كتب : أحمد عامر عثر فريق من الباحثين من جامعة كارديف البريطانية على مقبرة جماعية بها مومياوات لـ8 ملايين كلب محنطة،أثناء عمليات حفر جرت قرب موقع “سقارة” الأثرى،وذلك حسبما ذكرت شبكة “R T” الروسية فى تقرير لها،وليس من النادر أن تحدث عملية دفن جماعى للحيوانات فى مصر القديمة،وذلك بسبب المعتقدات الدينية التى كانت مرتبطة بالحيوانات كثيرا وقتها،ولكن الحجم الهائل لهذه المقبرة مع وجود 8 ملايين جثة حيوان محنطة بداخلها هو ما أثار حقا الدهشة فى الأوساط العلمية.
وقال “بول نيكولسون” من جامعة كارديف الذى قاد فريق البحث،إن هذا الإكتشاف يثير الدهشة والسرور جدا،لأنه لم يتوقع العثور على مثل هذا العدد الضخم من الحيوانات المحنطة،ولماذا الكلاب بالتحديد؟ لقد إرتبط المصريون القدماء كثيرا بالإله “أنوبيس”،الذى كانوا يعتقدون أنه حارس البوابة إلى الآخرة،وكثيراً ما كانوا يصورونه برأس كلب وجسم رجل،وظهر أنوبيس لأول مرة فى النصوص القديمة فى وقت مبكر من عام 3100 قبل الميلاد،رغم أن هذا الدفن يعود إلى أعوام ما بين 750 و30 قبل الميلاد،وهو الوقت الذى كان فيه المجتمع المصرى يتحول تدريجيا إلى الحداثة ويصبح أكثر ارتباطا بروما واليونان،إلا أن السؤال الذى يظل بلا إجابة هو لماذا كان هناك الكثير من الجثث المحنطة فى مكان واحد،ولهذا يأمل “نيكولسون” فى إجراء دراسة أكثر اكتمالاً،من شأنها كشف غموض موقع سقارة أكثر من ذلك بكثير وبدقة أكبر،بحثاً عن سراديب الموتى من الحيوانات الأخرى ولمعرفة المزيد عن هذه الحيوانات،ومن أين أتت؟،الأمر الذى يمكن أن يساعد العلماء فى فهم أفضل للثقافة المصرية القديمة وعلاقة الناس بالحيوانات فى ذلك الوقت.