بقلم .. مها حامد
وقفت مذهولة من المنظر الوحشي عند مشاهدة إحدي المراسلات التى تعمل لصالح القناة المجرية بعرقلة أحد الآباء السوريين الذي كان يحمل ابنه هاربًا مع مجموعة سوريين من الشرطة المجرية بمخيم «روسكة» باتجاه الحدود الصربية.
مما ادي الي ان تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمجموعة كبيرة من اللاجئين السوريين يحاولون الفرار من طوق أمني في منطقة روزكي جنوب المجر، وتظهر المصوّرة الصحفية في إحداها وهي تعرقل بقدمها رجلا يحمل طفلاً ويركض به محاولا الفرار من أيدى شرطي فوقع الرجل والطفل أرضا، في حين ظهرت في مشهد آخر وهي تركل فتى كان يحاول الفرار ,, حيث طالبوا بإقالتها، ومعاملة اللاجئين بكرامة وانسانية.
وفعلا هذا ما كان ، حيث أعلنت قناة ان 1 تي في المجرية الخاصة والتي تعمل فيها المصورة بيترا لاسزو ، أنها قامت بطردها من العمل بسبب تصرفاتها المشينة والغير انسانية.
وبنظرة راصدة لهذا المنظر الوحشي نرى انه يعكس حقيقة تعامل الإعلام الغربي مع القضية السورية حيث قامت المراسلة بالاعتداء على الأب السوري ، حتى تستطيع أن تلتقط له صورة مؤثرة قد تجعلها تفوز بجائزة بإحدى المسابقات ، أو تكون صورة الموسم وتبيعها بملايين الدولارات او علي اقل تقدير تكون صوره تستعطف بها قلوب المشاهدين للقناة
لكن للاسف كشفت الصوره الحقيقة العارية للتعامل العكسي مع القضية السورية وانها ليست إلا «شو إعلامي» وانها ليست قضية ذات جذور يجب استئصالها او دفاع عن حقوق يجب ان ترد لاصحابها
ويبقي التساؤل .. هل سيظل الإعلام الغربي يخدعنا بكاميراته ومعداته ليبرز لنا تعاطفه مع القضية العربية في الظاهر ولكنه في الحقيقة لا يبالى ولا يهتم الا بمصالح الغرب ومصالحه الخاصه ومكاسبه
اما التساؤل الأهم آيكون هذا المنظر هو رسالة الاعلام ?? فالحقيقة انه تكون لديك رسالة عندما يكون لديك أخلاق .. لكن هنا ضاعت الرسالة النبيلة للأعلام .. وانه من الظلم أن نضع هذه المصورة في صف حاملي رسالة الصحافة الحرة أو في صف حاملي الرسالة الإنسانية النبيلة ..