مقالات واراء

الطلاق العاطفي

احجز مساحتك الاعلانية

كتب : حازم مطر
الطلاق العاطفي اصعب من الانفصال, لان العلاقة الزوجية هي علاقة عاطفية وجنسية تربط الزوجين بصفة شرعية وقانونية , والعاطفة الزوجية هي الركن الاساسي في الزواج : وهي قدرة كل من الزوجين على وضع نفسه في مكان الاخر وشعوره بمشاعره ومشاركته افراحه واحزانه وتقديره لاهتماماته وافكاره . ومن العسير وصف مشاعر العاطفة الانسانية في العلاقه الزوجية ولكن يدركها الشخص كما يدرك الجوع والعطش واللذة والالم , مثل ظاهرة الجاذبية في الطبيعة (تجاذب الاجسام) هي اقرب الصور لوصف الحب والبغض , فألذي يرقب قطعة الحديد الموضوعة امام المغناطيس كيف تهتز وتضطرب ثم تتجه الى المغناطيس بقوة متزايدة حتى تلتصق به , ثم يرقب كيف تهتز نفس بشرية تجاه نفس اخرى اهتزازة الحب , ثم تتجة نحوها في قوه متزايدة حتى تلتصق بها ولا ترغب في مفارقتها , والذي يرقب تنافر القطبين المغناطيسين كيف يهتز احدهما او كلاهما في حركة نفور وتباعد حتى ينتهي بهما الامر الى النفور والابتعاد , كأنما شعور الكراهية في شخصيتين بشريتين .
تتفجر العاطفة احيانا بصورة مفاجئة بعد صدمة انفعالية , والواقع ان العاطفة تكون في حالة كمون قبل ظهورها ثم تظهر بغته في المواقف الملائمة لها , ولهذا نجد ان للعواطف منطقا خاصا بها يدعى (منطق العواطف) وهو عكس المنطق العقلي فهو يبدأ بالنتائج ويقبلها سلفا ثم يحاول بعد ذلك ايجاد مقدمات تسوغ هذه النتائج وكثيرا ما تكون هذه المقدمات بعيدة عن الواقع ينسجها الخيال كما يحلو لصاحبها .
أن اخفاق الفرد في العلاقة العاطفية مع الطرف الاخر , او وجود صعوبة في الحياة الزوجية تفضي الى اضعاف اسقراره النفسي . اذ تشير الدراسات في هذا الصدد , أن الافراد الذين واجهوا صعوبات في العلاقات العاطفية الزوجية بأنهم اقل اسقرارا نفسيا من الاخرين .

المحور الثاني / سمات الطلاق العاطفي لكلا الزوجين

وجود انفصال مادي واضح بين الزوجين
عدم وجود رغبة في ممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين او الانسحاب من المعاشرة الزوجيه
تجاهل الممتلكات المشتركة بين الزوجين
تغيير كل من الزوجين ادواره مع شريكه الاخر
جمود العواطف وانطفائها
الهروب المتكرر من المنزل او جلوس الزوجين في اماكن منفصلة داخل البيت
اللوم المتبادل والانتقاص من انجازات وطموحات الزوج الاخر
رمي المسؤوليات على الزوج الاخر , والهروب من الالتزامات تجاهه .
الشعور المستمر بالندم على الارتباط بالزوج الاخر
اختفاء الاهداف المشتركة بين الزوجين , وتصبح الاهداف الفردية اكثراهمية من الاهداف الاسرية
تعارض الاتجاهات الايجابية بين الزوجين جيث تتخذ طابعا عدوانيا او سطحيا.
فشل في تحقيق العواطف التي كانت متصورة قبل الزواج فيؤدي ذلك الى فتور الحب او غيابه تماما ( موت العلاقة العاطفية الزوجية اكلينيكيا ) .
الوقت الذي يقضية الزوجان معا:
اشار الباحثون على المقايسة بين سلوكيات الازواج السعداء والازواج الذين يعانون من طلاق عاطفي , وكان من بين ما تناولوه في هذا الشأن الوقت الذي يقضيه الزوجان معا , وهذا يشير الى اهمية قضاء الوقت معا , وان قلة الزمن الذي يقضيه الزوجان معا يعد من مشكلات التوافق الزواجي .

