على خلفية خطط واشنطن لإحلال قوات من الدول العربية محل الوحدات العسكرية الأمريكية الموجودة على الأراضي السورية أرسلت السعودية رسالة لقطر مفادها إذا كنتم لا تريدون أن تخسروا دعم الولايات المتحدة، فارسلوا قواتكم إلى سوريا.
عسكرياً قدمت كل من السعودية وقطر، منذ بداية الصراع في سوريا، دعماً للجماعات المسلحة التي تقاتل القيادة الشرعية في البلاد. والرياض في ظل هذا النزاع تدعم جماعات متطرفة تختلف أيديولوجياً عن غيرها، فهي تتبنى أيديولوجية قريبة من الوهابية. في حين تدعم قطر تلك الفصائل التي تتبنى أيديولوجية قريبة من جماعة الإخوان المسلمين. وكثيراً ما كانت تنشب بين هذه الجماعات مواجهات وصدامات مسلحة.
السعوديون، يحثون قطر على إدخال وحدة عسكرية، لكن هنا، يجب القول أولاً إن هذا غير ممكن الآن، لأنه إذا حدث، فإن ذلك سيعني انتهاك الدوحة لسيادة سوريا. وستدخل قطر في مواجهة مع الجيش العربي السوري، الذي تدعمه الطائرات العسكرية الروسية، وستنشب مواجهة، بما في ذلك مع روسيا وإيران.
أما قطر غير متشجعة لفعل ذلك لأن لها علاقات مع إيران من جهة، وهي في صراع مع المملكة السعودية من جهة أخرى. لكن السعودية تهدد قطر بأنها في حال رفضها إرسال القوات، فستفقد دعم الولايات المتحدة الأمريكية، وستتعرض لمختلف المشاكل.
المدمرات أمريكية في بحر قزوين بين روسيا وإيران
تتناول الأوساط العسكرية في الآونة الأخيرة مسألة التعاون العسكري بين واشنطن وأستانا، فماذا عن حقيقة وجود اتفاق كازاخستاني أمريكي يصب في مصلحة الجيش الأمريكي وكيف ستتعامل روسيا مع ظهور قوات أمريكية في موانئ قزوين؟
تصديق كازاخستان على اتفاقية مع الولايات المتحدة حول استخدام الجيش الأمريكي للموانئ الكازاخستانية في بحر قزوين لعبور الشحنات إلى أفغانستان، أثار مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى ظهور قواعد عسكرية أمريكية في بحر قزوين.
القيادة العسكرية في أستانا تدرك أن واشنطن مهتمة بالعبور المستقر للمعدات العسكرية لوحداتها إلى أفغانستان. وعلى خلفية النزاع بين روسيا والولايات المتحدة، تخشى أستانا من أن يؤثر ذلك بشكل ما على مصالح كازاخستان، وأن تتعرض البلاد أيضاً للعقوبات، وبالتالي تحاول استرضاء الولايات المتحدة بشكل خاص، بمنحها الحق في العبور.
لا ينبغي لروسيا أن ترد على هذا الاتفاق بأي شكل من الأشكال، لأن الحديث يمكن أن يدور فقط عن تسهيلات في مجال النقل، والذي من الناحية النظرية، كانت المدينة الروسية أوليانوفسك حتى وقت قريب متضمنة فيه. وبشكل عام، تنتفي مشكلة ظهور قواعد عسكرية، حتى من الناحية النظرية. هذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن شحنات حلف شمال الأطلسي كانت حتى وقت قريب تُنقل عبر الأراضي الروسية، بما في ذلك باستخدام نقطة عبور في أوليانوفسك.
المنظومات الصاروخية الروسية في الشرق الأوسط
عامل استقرار أم ردع
أصبحت منظومة S-300 الدفاعية الجوية الروسية المتطورة حديث الساعة تقريباً على مدار العقد الماضي لميزاتها الاستراتيجية؛ إذ تسعى دول عديدة للحصول عليها بما فيها إيران وسوريا من أجل مواجهة الهيمنة الإسرائيلية في المجال الجوي.
