الثقافة

الريس حميدو..

احجز مساحتك الاعلانية

كتب – رياض حجازي

هو محمد بن علي الملقب بحميدو . ولد في حي القصبة – الجزائر العاصمة سنة 1770 ..
كان أبوه خياطا بسيطا ومعروفا عند أهل القصبة
عشق حميدو البحر وتوجه إليه منذ صغره فكان يتردد على السفن و يشارك البحارة في رحلاتهم مثل الريس شلبي الذي أعجب بشجاعته و بحنكته الفريدة
قدر عدد البحارة الجزائريين في عهد الرايس حميدو أشهر قادة البحرية الجزائرية إلى أكثر من 130 ألف بحار، وسطع نجم البحرية الإسلامية الجزائرية في ذلك الوقت
وتمكن الأسطول الجزائري من الوصول بعملياته إلى اسكتلندا والمحيط الأطلسي
في سن الخامسة و العشرين أصبح حميدو “ريس” وترقى من بحّار إلى ضابط ، ثم إلى أمير للبحر وأصبح يقود أسطولا في مياه مرسى وهران
كان صعود الرايس حميدو وتسيّده على إمارة البحرية الجزائرية يتوافق مع قيام الثورة الفرنسية ومجيء نابليون للحكم ، وما أعقبه من فوضى عارمة في أوروبا ، تمكن خلالها الرايس حميدو من انتهاز هذه الفرصة لتقوية الأسطول الجزائري .
في إحدى معاركه البحرية استطاع أن يستولي على واحدة من أكبر سفن الأسطول البرتغالي وهي سفينة (البورتقيزية) المزودة بـ 44 مدفعا وعلى متنها 282 بحارا.
ثم أضاف إليها سفينة أميركية هي ( أمريكانا ) هذا بالإضافة إلى سفينته الخاصة ، وأصبح أسطوله الخاص هذه السفن الثلاث ، ومن أربعة وأربعين مدفعا فرضت سيادتها على البحر لأكثر من ربع قرن .
في زمن قيادته للبحرية الجزائرية فرض الرايس حميدو ضريبة على الولايات المتحدة. فبعد أن نالت أميركا استقلالها عن بريطانيا بدأت السفن الأميركية ترفع أعلامها لأول مرة اعتبارا من سنة 1783م، وأخذت تجوب البحار والمحيطات.
وقد تعرض البحارة الجزائريون لسفن الولايات المتحدة فاستولوا في يوليو 1785م على إحدى سفنها في مياه ( قادش ) بعد ذلك استولوا على إحدى عشرة سفينة أخرى تابعة للولايات المتحدة الأميركية وساقوها إلى السواحل الجزائرية .
ونظرا ولحداثة استقلال الولايات المتحدة ولعدم امتلاكها قوة بحرية رادعة ، فقد كانت عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية ، لذا فقد اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الجزائر في 5 سبتمبر 1795م ، تدفع بموجبها واشنطن مبلغ ( 62 ألف دولار ذهبا ) لدولة الخلافة العثمانية – ولاية الجزائر لقاء حرية المرور والحماية لسفنها في البحر المتوسط
نال الريس حميدو الشهادة في معركة “كيب جاتا” الغير متكافئة, حيث كان يقود سفينته “مفتاح الجهاد” مقابل تسعة سفن حربية أمريكية عندما أصابته قذيفة مدفع قوية استشهد على إثرها, في يوم 16 يونيو 1815.
وأم حاكم البلاد حينها الداي (عمر باشا ) شخصيا صلاة الغائب التي أداها الجزائريون على روح بطل الإسلام الرايس حميدو،
وأعلن الحداد في كل أنحاء ولاية الجزائر.

المصدر
روائع من التاريخ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى