مقالات واراء

الشعب المصرى ” مزاجنجى ” !!

احجز مساحتك الاعلانية

كتب : وائل محمد حسانين

مع طلوع النهار وأن تدب الحركة فى الشارع وخروج الناس لبدء اليوم تجد عبارات من الممكن أن تسمعها أذنك أكثر من مره “” الدنيا ولعت . هيه الناس هتعمل إيه . الدنيا راحت فى داهيه . الأسعار كلها فى السما . كل حاجه بقت نار “””” كلمات من قلب الشارع وتبدء تسمع أخر الأسعار ، لتر الزيت وصل 22 جنيهآ ، العدس 30 جنيهآ ، اللحمه بقت ب 100 جنيه ، والسكر سعره 15 جنيهآ و السمنه البلدى سعرها 80 جنيه ، وكيلو الأرز 10 جنيهآ . الناس هتجنن !! عمرنا ما شوفنا الأيام دى ..عم محمد الحلاق قالى « ياباشا لو حبيت تاكل لحمه إنهارده 200 جنيهآ » هكذا قالها فاتحآ زراعيه وحمرة الدم فى وجه وضرب كفآ على كف …… ننتقل بك لتتعاقب الأحداث ورتم اليوم إلى منتصف النهار لتجد هذا الشعب الذى يصرخ نار الأسعار ويشتكى أعباء الحياة أسير « السيجاره » لاتفارق يد الشباب قبل الرجال ، «« ياعم هى جات ياعنى على السيجاره »» هكذا يقولون . لم يقف إرتفاع أسعار السجائر فى مصر حاجزآ أمام المدخنين . سعر السجائر الكليوبترا كوين وصل إلى 12 جنيهآ للعلبة ، وهناك من يدخن علبتين فى اليوم ليكون مصروفه اليومى على السجائر فقط علشان مزاجه 24 جنيه ويقولك «أنا سجايرى معايا مش عاوز حاجه تانى »، كده تمام . لكم التعليق !!!!!!
لايجب أن نتحدث عن الظروف الإقتصادية بالمزاج فإذا كنت تعانى إرتفاع الأسعار فقاطع التدخين ، قد تكون مرغم على بعض الأسعار فالطعام والشراب لايمكن الإستغناء عنه ووقتها تكون مضطر وإلا ستموت فعندما تصرخ تلفت أنظار العالم كله إليك وقتها ليكون الشعب المصرى ينتفض « غلاء الأسعار » أما التدخين حالة مزاجية يعتبرها البعض رفاهية يمكنك الإستغناء عنها ..والإقلاع عن تلك العادة السيئة واجب حتمى إن كنا نعانى مرار الظروف الإقتصادية فى الأوقات الراهنة وإلا فلا توجد مشكلة ونحن من نصطنع الأزمات فى مصر فكيف يمكن للمواطن البسيط أن لايقدر على شراء كيلو السكر ب15 جنيه وهو يدخن علبتين سجائر فى اليوم ب 24 جنيه . لحظات صدق تحتاج إلى التدبر وإحكام العقل هل أنها ثقافة طبقة كبيرة من الشعب المصرى يمكن تغييرها أو إحداث تطوير عليها بنقل مزيد من التوعية؟ ، أم أنها سلوكيات خاطئة يمكن للشخص أن يبتعد عنها باحثآ عن تحسن الظروف والأحوال المعيشية؟ ، أم أنه كيف وإدمان لايمكن الإقلاع عنه؟ ، بالرغم أن الطب الحديث أثبت أن التدخين قاتل ومدمر لحياة الإنسان ويسبب العديد من الأمراض التى تؤدى إلى الوفاه . نسبة التدخين فى مصر الأن حوالى 20 فى الميه وفق لتقديرات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء .

ومع إنتهاء اليوم وحلول الليل مشهد جديد للمصريين على المقاهى والكافيهات لتسمع مع إبتسامة خفيفه و إستطعام «« لاياباشا كباية الشاى مع السيجاره مزاج تانى » « أهو بنفك عن نفسنا شويه » « هات يابنى حجر شيشه كمان » .. كانت تلك هى عبارات آخر النهار ، مزاج ماقبل النوم ، أعيرونى الإنتباه لنتتبع سلوكيات باتت يوميه من الشارع المصرى
مالا يقل عن ساعتين لفئة كبيرة من تعداد المواطنين يقضيها يوميآ على المقاهى والكافيهات ليسترسل رحلة تدمير الصحة بشرب الشيشه والشاى والقهوة ومصاريف مالا يقل عن 20 جنيهآ ، بعدها يعود إلى البيت وهو فى قمة السعاده !!!!!!!
عجبآ لكم أيها المصريون تصرخون غلاء الأسعار وضيق المعيشه و تشتكون ظروف المعيشة وفى نفس الوقت مصاريف طائلة يوميآ على التدخين وسلوكيات خاطئة تدمر الصحة وتهدر الأموال .
ليظل مزاج كثيرآ من الناس هو المتنفس له كما يعتقد من أعباء الحياه والحقيقة أنه يرهق كاهله بأعباء صحية ومالية فى زمن ينبغى فيه تكرار الوقفات مع النفس لإعادة ترتيب الأمور لضمان مواكبة ظروف المعيشة . كان هذا موضوعى من نبض الشارع وسلوكيات الحياه التى لايمكن أن نغض الطرف عنها لإبراز واقع نعيشه قد يقودنا إلى نوع من التغيير باحثين عن حياة أفضل وسط عالم متحضر يبحث تقنيات وتكنولوجيا التطوير والتقدم وتحسن الحالة الإقتصادية والمعيشية للشعوب .فلن تتحسن حال الأمة إلا إذا كان التغيير وليد أنفسنا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى