كتبت / وفاء أحمد هل حدث و سافرت يوما و تهت فى الصحراء فاشتد بك العطش حتى توهمت أن أشعه الشمس فوق الرمال هى ماء على البعد , فدب فيك بريق الامل و نهضت مسرعا لتفوز ببعض قطرات من هذا الماء لتروى به عطشك ؟ إذا كانت الاجابه بالنفى فحتما قد رأيت ذلك فى أحد المشاهد السينمائيه . و سواء أكانت إجابتك بالإيجاب أم النفى , لن تفرق كثيرا لأنك بالفعل تعيش ظاهرة السراب هذه على أرض الواقع و لكن ليس سراب الماء فى الصحراء بل سراب الديمقراطية فى بلادنا العربية مع حكامنا العقلاء . و ربما تتوهم أنك تعيش فى بيئه تتسم بالحرية و الديمقراطية و لكن مع أول فرصة تواتيك لتعبر عن رأيك و خاصة إذ كان ذلك الرأى لا يتفق مع رأى الآخر , ستعلم جيدا أن الديمقراطية التى تعيشها ,او بمعنى أدق تتوهمها, هى فى الواقع سراب لن يتحقق أبدا و لن يروى عطشك فى حياة ديمقراطية عادلة . و لعلك قرأت قول نزار قبانى فى قصيدته المشهورة ‘ قارئة الفنجان ‘ عندما قال و سترجع يوما يا ولدى مهزوما مهموم الوجدان و ستعرف بعد الرحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان , نعم أنت فى حياتك تطار خيوط دخان الديمقراطيه و لكنك أبدا لن تلمسها بيدك . و لكن رغم هذا , أنا لا أحبذ اليأس مطلقا , فلربما تشرق شمس الديمقراطية فى بلادنا العربية يوما ما و لا تغيب عنا ثانية .