بقلم | مجاهد منعثر منشد
الشاعر عبد المهدي بن صالح بن حبيب الحافظ .
واسرة الحافظ تنتسب الى قبيلة خفاجة هاجرت اسرته من خفاجة الشطرة الى الكاظمية , ثم نزح جده (حافظ رويعي) الى كربلاء في اوائل القرن الثالث عشر الهجري , فاعقب حافظ ثلاث بنين هم : (سالم وحبيب وشبيب ).
وجد الشاعر هو حبيب بن حافظ بن رويعي الخفاجي الذي كان يمتلك ثلث املاك مدينة كربلاء من بساتين ودور وعقارات , وله اثار (بركة الحافظ ) الواقعة في محلة باب بغداد.
وان المرحوم الحاج حبيب الحافظ تولى انشاء خزان ماء في الروضة الحسينية وابتاع دارا الحقت بالصحن لتكون مقبرة خاصة بأسرته , وأوقف بعض الاطيان لهذا الخزان.
واعقب هذا الجد الكريم اولاد هم : صالح ومحمد وشبيب .
ووالد الشاعر هو صالح .
ان الشاعر عبد المهدي بن صالح الحافظ المتوفي في العام (1334هـ ـ 1915م), كانت له منزلة سامية في الادب والسياسة مع اتقانه عدة لغات كالإنكليزية والفرنسية والتركية والفارسية والكردية , فلعل هذه الامور دعت من احبه الى ترشيحه عضوا في مجلس المبعوثان بإسطنبول.
اما عن شاعريته , فهو متميز ومبدع , بليغ القلم واللسان , يتميز شعره برقة اللفظ وسهولته , وحلاوة السبك وسلاسته ..
من قصائده المشهورة ((القصيدة الدالية )) فمنها:
هي صعدة سمراء أم قد … هي وردة حمراء أم خد
وافى بهنّ غزيّل …… غنج خفيف الطبع أغيد
متقلّد من لحظه …… سيفاً يفوق على المهند
كالبدر إلا أنه ….. أبهى وأسنى بل وأسعد
شفتاه قالت للعذار ….. فما العقيق وما الزبرجد
وافترّ مبسمه فلاح …… خلاله الدرّ المنضد
فضح الضباء بأتلع …. من جيده ، والغصن بالقد
ما مرّ إلا والجمال ….. يصيح : صلوا على محمد
عاتبته يوماً وقلت ……. إلى متى التعذيب والصد
أيحلّ قتلُ متيم ……… غادرته قلقاً مسهد
أدنى هواك له السقام ….. ومنه صفو العيش نكّد
فأجاب هل لك شاهد … في ذاك قلت الحال يشهد
فأزور من قولي واعرض ….. مغضباً عني وعربد
فزجرت قلبي قائلاً ….. أرأيت كيف أساء بالرد
ما آن أن تثني عنان ……… الغيّ عنه عساك ترشد
فاعدل بنا نحو الغري ….. وعُد بنا فالعود أحمد