كتبت /تليلة محمد الرازي لقد كان الإسلام أول مشرع لحرية الفرد، ومنع العبودية، وخير مثال الخطاب المدوي للخليفة عمر بن الخطاب “متى استعبدتم الناس قد ولدتهم أمهاتهم أحرار “. والآن رغم الشعارات التي ترفعها جل الدول العربية عن حرية الصحافة والرأي، فإن الأنظمة تتحكم بيد من حديد في كافة وسائل التعبير عن الرأي والصحافة، ووسائل الإعلام وتفرض قيود مشددة على الأقلام ،وتمنع التطرق لفساد الحكومات ،وتحد من حرية الرأي والتعبير والإعلام، وقد تستعمل وسائل الترهيب ، لإخراس الأصوات الحرة التي قد تبدأ بالتهديد المعنوي والمادي إلى الإعتقال والحرمان من ممارسة الصحافة، وقد تصل بعض الأحيان إلى التصفيات الجسدية ،كما وقع لناجي العلي، ويساعد على ذلك سن قانون الطواريء الذي يمنح الأنظمة الضوء الأخضر ،لتجاوز حقوق المواطن، التي يكفلها له الدستور، واسكات الأقلام التي لاتطبل وتزمر للحكومات والانظمة، والأمثلة كثيرة هناك من الصحفيين من دفع حريته الثمن، وهناك من كانت روحه ثمن أداء واجبه. ولا تغلب الأنظمة في إيجاد تهم جاهزة لأصحاب الأقلام الحرة، مثل “التحريض على قلب النظام “و”منافاة الآداب “و”الإساءة لسمعة البلاد ” .
وتتحدى جل الأنظمة كل الاعتراضات المحلية والدولية، ولاتكترث بتقارير منظمات حقوق الإنسان ،التي لاتكف عن إدانة الإعتقالات والتعذيب، بسبب حرية الرأي والتعبير، وبرايي هذا هو سبب مايعرفه عالمنا العربي ،لأن حرية التعبير والديمقراطية هي مقياس درجة تقدم او تطور ،أو دلالة على التخلف والاستعصاء على مواكبة العصر ،رغم أن التطور التكنولوجي، والثورة المعلوماتية، شكلت بعض التجاوز لهيمنة السلطة على وسائل التعبير ،وسمحت للرأي وحرية الكلمة ببعض الحيز من الحرية المشروطة.
وليست الأنظمة وحدها من تضيق على حرية الرأي، بل تتدخل السلطات الدينية، والعادات والتقاليد، في مواكبة الحكومات، وقمع الرأي المتمرد المخالف، وإخراس الأقلام الحرة بشتى الطرق، والدليل انه لايخلو بلد عربي من معتقلين بسبب أداء واجبهم وقول كلمة الحق.
قد أقرت منظمة الأمم المتحدة عام :1966 أن “لكل شخص الحق في حرية التعبير يشمل حرية البحث والتلقي، ونشر المعلومة، مهما كان نوعها، دون اعتبار للحدود، وعبر صيغ التداول الشفاهي والكتابي، وعبر وسائل فنية يختارها ”
وقد قرأت تغريدة أعجبتني رغم سخريتها “لو أعطوا للمواطن العربي الآن الحرية ليعبر عن رأيه في وسائل الاعلام سوف يشكر ولي نعمة البلاد ” فهل فعلا وصلنا الى اننا احببنا السجن و اصبحت الحرية تخيفنا لانها المجهول الذي لم نالفه ؟