أخبار مصر

السيول هل هي نعمه أم نقمه

احجز مساحتك الاعلانية

كتب : خالد شحاته

السيول تنتج عن هطول الأمطار الذي ينتهي إلي كميات من المياه العذبة يمكن الاستفادة بها إلا أن الأضرار الناجمة عنها قد تكون في السرعة الهائلة التي تعطيها القوة التدميريه حتى تكتسح في طريقها كل ما يعترضها من البشر والبهائم والأخضر واليابس والمنشآت مما يؤدي إلي خسائر في الأرواح والممتلكات والبنية الأساسية . من هذا يتضح لنا أن الإنسان هو من يستطيع أن يتحكم في تأثير السيول ليجعلها نعمه أم نقمه ، فان أحسن الإعداد لها والاستفادة من مياهها وتخزينها بطريقه سليمة أصبحت نعمه وان أهمل الاستعداد لها وتجاهل تأثيرها المدمر كانت نقمه عليه .
وهنا في مصر بنظره عامه نجد أن السيول نقمه نخشاها في كل عام وللأسف لا يوجد استعداد لها ولا تحرك إلا بعد وقوع الكارثة ،
ودائما ما تعلن وزارة الموارد المائية والري سنويا عن خطة لمواجهة مخاطر السيول وكيفية الاستفادة من مياهها إلا أن يحدث عندما يجتاحنا سيل في منطقة ما لا يدل علي أننا نتخذ الإجراءات الكافية لفهم واستيعاب رسالة السماء لمصر في الشتاء.. فما العمل لاستثمار واستغلال الثروة المائية التي تهبط علينا دون فضل منا؟
وللأسف هناك عيب خطير في طريقة التفكير عندنا فنحن لا تستفيد من الأمور التي تتكرر سواء في السياسة أو الاقتصاد أو غيرهما فنحن دائما نتبع سياسة رد الفعل حيث ننتظر الحدث لنقوم برد فعل له وللأسف يكون مؤقت وغير دائم
وحتى نستفيد من مياه السيول لابد من التفكير قبل حدوثها بفترة كافية واتخاذ الإجراءات اللازمة دون التقيد بإجراءات روتينية التي قد تتطلب شهورا لكن بسبب البطء في إصدار القرار والانتظار أكثر مما يجب لا نستطيع في كل مرة مواجهة أخطارها وتهدر مياهها في البحر أو تضيع بالبخر.. علي الرغم من أن المياه عامل محدد للتنمية في مصر حتى نخلق فرص عمل من خلال إقامة مشروعات الاستفادة بها.
ومن الجدير بالذكر أن السيول ليست مسئولية وزارة الري وحدها ولكنها مسئولية عدة وزارات ومحافظات ونظرا لان هذه الوزارات والمسئول المحافظات لا يعملوا كفريق عمل واحد ولكن كل واحد يعمل علي كتفه، لذلك لا تتوافر لدينا خطة واضحة متكاملة تتشارك فيها كل الجهات من ري وسياحة وزراعة وإسكان ونقل.
وللأسف أن هناك لجنة قومية لإدارة الكوارث علي مستوي مصر ولكنها غير مفعلة ومن أجل القيام بذلك فيما يخص السيول لابد أن ينظر إليها بصورة شاملة لأنها كارثة طبيعية بيئية ورغم التنبؤات هناك قدرة إلهية تسير الطبيعة وقد يكون السيناريو الذي تأتي به أشد خطورة من السيناريوهات التي رسمناها لها لأنها من الممكن أن تحدث في أكثر من نطاق إقليمي في آن واحد أو علي فترات متتالية مما يسبب شللا تاما في حركة العمران بمصر.
ولكن عندنا يقف المسئولون عاجزين أمام تساقط الأمطار وتدفق السيول وكأن الأمر مفاجأة وكأنهم لم يدرسوا الجغرافيا فنجد الشوارع غارقة في المياه ليحدث شللا مروريا وتتوقف كافة أوجه الحياة بل أن قري بأكملها تكاد تكون معزولة لأن مياه الأمطار تحول طرقها إلي أوحال يصعب السير عليها بالأقدام أو حتى بالسيارات.
كيف يمكننا الاستفادة من مياه الأمطار، هذا السؤال نطرحه على الخبراء وخاصة انه في الفترة الأخيرة سجلت الأرصاد ارتفاع منسوب مياه الأمطار في مصر نتيجة تغيرات مناخية،فلماذا لا نجعل من سقوط الأمطار الغزيرة شيئا إيجابيا بدلا من أن نقف مكتوفي الأيدي ننظر إلى الكوارث بترقب واستغراب.
