الشيخ الحذيفي يعتبر الاحتفال بالمولد النبوي “بدعة”.. مع اقتراب ذكرى المولد النبوي، حذر خطيب المسجد النبوي في السعودية، الشيخ علي الحذيفي، خلال خطبة الجمعة أمس، من الاحتفال بمولد النبي محمد، معتبراً ذلك “بدعة”.
وقال الحذيفي في خطبته إن “اتباع النبي وأداء حقه على العبد يتحقق من خلال محبته وتقديمها على كل شيء، وطاعته، والابتعاد عن ما نهى عنه، وتصديق ما أخبر به، وألا يُعبد الله إلا وفق شرعه”، كما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وفي مقطع فيديو نشرته قناة “الإخبارية” السعودية، أوضح الحذيفي قائلاً: “ومن الجفاء للنبي (محمد) الاستعداد للاحتفال ببدعة المولد وبالبدع التي لا دليل عليها، وإهمال اتباع السنة النبوية”، على حد تعبيره. وانتهى من خطبته بقوله: “فقد تواجد مع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار قومٌ لم يسمعوا حتى عن المولد، فكانوا من الفائزين باتباع السنن النبوية والعمل بها وترك جميع البدع”.
رأي الأزهر والإفتاء شدد الأزهر الشريف في العديد من الفتاوى على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث أكدت لجنة الفتاوى الإلكترونية بمركز الأزهر العالمي للفتوى أن الاحتفال بهذه الذكرى يعتبر جائزاً بل مستحباً، ويجب أن تُعبر عن الفرح والسرور بذكرى مولده ﷺ من خلال الطاعات والقربات، ونشر أخلاقه وتعاليمه، ولجمع الأهل والأطفال لدراسة سيرته وسنته.
وقد استشهدت اللجنة بقول الإمام السخاوي رحمه الله: “لقد اعتاد المسلمون في جميع البلدان والمدن الكبرى على الاحتفال بشهر ميلاده ﷺ، حيث يقيمون الولائم الجميلة ويتصدقون في لياليها بأشكال متعددة من الصدقات، ويظهرون الفرح ويزيدون من الأعمال الخيرية، كما يعتنون بقراءة مولده الكريم، فتظهر عليهم بركاته بكل فضل عظيم”.
واختتمت لجنة الفتاوى الإلكترونية تأكيدها بأن الاحتفال بمولد النبي ﷺ يعبر عن تعظيمه ووقاره ﷺ، وهو رمز لمحبه التي لا يكتمل إيمان العبد دونها.
من جانبها، قامت دار الإفتاء المصرية بالتفريق بين جواز الاحتفال وطريقته، موضحةً أن الاحتفال جائز شرعاً استناداً إلى القرآن والسنة وأفعال المسلمين من السابقين واللاحقين، بينما تختلف طرق الاحتفال من شخص لآخر، فما كان متوافقاً مع مبادئ الشرع فلا حرج فيه، وأما ما كان مخالفاً فلا يجوز، بل يعتبر محرمًا.
وأكدت اللجنة أنه لا ينبغي الخلط بين حكم الاحتفال وحكم السلوكيات المخالفة الشرع التي قد تصدر من المحتفلين، وهذا خلطٌ كبير قد يُوقع الناس في عسر ولبس.
كما شددت اللجنة في بيانها السابق على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أغلق باب الشرك والضلالة عن الأمة بقوله: “إنَّ اللَّهَ لا يجمعُ أمَّتي -أو قالَ: أمَّةَ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- علَى ضلالةٍ” كما ورد في حديث الترمذي.