كتب جورج ماهر
الشاعر والاديب المبدع امير القوافى محمود حسن يهدى اخر اعماله الشعريه الى فرنسا تضامنا معها فى محنتها الاخيره وهى بعنوان رسائل فرعونيه
الفرعون ُ مُسجًّى فى ( اللوفرِ ) وكاتبهُ المصرىُّ ..
.. يُدوِّنُ فى دفترهِ كلَّ زياراتِ مُرِيديه
صُوفىٌّ وجهُ الفرعونِ
واللوفرُ مهيب
حينَ تَحصَّنتُ بِموميائه
أقرأُ فاتحةَ القرآنِ على روحِهْ
انْتابَتْنِى رهْبْةْ
وارْتسمَ الأبيضُ والأسودُ والأحمرُ فوقَ جبينى
حلَّقَ نسرٌ مصرىٌّ فى أرْوقةِ اللوفر
نظرَ الفرعونُ وقالَ
أودعْتٌكَ سِرِّى ذاتَ لقاءْ
عرَّفتكُ كلَّ الأسماءِ وسلَّمتكَ كلَّ الأشياءْ
وكتبتُ وصاياىَ إليكَ لٍتُعْلنَها
هلْ أبلَّغتَ الناسَ بأنِّى قد آمنْتُ
وَوَقَّعَ برديةَ إيمانى ملحُ الماءْ
هلْ أبلغتَ الكاتبَ والشعراءْ
فسألتُ الفرعونَ صديقى
أوَلَمْ تُؤْمِنْ تُقْيَةْ
خوفاً من سيفِ وَلىِّ الله
فاعتدلَ الفرعونَ لِيَجْلسَ مُتَّكئاً
وبِحُزنٍ يسألُنى
أَشَقَقْتُمْ عن صدرى
وقفَ الفرعونٌ تأبَّطَنى
يصحَبُنِى فى جولة ْ
نَتَفقَّدُ فيها أجنحةَ اللوفرِ الفرعونيةْ
وتَطَوَّعَ أيضاً أنْ يُهْدينى ( تِكِتاً )
هو رسمُ دخولِ اللوفر
الفرعونُ يُضيِّفُنى فى بيتِ المصريينَ هناكَ
يبتسمُ الفرعونُ ويشْرُدُ .. يصمتُ
يتَذكَّرُ شيئاً
ويشيرُ إلى جسدٍ بقماشٍ أبيضَ منه ضياء
يسألنى
هل تعرفُ صاحب هذا الثَّوبِ المرقوعِ كثيرا
هذا عمرُ ابنُ الخطابِ …
بربِّكَ هل أسلمَ تُقْيَةْ
هلْ آمنَ بعد الفتحِ وَجاهاتٍ وظهورا
كيفَ أبو لؤلؤةٍ يغرسُ خِنْجَرَهَ فى قلبِ الفاروق
يغتالُ العصرَ العُمَرىَّ .. كفورا
كيفَ يفجِّرُ فى بيتِ اللهِ حزامَه
يهدِمُ كعْبَتَكُمْ ويقيمُ لدولةِ إبليسَ قيامَةْ
فرْعونِى يقرأُ كلَّ التاريخِ بحنْكةْ
فجأة
نسمعُ صفَّاراتِ الإنذارِ
يتدافَعُ زُوَّارُ اللوفرِ ويفزعُ ( دافنشى )
تُفْقَأُ عينُ ( الموناليزا )
وعشاؤُكَ يا لوفرُ أخير
وأبو لؤلؤةٍ يظهرُ فى الشَّاشاتِ بِلِحْيَتِهِ الكثَّة
فيعودُ الفرعونُ لمخدعهِ
ودمٌ فوق الجُدرانِ على المصباحِ على الطرقاتِ على السجاد على كلِّ الأشياءْ
أفزع أجرى حتى يوقفَنى نورُ قُدُسىٌّ وسناء
رأيتَ رسول اللهِ على درَجٍ ما بينَ سماءٍ وسماء
ويغالبُ دمْعَهْ
يضربُ وجهَ أبى لؤلؤةٍ
يبكى القتلى يغسلُ بالثلجِ وبالماءِ قلوباً ودماء
ويضمِّدُ نزْفَ الجرحى وأنينَ الأشلاء
ويبرأنا أحمدُ من دمِّ الشهداءِ
وفرنسا حتماً تدفعُ من دمها
ثَمَن ( الرَّافالِ ) ضريبةَ ( مسترال )
( إيدِنْ ) يبعثُ من قبرهْ
يترنَّحُ فى حاناتِ ( الزنجىِّ ) ويحمل رشَّاشا ( عوزيَّا )
ويُصِرُّ على كفره
هو من فجَّرَ قلبَ اللوفرْ
وفرنسا تعْرِفُهُ
تعرفُ إيدنْ
عبد الناصرِ أيضاً يعرفُهُ
ويعدُّ العدَّةَ كىْ يرسِلهُ للمشْفى النفسيّْ
( إيفل ) ينظُرُ من عليائِهْ
ويشيرُ لقاتلهِ
ففرنسا تعرفُ قاتلها
والفرعونُ يغادرُ مخْدَعَهُ فى اللوفر
ليسلِّمَ باريسَ دليلَ ثبوتٍ وهدية
يُهدى باريس
بصماتِ القاتلِ فى بَرْديَّةْ
محمود حسن
القاهرة 15 نوفمبر 2015