حيث أن هناك دراسة أجراها قطاع المياه الجوفية عن كمية الأمطار التي يمكن أن نحتفظ بها من موسم حصاد الأمطار بعد استكمال المشروعات التي تقوم بها وزارة الري لهذا الهدف وقد قدرة هذه الكمية بحوالي 1.5 مليار م3.
لا أدري لماذا لا تكون لدينا خزانات مياه في محافظات الصعيد وسيناء والبحر الأحمر ومطروح لتستوعب مياه الأمطار والسيول التي تضيع هدرا كل عام ولماذا لا تكون هناك خطة لزراعة محاصيل بعينها تعتمد علي مياه الأمطار.
حيث إنه يمكن الاستفادة من مياه الأمطار في المناطق الجافة والمناطق التي لا توجد بها مياه نهر النيل للزراعة. ويمكن أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي من الحبوب لو أحسننا الاستفادة من مياه الأمطار جنبا إلى جنب مياه نهر النيل ويمكن أيضا أن تكون لدينا وفرة في الثروة الحيوانية لو خصصنا أماكن معينة في الصحراء الشرقية وسيناء ومطروح لتكون مراعي وأكد أن التغيرات الجوية لها أسباب عديدة ولكن هذا العام حيث شهدت مصر تغيرات مناخية لم تشهدها من قبل وغرق الكثير من المدن والقرى في مياه الأمطار
حاجة ملحة للمزيد من السدود والبحيرات لجمع المزيد من حصاد الأمطار، فمن المهم بالنسبة لنا عدم فقد أي كمية مياه بذهابها إلي البحر أو أضياعها بالبخر أو بالوصول لأي مكان لا تستغل فيها.
أن فكرة الاستفادة من السيول تتوقف علي كمياتها ومعرفتنا بتوقيتاتها لأنها تتطلب إقامة أعمال صناعية لحجز المياه مثل السدود التي تحتاج لإمكانيات مادية وبالطبع لابد أن تتوفر لدينا الدراسات التي تحدد أماكنها وكمياتها والأزمنة التي تتكرر فيها حتى يمكن القيام بذلك وللعلم كلما قل زمن حدوثها كانت القدرة علي الاستفادة بها أعلي.
حيث أن هناك 3 أنواع من السدود الخاصة بحصاد مياه الأمطار إما سدود إعاقة للتقليل من سرعة جريان مياه السيل بقوة هائلة بحيث تعطي للمياه فرصة أن تغذي الخزان الجوفي أو استغلالها عن طريق الري أو تجميعها في خزانات أرضية للاستفادة منها، أو سدود تحويلية عبارة عن مجاري مائية لتحول نهاية مخر السيل وذلك لو هناك منشآت تعترض طريقه أو بحر كمنطقة صرف لأننا في هذه الحالة لا نريد للمياه أن تذهب لهذا المكان، فنحولها لمكان آخر حتى يمكن الاستفادة بها، وهناك سدود تخزين تكون أمام السيول بحيرات صناعية لتخزين حيث أن هناك الدول عديدة تستفيد من الأمطار والسيول التي تهطل عليها وتجهز خزانات مياه لتستفيد من هذا الخير الذي يتساقط علي أراضيها لينبت في صحاريها الحب والزيتون.
فالشقيقة السعودية لا تجري فيها أنهار لكنها تزرع القمح بوفرة لأنها عرفت كيف تستفيد من مياه الأمطار والسيول وكثير من الدول تفعل هذا.
مياه الأمطار خير لو أحسنا استغلالها فهناك دول تلجأ إلي صلاة الاستسقاء لينعم الله عليها بالأمطار لأنها تعرف كيف تستفيد منها سواء في الزراعة أو المراعي.
يمكن أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي من الحبوب لو أحسنا الاستفادة من مياه الأمطار جنبا إلي جنب مياه نهر النيل ويمكن أيضا أن تكون لدينا وفرة في الثروة الحيوانية لو خصصنا أماكن معينة في الصحراء الشرقية وسيناء ومطروح لتكون مراع.

صورة ‏الصحفى خالد شحاته‏.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى