كلما فجر كمين أو كنيسة أو حتى مسجدا نجد الإعلام يتحدث عن الخطاب الديني وتعديله وإقالة وزير الداخلية وربما إعدام عم شرم برم بائع الحلبسه !! ثم نتحدث عن اكتشاف نظرية المؤامرة على مصر وضرورة مواجهة الإرهاب ووأده والقضاء عليه في مهده !!
وننسى أننا جميعا نحمل بذور إرهاب تحت جلودنا ..
تنمو مع الزمن أوتذبل وتنتهي وتموت ..
والقضية ليست خطاب ديني ولا وزير فاشل أو عدة وزارات متتالية ومتعاقبة ..
القضية حكومة تحرض على الفتنة وتحث عليها عندما تهمل التعليم الذي يتم على حسب ما تفرج في بلدنا ..
فتارة نلغي الثانوية العامة وتارة نعيدها وقضية من يصحح حملة الدبلومات أو حملة المؤهلات العليا.. وكم نأخذ مجاميع للكليات وبعد التخرج كيف نرتب أوراق البطالة ونستفها ونبني منها أهرامات التخلف والجهل والتطرف !
حكوماتنا يا سادة بعجزها هى المحرض الأول على الفتنة هى صانعة التطرف سواء كان دينيا أو سياسيا أو إجتماعيا أو حتى عاطفيا ..
التخبط الذي نسير فيه وعدم الرؤية والتخطيط هو ما يسوق مجتمعنا للفناء .. وكلما نهضنا من كبوة وقعنا في أخرى ..
ولنا فيمن فجر نفسه بعدما فجرت الكنيسة مثالا واضحا .. من صنع هذا الإرهابي الذي قتل تلك النفوس تحت أي تأويل فكري وديني سواء كان ذلك من أجل الإرهاب وإحراج الدولة المصرية أو من باب الدين فهو يرى قتله لمن يخالف دينه تطهيرا من الكفرة وبالتالي فهو أيضا سيعد من الشهداء الموعدين بالجنة والحور العين ..
من تكاسل عن تعليم هذا الرجل وهو طفل وحرمه من ذلك بالفقر والحاجة لترك المدرسة المكتظة بأكثر من سبعين طفلا في حجرة واحدة تسمى الفصل الدراسي .. من حرمه من الحصول على رعاية صحية تليق به ..
من حرمه الثقافة والإعلام الجيد الذي يربي وجدانه ؟ هى منظومة مؤسسات فاشلة تربي الإرهاب حصريا .. فعندما تفرغ العقول وتجرف الضمائر فيكون الناتج تفجير كنيسة وجامع وكمين ومدرسة ونادي ..
التطرف في الحكومات التي تفشل في عمل مشترك يبدأ بالتعليم وينتهى بوزارة سعادة لو كان ممكنا .. التطرف الذي نعيشه يعد له حين نولي من يخرجون على المعاش وزرات وقد توقفوا عن الإبداع الخلاق وقد كان يكتفى بكونهم مستشارين ولكنهم يصرون على شيخوخة الفكر وقتل الشباب .. التطرف يبدأ وينتهي بفشل الحكومة التي تعلق فشلها على شماعات فاشلة ومتكررة .. حتى أنهم لا يجددون فيما يبرروه للناس فرحمة بنا وتأكدوا بعد أن فشلنا في تغيركم أننا لن نعتمد على أنفسنا بعد اليوم بل سنكشف رؤسنا ونتجه لمن خلقنا وندعوا عليكم أن تذوقوا من فشلكم الذي تصدروه لنا .. كالعامة سنتحدث جميعا فلا يوجد الأن لا صفوة عقول ولا حتى صفوة بطون بعد أن غاب الحق وراء موت الضمير وتحولنا لشياطين خرس أو لمصابين بشلل كامل واكتفينا بعمل ” اليكات ” على ” بوستات ” شبكات التواصل الإجتماعي وتحول الشرفاء لقلة مندسة ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ولا عزاء للشرفاء .
# تراك أيها الوطن .. وطن أم أنه شطر تهرأ من كفن .