نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم من خلق حلفاء جديدين لمصر، والابتعاد بالبلادعن فكرة الاتباع الأعمى لحليف أكبر يشكل راعي لها مثلما كان الوضع في عهد السادات والرئيس مبارك وازداد في عهد مرسي، إذ شكلت أمريكا مصدر السلاح الوحيد لمصر، والحليف الإستراتيجي الأول دون إمكانية خلق علاقات عسكرية مع دول أخرى، لكن السيسي نجح بإخراج مصر من هذا المدى، وجعل مصر تنشئ علاقات قوية مع حلفاءأخرين خاصة فرنسا وروسيا، حيث رأى الكثير من المحللين أن الصفقات التي وقعتها مصر مع فرنسا والنقارب بين البلدين هي بمثابة صفعة قوية لأمريكا لتعنتها تجاه الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، ودعمها الكبير للإخوان المسلمين، التي تصنفها مصر منظمة إرهابية.
لا ينسى الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه في الوقت الذي اختارت أمريكا الإخوان المسلمين كحلفائها، كانت فرنسا هي من أقوى الحلفاء له على الصعيد الدولي وأول منبر ليؤكد من خلاله أن الإخوان قد قادوا البلاد إلى مأزق اجتماعي واقتصادي وأمني شديد.
في الوقت الذي قامت أمريكا وبريطانيا بشن حملة دولية على مصر بعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء، نهاية أكتوبر الماضي، لم تأخذ فرنسا نفس حذو الدولتين ولم تسعى إلى سحب رعايها، مؤكدة أن مصر حليف هام لمواجهة خطر الإرهاب المتطرف باسم الدين الذي بات يهدد العالم أجمع وليس منطقة الشرق الأوسط