· زواج المصلحة :

قد يختار الزوج زوجته وقد يعرف كل منهما مثالب الاخر الا انهما يغلبان هذه المصلحه على غيرهما الامر الذي سيؤدي في النهاية الى فشل الزواج .

· الفارق العمري بين الزوجين

ان تناسب الزوجين في سن الزواج يعد من العوامل المساهمة في استقرار الزواج , لان تقارب العمر يؤدي الى تفهم كل منهما لاهتمامات واتجاهات وسلوك الاخر في المواقف التي يواجهونها في حياتهما الزوجية بينما اذا كان هناك فارق واسع بينهما في العمر من الناحية النمائية ومن ناحيه النضج الادراكي الامر الذي يقود الى سوء التوافق الزواجي وزيادة المعاناة بينهما وخاصة في الجانب العاطفي الجنسي مما يمثل بذرة سوء التوافق بينهما , ان الاختلاف الكبير في السن بين الزوجين قد يؤدي الى الطلاق العاطفي بينهما فيما بعد , ان الفارق العمري بين الزوجين يولد فجوة كبيرة بين جيلين مختلفين جيل الزوجة التي يرغب في التمتع بشبابها وجيل الزوج الكهل الذي يعيش امراض الشيخوخة الكثيرة , او تنقلب الادوار فتنقلب السيطرة من الزوج الاكبر سنا الى الزوجة الشابة , ويحدث ذلك حين تنطفي العلاقه العاطفية بينهما وينضب الحوار والتفاعل الايجابي فيدخلون في حرب زوجية باردة , اذ يصبح الزوج المسن غير قادر عاطفيا على اشباع زوجته الشابة , ونتيجة لعدم تكافؤ في النشاط والحيوية والاشباع العاطفي بينهما قد تكون انحرافات من قبل احد الزوجين ( الزوج او الزوجة) الاصغر سنا الذي يطمع في علاقات عاطفية طبيعية مع من هو في سنهما يؤدي الى صراع وتوتر مستمر , ويعيش بألم وشقاء حياة متعبة تتسم بالتوتر والحساسية .

· العامل العاطفي والجنسي

التوافق الجنسي يقصد به اشباع حاجة الزوج الى الجنس مع الزوج الاخر وشعورهما بالمودة والحب والرضا عن تلك العلاقة , ومن اهدافه الصحية سكن كلا الزوجين الى الاخر نفسيا , والانجاب واشباع حاجتي الامومة والابوة ومن دون الحب وهذه المشاعر الايجابية التي تربطهما , تنهار الحياة الزوجية . ان هبوط مستوى العلاقات العاطفية يؤدي الى حدوث الصراع بين الزوجين وظهور الازمات الزواجية مما يؤدي الى النفور والضيق والوصول الى قرار الانفصال العاطفي والجسدي من زوجه الاخر .

وقد عرفه ( دلارد والير ) بالاغتراب الزواجي وهو على النحو الاتي :

· ظهور اظطرابات وتوتر منفعل في العلاقات الزوجية ( الجنسية ) بين الزوجين الامر الذي يدفعهما الى التمثيل والتصنع في الاستجابة والادعاء المتكلف بالتعاطف والثابت في هذه الحالة ان الانفصال العاطفي يكون قائما بينهما وصولا الى

· التلميح اول مرة بالطلاق الذي يعني ان احد الطرفين بات سلبيا والثاني اتحذ موقفا محددا من سلبية الاول

· تكسر مظاهر المودة التي تغلف علاقتهما السلبية قبل ظهورها متكسرة امام الاخرين

· يعقب تكسر مظاهر المودة نقاش حاد وطويل يتخلله شجار يوصلهما الى التفكير في اتخاذ قرار متسرع حول الطلاق من دون الاخذ بنظر الاعتبار العواقب المترتبة عليه .

· بعد ذلك يحصل انفصال متأزم وحاد بينهما بحيث يتمسك كل طرف بأقواله وقرارته , ولا يقبل اقوال وقرارات الطرف الاخر .

· ثم يحدث الطلاق العاطفي ( الفجوة العاطفية) فيصل الى مرحله اشد قسوة والما يستمر لمدة طويلة الامد مما يستدعي انهاء علاقتهما بشكل رسمي .

