بقلم : الهام شرف
شاء القدر أن يهديها للطريق المستقيم.
عاشت طوال عمرها عبثا لا يهمها إلا اللهو والمتعة بكافة الأشكال والألوان بعيدة كل البعد عن ربها بالرغم من نصيحة أمها لها دائما أن تتقرب إلى الله فهو متكفل بها ويرزقها بل خلقها في أحسن تقويم
أصرت على العصيان بل على تشويه صورتها لينفر منها كل من حولها خاصة أنها لا تتقبل النصيحة والإرشاد.
ذهبت إلى الجامعة وتمشي دون استحياء لتنطق الأرض من تحتها وتقول ها أنا وتدب قدماها أول الطريق .
شاب يكبرها بعامين يتقرب منها ليعدها أن سيعوضها عن كل شىء بشرط أن تترك الجميع وتكون له فقط.
ولأول مرة تستمع لأحد بل تشعر أن قلبها يدق له وتحاول أن تستغيث من أعباء ماضيها ولكنه يطاردها في كل مكان بل تحاول بفطنتها أن ترمي عن عاتقها وتحكي له كل شىء وتخبره بأنها منذ أن رأته وهي إنسانة أخرى.
استمع إليها جعلها تقول له ما يقال ووعدها بالوقوف جانبها وسيساندها أبدا ما دامت تنوي.
اطمأن قلبها وكان أول وعد بينهما بشقة مجاورة لبيته أعطاها عنوانه واستجابت خاصة أنه كان يعظها دائما بل يذكر لها كل جميل.
ذهبت بدون ميعاد وطرقت الباب لتجد من يفتح لها ويطلب منها الدخول ومالها إلا أن تنصاع للأمر وما للحقيقة أن تنكشف .
أغلق الباب وتصرخ وتصرخ ولا من مجيب.
انتهى كل شىء .
خرجت عابثة لا تدرى بشىء حاولت الاتصال على هاتفه ليلحق بها ..غير متاح .
ذهبت صباحا تبحث عنه تسأل ولا مجيب ولا دليل كأنه ذاب .
ليس من الجامعة باﻻصل بل سمع عنها انتظر إلى أن حان وقت العبث بها بل لعبها بطريقة سليمة لا محالة.
ندمت على ما فات كله لكن بعد فوات اﻻوان بعدما خسرت كل شىء حتى الثقة بنفسها وبغيرها.
اتجهت إلى ربها تطلب منه السماح والمغفرة لم تنم عينها بل تحاول أن ترضى ربها وتكفر عن كل ما بدر عنها من آثام بل تبذل جهدها في أن تهدى غيرها لطريق الخير.
تقدم لخطبتها الكثيرون وهى لا زالت رافضة ولا يعلم السبب بل الكل بذهول من نقطة تحولها وهى بين يدي الله تبكي وتندم على مافات إذ تغوص بالنوم والمصحف بيديها نعم نامت بعدما قرأت وردا من القرآن ولا تزال نائمة حتى قلقت عليها أمها لتدخل صباحا وتوقظها، تهزها بعض الشىء تحاول أن تحركها.
لا حراك لا جدال بعد اليوم ..تبكي الأم وهى في حر بكائها تتذكر المصحف بين يدي ابنتها ليطمئن قلب الأم وتردد(ابنتي عند ربها ابنتي إن شاء الله في الجنة).
بعد مراسم العزاء تقوم الأم لتتوضأ وتصلى ركعتين شكرا لله على ما رأت عليه ابنتها.
تحمد ربها أن رحلت ليست عاصية وتناجى ربها أن يغفر لها.
تقرأ الأم القرأن تهبه لروحها ثم تستغرق بالنوم فإذا بثلاث طيور لونهم أبيض تتشابك أجنحتهم العريضة ولا يتفرقون وكأنهم طيرا واحدا فيحملوها وهي تقف على ظهورهم وتلوح بيديها والطير ينسحب لبعيد تنادي الأم ولا مجيب فالسعادة على وجه ابنتها لا توصف وتستيقظ الأم سعيدة مطمئنة البال لتخبر زوجها بما حدث وتطلب منه أن يحاول بالحجز لها بأول رحلة عمرة تأتي قريبا.
تذهب الأم إلى بيت الله الحرام وتسجد شاكرة لله داعية لها وللمسلمين وتمكث ساجدة لا حراك إلى أن اقترب منها أحد زوجها بعد انتظار طويل.
دفنت بجوار رسول الله وعاد الزوح وحده ودعا ربه أن يلهمه الصبر والثواب.