كذلك من النقاد المُحدثين من رأى أنه : ( أولاً وقبل كل شيء بمثابة اعادة نظر أو تقديم تعريف آخر للحداثة… وهو : اكتشاف جديد لقضايا وإمكانات طرحها… ) ونلحظ أنه أوحى إلى أن الشعراء تحولوا عن قضايا التعبير عن الذات إلى قضايا البناء ، والإنشاء ، مع اعادة تقنيات تدور حول الحداثة الأروبيّة ، وعادوا في الوقت نفسه إلى ابتكار النموذج الذي أرساه ” باوند ” لدمج المادة الروائيّة – غير الشعريّة – في نظم القصيدة العقليّة . ونقول : إنه لم يبعد عن الحقيقة ، لاسيما في أمريكا حيث ظهر الشعر التجريبي ، وأصبح إتجاه جمالي في الشعر الأمريكي . ومن رواده : – عزرا باوند ، وليام كارلوس ، وليام ولويس زوكوفسكي ، وباوند ألن تيت –
وقد أشاروا إلى أن مابعد الحداثة استوعبت النزعة ” الداديّة ” – حريّة الشكل دون قيود – والسرياليّة ، والرواية الفرنسيّة الجديدة ، بالإضافة إلى رواد مابعد الحداثة البنويّة ومفكريها . وقد تبنوا منهجاً من تجديديّة مابعد الحداثة في تجميع ” القطع ، والإطار ، والمنظور، والنقيض، والمكان والنص ، والنص الظاهري ” عبروا به الحدود وسد الفجوات بما ورثه ” وايلد ، وديريدا ” بما يطفي الصدق ، كما قال به ” فيدكرد ” : ( النقد هو الأدب وإلاّ فهو لا شيء )
* الحداثة ومابعد الحداثة – بيتر بروكر – المجمع الثقافي أبوظبي 1995م