· ان الفشل في التكيف الجنسي بين الزوجين قد يكون تعبيرا عن انعدام التوافق العاطفي في مجالات اخرى من الحياة الزوجية , وبالتالي فعندما تطفو العوائق الجنسية على السطح, فأنها تعبر عن توترات نشأت عن الصراعات ومشكلات اخرى غير معلنة , فبعض الزيجات غير السعيدة تشكو من انعدام التوافق الجنسي والعاطفي , وان عدم التكأفو الجنسي , يحدث في العلاقات الزوجية المضطربة وغير المستقرة كالغيرة الجامحه او الطلاق الانفعالي او الظن بالخيانة الزوجية .

فضلا عن هذا فأن عمل الزوجة قد يحملها ما لايطاق من اعباء مهنية وحياتية زيادة على اعباء المنزل , مما قد يرهقها بدنيا , ويجعلها قد تقصر في جانب الزوج وعدم الاهتمام به فيقل الاتصال العاطفي والجنسي بينهما ولهذا يتفق معظم الباحثين على ان الجنس امر محوري واساسي لوجود العلاقة الزوجية القوية . لكنه ليس العامل الوحيد , واذا شعر ان احد الزوجين انه مرفوض جنسيا من زوجه الاخر فسيسقط في دائرة التعب النفسي والوحدة , فان انتفت وتعطلت العلاقة الجنسية بين الزوجين فكأنها رسالة ضمنية برفض الزوج زوجه الاخر وليس العملية بنفسها , ومن هنا ينشأ الخصام والتباعد وتكبر الفجوة بين الزوجين .

· ازمة منتصف العمر

ان ( يونك ) اول من اشار اليها ، فعندما كان في الاربعين من العمر كان يعاني من ازمة منتصف العمر ووصفها بانها حالة من الانحراف عن الوضع السوي ( شلتز عام 1933 : 1963 ).

يحدث في حقبة منتصف العمر نقص في الاستروجين الذي يؤدي الى الضيق ويمر بهذه الحاله عدد كبير من النساء وليس جميعهن ونقصه يؤدي ايضا الى مشاعر سلبية متمثلة بالقلق والاكتئاب والاستثارة والارباك ، وفي دراسة لعالم النفس ( دافيل ليفينسون وزملائه ) بجامعة ييل تناولت ( اربعين ) من الرجال الامريكين في حقبة منتصف العمر ظهر ان حوالي 80 % منهم كانوا يمرون بازامات تمتد بين المعتدلة والحادة في سن (40 الى 45 ) واستنتج ان ما يزيد القلق في هذه الحقبة نقصان مستويات هرمون ( التيستون ) ( دافيدوف ، 1983: 647) .

وقد اشار (يونك) اليها بانها جزء طبيعي من عملية النمو ، وان معظم الناس سوف يشهدون نوعا من التحول العاطفي خلال هذه المرحلة ، وهي لبعض الاشخاص قد تكون اكثر تعقيدا وغير مريحة عاطفيا ، وتتكون في هذه المرحلة مشاعر مثل : ــ

· التعاسة في الحياة الزوجية واسلوب الحياة الذي قد وفر لهم السعادة لسنوات طويلة .

· الملل من الناس والاشياء التي قد تكون موضع اهتمامهم من قبل

· مشاعر الغضب

· القدرة على اتخاذ قرارات جديدة حول حياتهم .

· الشك اكثر من اي وقت مضى حول حب أزواجهم لهم والاستياء من هذا الزواج .

· الرغبة في اجراء علاقة عاطفية حميمية وتكون الزوجة في هذه المرحلة صريحة في التحدث الى زوجها بما ترغب وله صلة بعلاقتهما الحميمية ، بينما لدى قسم اخر من الازواج تمثل هذه الحقبة الفترة التي تكثر فيها حالات الطلاق ، مما يحدث توترا في حياة الزوجين قد ينتج تطلع احدهما الى تكوين علاقات خارجية من شانها ان تضعف العلاقة الزوجية او انهيارها ( الكسندر روز )
منقول المصدر : سيكولوجيا الطلاق العاطفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى