أخبار عاجلةأخبار مصرأهم الاخبارالأدب و الأدباءالثقافةالصحة النفسيةالمرأةاهم المقالاتحصرى لــ"العالم الحر"فيس بوك "صور ساخرة"قرأت لكمقالات واراءمنوعات ومجتمع

الدكتور خالد جودة فى قراءة أولية لقصص الحب فوق هضبة الفيس بوك للقاص احمد فتحي رزق

كتب , الدكتور خالد جودة أحمد

  • أول ملمح في قصص (الحب فوق هضبة الفيس بوك) للقاص (أحمد فتحي رزق) العنوان الذي يتناص ويستلهم القصة الشهيرة لنجيب محفوظ، باستبدال إلي مفردة عصرية تشكل الآن قسمًا كبيرًا من الاهتمام اليومي، وتؤثر أبلغ الأثر في العلاقات الاجتماعية المعاصرة، وحضرت وسائل التواصل الاجتماعي وتداعيها الأخلاقية والنفسية في العديد من قصص المجموعة، بحيث يمكن القول أنها كانت المفردة المركزية في القص بالمجموعة. علي مستوي القاموس القصصي، وعلي مستوي الهوية الآلية والكذب الإلكتروني، وتزييف الحقائق والتزيين للقبيح. وعلي مستوي حتي الإجراءات فنجد آليات للتعارف والفراق عبر الفيس وطرق ذلك ومحاذيره.
  • وحيث أن الفيس وأثره الاجتماعي كان هو العلامة المهمة والأظهر، فالقاص أيضًا انطلق بعين القاص الطوافة ترصد وتحلل وتشرح في جرأة وبدون خوف هذه الأدواء الخطيرة، فالقصص تمثل إدانة الانحراف الأخلاقي والانجراف أو هذه العلامات الصغيرة التي تقود لطريق الانهيار، تدين القصص في قوة شحوب الضمير، وهزال الفضيلة في الطبقات الاجتماعية جميعا، وعبر عدد من المهن، لكنه يمجد المقاومة وينتهج سبيلا آراه جيدًا حيث أن الأدب الجدير بالمتابعة والحفاوة هو الذي يتعاطف مع لحظات الضعف الإنساني، اعترافًا بها، وتقديرًا للإنسانية لتنهض من كبوتها، لذلك نجد بالقصص الندم والتوبة، والدعاء والرجاء، أو التنفير برؤية المصائر المصائر المظلمة لشخوص في القصص، كما نجد بعض النهايات للقصص المفتوحة، وفي آخرى نجد الخلاصات.
  • والأسلوب قائمًا بالتشغيل علي لحظة التنوير القصصية الشهيرة، عبر القصة القوس لنكتشف المغزي عبر لحظة التنوير.
  • والراوي في القصص من نوع العليم كلي الإحاطة القائم بالشهادة والرؤية من أعلي، والمشرف علي مجتمع القصص، يحيط بالماضي والحاضر والمستقبل، ويقوم بالتعقيب والتعليق والتأصيل لحكمة القصص.
  • كما نرصد اللغة في القصص والتي كانت بعضها بعامية مصرية صميمة تحقيقًا للواقعية في رأي، أو فصحي سهلة غير متعقرة، وبطريقة حكي متدفق قائمًا علي تقنية الحذف وبث الأحداث الكبري في حيوات شخوص القصص، لذلك كان الإيقاع السردي سريعًا كطرقات خاطفة لاهثة تناسب إيقاع العصر العاصف، وبعض القصص لم يكن الحوار فقط بالعامية بل كان السرد أيضًا، والأمر في آراء كثيرة فيما يتصل بالحوار والسرد، والقاص قام بالتنويع.
  • هي إذن (31) قصة يمتزج دمها بشريان المجتمع، وتتغذي بطاقة تعبيرية من آهات وأوجاع واقعية، ورؤية لآفات ودواهي، فهي قصص واقعية بامتياز، جهيرة بعذابات نصنع بعضها بإيدينا ويصنع بعضها الآخر الواقع ذاته، فعبر رصد التحول الاجتماعي والهجرة غير الشرعية وآثارها المرعبة، والذئاب التي تنتشر تنهب الأعراض في الفيس، وآثار انحلال الأسرة صوبة المجتمع وتفسير مقنع في حبكات متتالية حول أسباب كوارث الطلاق والعنف الأسري والتصحر العاطفي في رحابها, فمثل القص كالطبيب الذي يضع يديه علي موطن الداء بدقة، ونقدم نموذجًا: (قالت أحيانًا استعجال الأهل في ستر بناتهم يكون وبالًا عليهم وعلي كل العائلة)، ففي العبارة الموجزة سياق اجتماعي، وظلال نفسية جمعية، وإلماح لمدي الاحتراب الاسري والذي يجر آلامه للجميع لصناعة الضغينة الحالقة. انها صيحة تحذير من ظواهر اجتماعية مرهقة يجب أن نسعي جميعًا لتبديلها ووضعها القاص علي بسط الفن في بؤرة اهتمام القارئ، بما حقق فاعلية لعلم اجتماع الأدب وواقعية السرد المعاصر.

احمد فتحي رزق

المشرف العام
زر الذهاب إلى الأعلى