أخبار مصراخبار عربية وعالمية

الراجل اللي وراء عمر سليمان” مدير مكتب عمر سليمان يكشف ملكية مصر لتيران وصنافير

احجز مساحتك الاعلانية

كتب:خالد الجارحي
ليس من حق أي رئيس إبرام الاتفاقية دون موافقة الشعب.. والاحتكام للاستفتاء يحمينا من الفتن
الاتفاقية حبر على ورق.. ويوجد علما مصريا على الجزيرتين.. ودماء ومعارك شاهدة

لا شك أن الحديث مع اللواء حسين كمال، مدير مكتب عمر سليمان، رئيس المخابرات العامة الأسبق، في قضية تيران وصنافير، يمثل أهمية كبيرة، لاسيما أن الرجل يعد شاهدا على كافة التفاصيل في هذا الملف في عهد مبارك، كما يمتلك معلومات عن فترة 1990، وإجابات عن الأسباب وراء القرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس الأسبق بخصوص الجزيرتين، والخطاب الذي أرسله للأمم المتحدة عام 2010، وكيف كان يستقبل مبارك رسائل السعودية التي كانت توجه اللواء عمر سليمان، وإلى نص الحوار..

* ما ردك على من يروج بأن مبارك أول من أصدر قرارًا جمهوريًا يعترف بأحقية الجانب السعودي بالجزيرتين؟
** هذا حديث ليس له أساس من الصحة، فما صدر من قرار جمهوري خاص بترسيم الحدود، كان واضحا في خطاب رسمي للأمم المتحدة من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، تحدث عن أن الجزيرتين ما زال يجرى حولهما الاتفاق على الإدارة والحدود، وبالتالي لم يكن هناك اتفاقا مصريا سعوديا بشأن الأحقية لأحد الطرفين، ووفقا للمتعارف عليه دوليا بأنه يجب أن يقدم كل جانب الوثائق التي تثبت أحقيته للأرض، وعندما يقال إن الرئيس مبارك أخرج هذا الخطاب عام 1990، فلماذا لم تسلم طيلة هذه المدة، ولا يصح الحديث عن أن الظروف السياسية كانت غير مناسبة حينئذ لإبرام اتفاقية مع الجانب السعودي، وهل الظروف السياسية تسمح الآن بمثل هذه الاتفاقية؟.

* وما انطباعك بشأن البيانات الصادرة من الحكومة والخارجية التي تدعم الجانب السعودي؟
كل ما أريد توضيحه في هذا الجانب أن مثل هذه القضايا لا تُدار بهذا الشكل، إنما يتم التعامل بوثائق تؤكد ملكية هذه الأرض لدولة دون أخرى، إنما البيانات لا علاقة لنا بها، ومن حق الجانب المصري أن يتحدث كيفما يشاء.

* هل ترى أن التوقيت كان مناسبا للحديث عن اتفاقية ترسيم الحدود؟
** في رأيي الشخصي، التوقيت الذي أعلن فيه هذا الاتفاق غير مناسب، وأنا لا اعترف بوجود اتفاق من الأساس، لكني اعتبر أن ما يُقال وما يتردد ما هو إلا كلام لا يرقى إلى مستوى الاتفاقية، لأن الاتفاقية ليست من حق أحد، لم تكن من حق جمال عبد الناصر أو السادات أو مبارك أو السيسي، فهو حق أصيل للشعب المصري فقط، فمن يملك الأرض هو الشعب المصري، ومن يملك الحق من الجانب الأخر هو الشعب السعودي، لا توجد شخصية تلغي أحقية الشعوب في أراضيها، فالأرض ملكا لشعوبها، وفي تقدريري الشخصي، فإن شكل التفاوض لم يكن بالطريقة التي كان ينبغي أن يتم بها، ولدينا مثال ما حدث في طابا كان التفاوض مختلفا، وفي النهاية انتهى الأمر إلى التحكيم، نعلم أن المملكة العربية السعودية دولة شقيقة، ولكن هذه أرض تساوي العرض.

ما تعليقك على رفض النظام إجراء استفتاء؟
** لا أعرف الحكمة من عدم إجراء استفتاء، ما هو الضرر، لماذا لا نقطع الشك باليقين، فالجزيرتان ليستا ملكية خاصة، وإنما ملكية عامة، هناك وثائق وشعوب.

هل فتحت السلطات السعودية هذه القضية مع اللواء عمر سليمان؟
طرحت السعودية هذه القضية كثيرا على اللواء عمر سليمان، عندما كان رئيسا للمخابرات العامة، أثناء زياراته للمملكة، وكان يحدث ذلك أيضا مع الرئيس مبارك، وكليهما لم يكن لهما رد حاسم وقاطع، نظرا لخصوصية العلاقات بيننا وبين السعودية، والتي يجب أن نحافظ عليها، ونظرا لأن مثل هذه الموضوعات شائكة، وحساسة للغاية، كان يتم إنهاءها بشكل أو بأخر حتى لا تحدث مشكلة بين الجانبين، ولكن لم يسلم مبارك الجزيرتين إلى السعودية، فإذا كان هناك يقينا أن هذه المناطق تابعة للسعودية لماذا لم يتم تسليمها في عهد مبارك، خاصة أنه في عام 90 ظروفنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كانت أفضل من الآن، لماذا لم يسلمها مبارك؟، وما الذي منع تسليم الجزيرتين لمدة 21 عاما؟، إنه الحكمة والدهاء.