وعلى مدى سنواتٍ، ضغطت إسرائيل على الكرملين حتى لا يُزوِّد هاتين الدولتين بتلك المنظومة، وبالفعل تكللت هذه الضغوط بالنجاح النسبي، حيث تسلمت إيران أولى بطاريات S-300 عام 2016، رغم أنَّها سددت ثمنها عام 2007.
والآن يُخطط الكرملين لمنح القيادة السورية بطارياتS-300 ، مما دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى التهديد بقوله: شيءٌ واحد ينبغي أن يكون واضحاً، إذا استهدف أحدٌ طائراتنا، فسندمره. وهذه رسالة واضحة مفادها أنه لا يمكن لسلاح الجو الإسرائيلي أن يسمح لنفسه بخسارة حرية الحركة في المجال الجوي السوري، حتى ولو كان الثمن اندلاع أزمةً دبلوماسية مع روسيا.
قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على مواصلة العمل في المجال الجوي السوري هي محور المواجهات الأخيرة بين إسرائيل وإيران. فقوّات الحرس الثوري الإيراني مُصرة وفق بعض المصادر على بناء قواعد دائمة في سوريا، كثمن لما قدمته طهران للجيش العربي السوري طوال الحرب الدائرة منذ اكثر من 7 سنوات. غير أنَّ بناء القواعد لا يمكن أن يرى النور ما دامت إسرائيل عازمةً على قصف أي قاعدة إيرانية في سوريا.
إذاً لماذا ينبغي لإسرائيل أن تشعر بالقلق؟
الأنواع المتطورة من منظومة إس-300 قادرة على تتبع عشرات الأهداف الجوية في الوقت نفسه، على مسافة مئات الكيلومترات. حتى إن شركة ألماز- أنتي، المصنِّعة لهذه المنظومات في روسيا، أكدت أنَّها يمكن أيضاً أن تُسقط صواريخ باليستية وصواريخ كروز.
وعليه فإن وجود منظومة S-300 لدى القوات المسلحة السورية، يعني أن تخسر إسرائيل ميزةً استراتيجية تتمتع بها. وهذا ما اضطر الأخيرة القيام بدراسة قدرات المنظومة عن كثب، وشاركت في مناوراتٍ مشتركة “ضدها” مع دولٍ اشترتها من روسيا.
عجز أمريكي على خوض حرب الشوارع في المدن الحديثة
الجنرال مارك ميلي رئيس أركان القوات البرية الأمريكية، أكد بأن العسكريين الأمريكيين، غير قادرين، على تنفيذ عمليات قتالية ناجحة في المدن الكبيرة والحديثة. في إشارة إلى أنه قد يتعين على الجنود مواجهة خصم محتمل يتمتع بنفس القوة في سيئول أو طهران أو عواصم دول البلطيق، وأن الجيش الأمريكي لم يقم بمثل هذه العمليات منذ فترة طويلة.
بالفعل وبحسب الخبراء العسكريين فإن العديد من المعدات العسكرية الأمريكية، بما في ذلك دبابات أبرامز، لا تصلح للقتال في المدن، ويمكن للخصم الاستفادة من هذا الوضع واستخدام ناطحات السحاب والمجاري لإطلاق النار، وفي هذه الحالة تفتقد المدرعات الأمريكية وسائل الوقاية.
المؤسسة العسكرية الأمريكية اقترحت إنشاء مركز خاص لتدريب العسكريين على القتال وسط المدن، وبالتالي هذا الأمر يحتاج إلى تعديل القانون السنوي لتوزيع النفقات الدفاعية لعام 2019.
يرى الخبراء أن الجانب الأمريكي، يقصد “بالخصم المحتمل”، روسيا والصين بالذات. ومع ذلك، لا يستبعد المحللون أن الجيش الأمريكي، وتحت غطاء التهديد المزعوم من جانب روسيا والصين، يحاول الحصول على أموال إضافية من الكونغرس.