اسليدرالتقارير والتحقيقات

الزواج في مدن الصعيد وعاداته

كتب – علي تمام

تختلف عادات الزواج وتقاليده وشروطه من بلد لآخر بل من محافظة لأخرى في مصر، وفى بعض الأحيان قد تختلف تلك الشروط من مدينة لأخرى أو قرية عن أخرى قد تجاورها كما يختلف باختلاف الديانات السماوية الثلاثة.

وتختلف شروط الزواج وتقاليده في المحافظة الواحدة، ففي محافظة أسيوط بصعيد مصر، فهناك مراكز تزيد من قيمة المهور والشبكة وأخرى تخفضها، وثالثة تكون مواصفات الزواج فيها مختلفة عن سابقتيها، وتتميز عروس محافظة أسيوط بأن مهرها غالٍ وقيمة شبكتها عالية كون أهلها يعتقدون أنه كلما ارتفعت قيمة الشبكة كلما ارتفعت قيمة ابنتهم.

مركز البداري
ويعد مركز البداري أقصى جنوب شرق محافظة أسيوط، من أكثر مراكز محافظة أسيوط غلاءً في طلب الشبكة والمهر، حيث يطلب أهالي الفتاة شبكة لا تقل عن خمسين أو ستين ألف جنيه، ويشتري الزوج الذهب الذي تختاره العروس في حدود تلك القيمة من أحد محال الذهب والمجوهرات.

نسبة كبيرة من فتيات البداري يفضلن شراء الذهب من مركز ساحل سليم أو من مركز أسيوط لوجود تصميمات حديثة وبأشكال أكثر رقيًا وحداثةً ويلتزم الزوج بشراء الذهب كاملًا قبل الزواج في معظم حالات الزواج، ويظل بحوزة العريس حتى موعد كتب الكتاب أو عقد القران ويقوم بعد ذلك بتلبيسه لعروسته في حفل الزفاف.

في الغنايم
وتنخفض قيمة الشبكة المقدمة للعروس في مركز الغنايم أقصى جنوب غرب محافظة أسيوط، فرغم أن المركزين يقعان في الجنوب من محافظة أسيوط إلا أن بينهما تباينا واختلافا كبيرا، فيقدم العريس لعروسه شبكة بما يعادل 30 ألف جنيه أو من 80 إلى 100 جرام من الذهب في معظم حالات الزواج، وتحدث حالات زواج قد تزيد عن ذلك وأخرى تقل عن تلك القيمة ولكن تلك الحالات ذات نسب قليلة.

قيمة الشبكة
ولا يوجد مقياس ثابت وموحد لقيمة الشبكة بكل مركز أسيوط، ولكن في كثير من الحالات قد تطلب عائلة العروسة مساواتها بابنة عمها أو خالها أو إحدى قريباتها أو جاراتها التي تزوجت بقيمة معينة وألا تقل تلك القيمة عنها بل تزيد ويتدخل الأهل لمحاولة التخفيف من الأعباء الواقعة على كأهل العريس وأهله ولكن في أحيانا كثيرًا دون جدوى ويستسلم العريس في النهاية لقيمة الشبكة التي طلبها أهالي الفتاة.

الاتفاق
ويتم الاتفاق بعد ذلك على ما ستشارك به العروس في أثاث منزل الزوجية فالزوج يتكفل بالشقة كاملة سواء كانت بالايجار أو تمليك، ودهانها وتجهيزها من إضاءة وتشطيبات ويقوم بشراء غرفة النوم التي غالبًا ما تختارها العروس مع عريسها وتتراوح قيمتها ما بين 15 إلى 20 ألف جنيه في معظم حالات الزواج.

ما على العروسة
بينما تتكفل العروسة بإحضار الأدوات المنزلية كالثلاجة والغسالة والبوتاجاز وتجهيز المطبخ بكافة الأدوات، بالإضافة إلى الستائر والسجاد والأسرة بغرفة نوم الأطفال وتجلب العروسة معها مستلزمات حجرة السفرة ومحتويات النيش، كما يلتزم الزوج بإحضار الانتريه ويتم الاتفاق بين الزوج والزوجة حول تلك الأشياء وقد تتم المبادلة وتجلب الزوجة الانتريه ويتكفل الزوج بغرفة الأطفال.

الصداق أو المهر يختلف أيضًا من مكان لآخر، وهو ما يلتزم الرجل بدفعه للمرأة، لملك عصمتها وهو دليل إكرام الله سبحانه وتعالى للمرأة، حيث جعل المهر حقا مفروضا على الزوج، وألزمه بدفعه بالمعروف، ولم يحدد الشرع الإسلامي قدرا معلوما للمهر، فقد يكون خاتمًا أو قنطارًا من الذهب وحدد الله سبحاته وتعالى ذلك في القرآن الكريم، فهو بالتراضى بين الطرفين والمهر ليس هو سعر العروس فالإسلام حفظ مكانة العروس وأهلها والزواج ليس بيع عروس لزوجها بل مودة ورحمة.

المهر
ورغم أن المهر ليس ركنا من أركان عقد النكاح إلا أن أهالي الصعيد يحرصون عليه وتكون الشبكة جزءًا من المهر الذي حدده الطرفان حسب الحالة المادية للزوج فلكل حالة اجتماعية مقدار معين قد يصل في الحالات المرتفعة إلى 70 ألفا ويصل إلى 100 ألف لكن يبلغ متوسطه 30 ألف جنيه، ويبلغ في الحالات ذات المستوى المادي المنخفض نحو 20 ألف جنيه.

مؤخر الصداق
ويلجأ الكثير من أهالي أسيوط إلى عدم كتابة المبلغ المتفق عليه بين الزوج والعروس في مؤخر الصداق والذي قد يصل إلى 150 ألف جنيه، ويبلغ في متوسطه 100 ألف جنيه، حيث إن المأذون يتحصل على نسبة مرتفعة إذا كان المؤخر كبيرًا أو تحصل المحكمة على قيمة ومبالغ كبيرة حسب القيمة المتفق عليها بينهما ويتم كتابة مبلغًا رمزيًا بمؤخر الصداق يكون 500 إلى 1000 جنيه بالعقد ولكن يتم كتابة المبلغ الحقيقى المتفق عليه ضمن محتوىات القائمة والتي يصنف فيها كل ما قامت العروس بشرائه هي والزوج ويتم دمجه ضمن ما دفعته الزوجة من أجل تأسيس منزل الزوجية.

زر الذهاب إلى الأعلى