اذا اردنا النجاح والسعادة اردنا الذكاء العاطفي وليس الذكاء العقلى
اذا اردنا الاتكال على”الذكاء العقلي” وحده لا يكفي ان لم يرتبط “بذكاء عاطفي” لإدارة هذه العواطف من أجل بلوغ مستوى متقدم من النجاح و السعادة على المستوى الشخصي و المهني.
و قد أكد دانيال غولمان الذي أدخل حاصل الذكاء العاطفي الى مجال الشركات “بالنسبة الى المناصب القيادية تمثل قدرات الذكاء العاطفي أكثر من 85% من الأشياء التي تميز بين المديرين اللامعين و المديرين المتوسطين” أي ان المهارات التقنية لا تكفي من دون المهارات العاطفية التي يمكن أن تختصر في :
1-معرفة كيف تشعر أنت و الأخرون و كيفية التصرف حيال هذا الأمر.
2-معرفة ما يجعلك تشعر بأنك بحالة جيدة وما يجعلك تشعر أنك بحالة سيئة و كيف تحول السيئ الى جيد.
3-امتلاك الوعي العاطفي و الحساسية و المهارات التي تساعدك في أن تبقى إيجابي و تزيد من سعادتك ورفاهيتك إلى الحد الأقصى على المدى الطويل.
الذكاء العاطفي هل يلعب دورا مهما في نجاح او فشل الحياة الزوجية؟
من المؤكد ان الذكاء العاطفي لا يقتصر على المستوى المهني أو الاجتماعي فحسب بل يشمل بشكل اساسي كيفية استخدام العواطف بذكاء في العلاقة بين الشريكين ان كان قبل او بعد الزواج.
لقد اثبتت الدراسات بأن الأزواج السعداء ليسوا اذكى أو أغنى أو أكثر ثقافة من الأزواج التعساء و ليسوا بالطبع متخصصين في علم النفس او فن التواصل او في تقنيات المفاوضات بل هم يتجادلون و يختلفون مثل بقية الأزواج.
و ما يميز هؤلاء امتلاكهم لذكاء عاطفي متقدم عن الأخرين يجعلهم قادرين على بلورة دينامكية علائقية بعدم السماح للمشاعر السلبية بأن تطغى أو تسيطر على العلاقة مما يجعلهم يجدون دائما اللذة و الحافز للبقاء سويا.
ان الأزواج السعداء يعلمون جيدا كيفية وضع الكلمات المناسبة على عواطفهم و التعبير عنها
و يدركون أهمية تعلم “الإعراب العاطفي” المستمر لأربع أفعال أساسية في حياتهم اليومية:
* أن يطلبوا
*أن يعطوا
*أن يتلقوا
* أن يرفضوا.
* أن نطلب:-
أي أن لا نتردد في التعبير عن رغباتنا و حاجاتنا امام الشريك و الا فاننا نعرض ذاتنا بأن يقوم الأخر بتحديد و اختزال هذه الرغبات و فرضها علينا كما يريد او كما يتصورها. كما يجب أن نأخذ في عين الأعتبار بأنه عندما نطلب يمكن الأخر ألا يستجيب دائما و له الحق في أن يعبر عن رفضه ولكن هذا لا يعني التوقف عن التعبير عن رغباتنا و حاجتنا باستعمال و سائل جديدة لا بد أن تلمس الأخر بشكل من الأشكال.
*ان نعطي:-
أي أن نشارك الأخر بأروع ما لدينا من مشاعر وافكار وأعمال إيجابية و منها أبسط الأشياء كالأبتسامة الصادقة او إطراء جميل يشعر الأخر كم هو محبوب و مرغوب و مميز في نظرنا أن نعطي العلاقة ما تستحق من انتباه و عناية مستمرة في أوقات الفرح و المحنة أيضا أن نتذكر دائما المناسبات الحميمة علينا بنفس الوقت أن نعطي بوعي و حكمة كي لا نخنق الأخر بتعبيرنا تاركين له المساحة الكافية كي يبادر هو أيضا تجاهنا
أخيراً يجب أن نقيم التوازن بأن نعطي الحب كما يحلو للأخر أن يتلقاه و كما يحلوا لنا أن نعطيه.
*أن نتلقى:-
أي أن نفرح بالحب الذي يأتينا من الشريك و نشعر بالعمق كم نحن جديرين بأستقباله أن نعبر مثلا عن امتناننا لهدية تلقيناها بدل من الاكتفاء بالقول” ما كان يجب عليك القيام بذلك” و كأننا نشعر بالذنب عندما يقوم الأخر بالتعبير عن حبه لنا و نتصرف كأننا لا نستحق كل هذا الأهتمام.
أو عندما نرفض تلقي المساعدة عندما نكون بحاجة لها في حالة المرض مثلا و نحرم الأخر من ان يعبر عن تعاطفه الطبيعي معنا.
*ان نتلقى:-
يعني أيضا أن يكون لدينا الحرية الواعية بأن نميز ما نريد و ما لا نريد ان نتلقى و أن نساعد الأخر كي يكتشف أكثر ما هي حاجاتنا الأساسية.
اخيرا أن نتلقى يعني أن لا نغذي جانب على حساب الأخر بل أن نوازي بين الأدوار الثلاثة أي بين الأمومة/الأبوة
و الزوجة/الزوج
و المرأة / الرجل.
أن نرفض:-
أى أن يكون لدينا القدرة و الشجاعة لعدم قبول أو تلبية بعض الطلبات أو التصرفات يمكننا ان نرفض بعض الطلبات الصغيرة موضحين دائما للشريك بأن ما نرفضه هو طلبه او رغبته الحالية و ليس شخصه الذي نحترم و نقدر.
اخيرا ان نرفض يمكن ان تعني في بعض الحالات ان نرفض علاقة بأكملها لأنها ممكن ان تكون مدمرة لكيان الشخص.
اخيرا وليس آخرا إ يجاد التوازن المناسب بين هذه الأفعال الأربعة و عدم تغليب واحد على الأخر هو ترجمة فعلية و مثمرة للذكاء العاطفي في العلاقة الذي يمكن العمل دائما على تنميته و توظيفه في شكل أفضل من أجل نمو و رفاهية العلاقة والشريكين على حد سواء.
إن الذكاء العاطفي هو المفتاح لأي علاقة ناجحة و سعيدة .