ما رد فعل عمر سليمان عندما طرح الجانب السعودية هذه القضية عليه؟
عمر سليمان كان يبلغ مبارك بطلب السعودية، ومبارك له الحق في قول ما يشاء، فنحن دولة مؤسسات ولسنا دولة مخابرات، فلم يكن عليه إلا تبليغ الرسالة إلى رئيس الدولة، ولكن يظل السؤال: هل الرئيس مبارك قام بتسليمهما إلى الجانب السعودي؟، بل على العكس في 2010 أرسل خطابا رسميا للأمم المتحدة، يقول فيه إن هذه القضية ما زالت عالقة ولم يتم الفصل فيها.

بحكم معرفتك بشخصية اللواء عمر سليمان، هل كان سيقبل بهذه الاتفاقية؟
لا أعتقد أن هذا الكلام كان يمكن أن يُدار بهذه الطريقة، يوجد شئ لدينا في القوات المسلحة يسمى “تقدير موقف”، وهو ما يدفع في اتجاه استمرار النهج المصري كما كان موجودا، حتى لا يكون هناك انشقاقات داخل المجتمع المصري، ولا تحدث مثل هذه الأشياء التي نراها الآن، ونعاني منها، خاصة أننا في مرحلة حرجة للغاية.

هل ترى أن الجزيرتين مصريتان أم سعوديتان؟
أرى أن هناك علما مصريا مرفوعا عليهما، وهناك قوات حرس حدود، وشرطة مصرية منذ 66 عاما، وهناك دم ومعارك دارت على هذه الأرض، فعندما يكون هناك يقينا أن هذه الأرض سعودية، في رأيي وتقديري الشخصي لا تدار بهذا الشكل، وليس وقتها الحالي لإدارة هذه المشكلة.. لا أوجه حديثي للجانب المصري فقط، وإنما للجانب السعودي أيضا، هناك خطأ في تقدير التوقيت، وكل ما أريد التأكيد عليه أنه لم يتم تسليم الأرض حتى الآن، كله حبر على ورق.

ما تعليقك على ما قاله الرئيس بشأن أنه طرح القضية على جميع الناس قبل الإعلان عنها؟
من حق الرئيس أن يقول ما يشاء، ومن حق الملك أن يقول ما يشاء، لكنها ليست قضية أشخاص، هذه قضية أمن قومي مصري، وعندما يدار مثل هذا النوع من القضايا يجب أن تكون معلومة للمصريين والسعودييين كيفية إدارة هذه القضايا، كان يجب أن يعلن رسميا أن هناك لجان فنية وسياسية وقانونية، ويتم تعريف الناس بالتفاصيل.

* ما توقعاتك لمستقبل تيران وصنافير وطريقة التعامل مع هذا الملف؟
ما نحن فيه “فتنة”، ولدرءها يجب الاحتكام لإرادة الشعب المصري، حتى لا نضع نواب مجلس النواب في مأزق أمام الشعب، لاسيما أنه واضح للعيان أن هناك أراء مختلفة، هذه قضية شائكة وحساسة تمس الأرض والعرض ولا يجب اختزال الموضوع في مؤسسة بعينها أو سلطة بعينها سواء كانت تنفيذية أو تشريعية، السلطة للشعب، إذا وافق على تسليمها يتم تنفيذ أمره وإذا رفض لا يتم تسليمها، ما المشكلة في ذلك، ما حساسية معرفة رأي الشعب في هذا الموضوع، لكن يجب أن نستنفذ كافة الطرق القانونية والسياسية وغيرها لبحث الموضوع من كافة جوانبه، للتأكد من صحة الوثائق، فنحن صنعنا مشكلة من لا مشكلة.

هل مراكز صناعة القرار المصري على علم بقدر الغضب الذي يسيطر على شرائح كبيرة من الشعب؟
أتصور أن السلطات المختلفة التنفيذية، والتشريعية، والقضائية، والإعلام، “شايفين وعارفين”، ولكن كل جهة تفسر حالة الغضب كما تريد، وحتى نقطع الشك باليقين لابد من عدم التشكيك في المؤسسات أو الدخول في انشقاقات، وإنما نلجأ إلى الشعب، ولابد أولا من عرض الوثائق على الناس.

* كيف ترى تعامل مبارك مع تيران وصنافير؟
كل ما يمكن قوله إن مبارك تعامل معها بوطنية وحنكة شديدتين، ولم تثر هذه المشكلة في عهده أو في عهدي السادات وجمال عبد الناصر، وهو أمر واضح للجميع.

Related Articles

Back to top button