرات في كل مكان وكالعادة شجب القادة العرب هذه الفعلة ، وهاهى إسرائيل مازالت تمارس جرائمها في غزة والعالم في صمت مغرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى