أخبار عاجلة

الدكتورة هبة البشبيشى تكتب , لماذا أسهبت العنصرية الصهيونية في معاقبة السنغال ؟

احجز مساحتك الاعلانية

القاهرة , أ ف ق

لماذا أسهبت العنصرية الصهيونية في معاقبة السنغال ؟10308589_773705409375839_2756774613296362336_nاعتقدت ولو للحظة  بعد كل ما حدث في الأمم المتحدة عقب أستصدار قرار منها لأدانة الاستيطان الاسرائيلي أن يقف المجتمع الدولي موقف الغاضب أمام المماراسات الأسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة عقب التوسعة والعدوان الأسرائيلي عام 1967,ولكن ما حدث هو توقف وسكون تام عقب السعي الأفريقي المتواصل لأدانة التصرفات الأسرائيلية, وانها تسعي دوما للتوسع في الرقعة الأستيطانية علي حساب المواطنيين الفلسطنين ، ويبدو والله وأعلم أن خمول العرب وتراجع مطالباتهم بحقوقهم وتراجع القضية الفلسطينية قد تسبب في شعور أسرائيل بأن حقوق الشعب الفلسطيني قد أخرست وأنتهت الي الأبد وأن مفهوم توسيع الأستيطان الذي تمارسه علي قدم وساق سوف يستمر للأبد وبدون حساب .

الأ أنه وفي مفاجاة للجميع سارعت الدول الأفريقية متمثلة في مصر والسنغال باستعراض دبلوماسييها وقدرتها الدبلوماسية في الحشد والدعم المتواصل لصالح القضية الفلسطينية ، وضد المصالح الأسرائيلية ووقف طموحها في إحداث التوسع الأفقي علي حساب الأراضي العربية في غفلة من المجتمع العربي والدولى ، ولكن اتضح ان هذا الأمر لم يمر علي العرب والأفارقة مرور الكرام فما تحاول أسرائيل الخبيثة ان تشيعه من موت القضية الفلسطينية وانتهائها لم يكن إلا استنتاج صهيوني فقط , وظنت وقد خاب ظنها أن هناك حالة من الغفلة والتراجع سوف تلهي العرب عن الوقوف امامها وصدها صد عنيف…..

وما ان بدأت أسرائيل في إحداث التوسع الاستيطاني إلا وقد نبهت مصر مرارا وتكرارا وبدا الباحثين المصريين في دق ناقوس الخطر ، وانا واحدة منهم ، منذ بداية تصويت الكنيست علي طرح قانون لبناء 5 الاف وحدة استيطانية منذ عام 2015 في الأراضي العربية التي احتلتها منذ عام 1967 وتخيلت أو هكذا اعتقدت اسرائيل ان العرب في سباتهم لا يعلمون شيئا مما يحدث في الدولة الأسرائيلية المنعزلة وظنت ايضا وخاب ظنها ان الصراع السوري والحرب الشرسة بين النظام والأرهاب ستؤدي لتراجع حس القومية العربية وينتهي من الوجود معسكر المقاومة الي الأبد الي أنها قد فاتها في حساباتها الوهمية المبنية علي تحليلات خاطئة وظنون خائبة ان كل الدعم الذي تقدمة الدول العربية لصالح الدولة السورية ما هو الأ وقوف امام الطموحات الاسرائيلية حتي ولو تم استثناء دولة عربية أو أكثر من هذا الدعم الخفي غير المعلن فأنه تأكيد علي مفهوم واحد فقط: وهو انه ليس من الطبيعي ان تنهار الدولة العربية السورية وهي علي خط النار والمواجهة مع اسرائيل وهي المطمع الاساسي للأمتداد الأسرائيلي ، وقد حاولت أسرائيل مرارا وتكرارا ان تبث أخبار عن الأمتداد داخل سورية ، أو أن مقاتلات اسرائيلية حلقت في الفضاء السوري استعدادا للامتداد علي الأرض .

إلا أن النظام السوري اعلن كذب هذه الادعاءات , وتخيلت أسرائيل للحظة ان استمرار علاج مصابي جبهة النصرة وذعماء الأرهاب في مستشفياتها سوف يمر مرور الكرام ولا يجعلنا نربط بينها وبين تلك الجماعات المسلحة.

وللحظة بعد أن تغاضي العرب والمجتمع الدولي عن الممارسات الجنونية الاستعمارية لأسرائيل يظهر لها العالم بكامل مؤسساته وجها من اوجه الغضب الدولى وتتغاضي أمريكا المدافع الأول عن اسرائيل عن استخدام حق الفيتو في خطوة اذهلت الجميع .

ثم يأتي دور السنغال في الأمم المتحدة عقب تراجع مصر في خطوة ذكية لأرجاء المواجهة التي قد يمكن قد تتطور ولو من جانب اسرائيل الي خيار المواجهة العسكرية مع مصر وقد تتبني اسرائيل مفهوم في هذه الحالة وتوكد عليه مرارا وتكرارا وهو الدفاع عن مصالحها وعن امنها  !!!!

فهل أذا كانت مصر استمرات في محاصرة اسرائيل في الأمم المتحدة كانت سوف تدفع ثمن هذه المواجهة الدبلوماسية مواجهة عسكرية ؟؟؟

نعم ، نعم اقولها وبكل صراحة نعم هذه القوة العسكرية الغاشمة الأسرائيلية لن تتراجع ولن تتواني عن توجيه ضربة عسكرية وضيعة للجانب المصري ولن تتراجع صر عن الرد كما تعودت , والأدعاء موجود ( انه الدفاع عن المصالح الاسرائيلية )

وعودة الي دور السنغال تلك الدولة الافريقية في غرب افريقيا والبعيدة عن العسكرية الهوجاء الاسرائيلية ونراها قد تولت في صورة مذهلة توجيه ضربة فكرية ودبلوماسية وانسانية الي الكيان الاسرائيلي في سابقة غير متوقعة وغير ملموسة من قبل في مجال التعاون الأسرائيلي / الأفريقي الذي ارصده منذ اكثر من 10 سنوات .

ما الداعي أذآ وراء تلك المفاجأة غير السارة التي أعدتها السنغال لتطرح بها اسرائيل ارضا في قلب الأمم المتحدة ؟؟؟

كلها تساؤلات وان كانت منطقية الا ان الجواب عنها يستلزم اجراءات احصائية عن حجم التعاون بين اسرائيل وافريقيا وعن وجهها القبيح الذي بدأت تطرحه في وجه الأفارقة بعد ان كانت دائما تعلن ان معوناتها ومساعدتها غير مشروطة وبدأت في صورة قبيحة تعلن ان من يساندني في المحافل الدولية له الدعم أما من لا يساندني فله الذم والويل !!

وبالفعل بدات اسرائيل في معاقبة السنغال معاقبة شرسة وغير عادلة وغير أنسانية بوقف المساعدات الأسرائيلية ما هذا العبث ؟؟!!

انه المنهج الاستعمارى البغيض لتحقيق أعلى منفعة من المساعدات , ,هل لهذه الدرجة تستخف اسرائيل بمقدرات الشعوب الفريقية ولا تري مدعاة لستكمال مشاريع كانت تطلق عليها مشاريع تنموية انسانية ؟ لمجرد وقوف السنغال الي جانب حقوق مشروعة وانسانية للفلسطنيين ولمجرد إيمانها بأحقية الفلسطنيين في اراضيهم وأحقية العرب بوقف كافة وكل اشكال التوسع الاستيطاني الذي تحاول اسرائيل ممارسته بكل الوسائل

انها العنصرية يا سادة ، العنصرية التي تمارسها الحركة الصهيونية ضدد كل من هو مختلف معها وتطرح افكار استعلائية انتهازية لصالح الكيان الصهيوني .

فكيف لهولاء الافارقة اصحاب التاريخ الاستعبادي ان يتعاملوا مع اسرائيل ولو لمرة واحدة خلال تاريخها بندية ؟هل جن الأفارقة ؟ هل تعاظم دور السنغال هذه لدرجة ان تستعدي اسرائيل لصالح العرب وما العائد على السنغال ؟؟

انه الحق الأنساني والايمان المطلق بقضايا الشعوب العادلة هو وحده فقط من يقف خلف موقف السنغال في الأمم المتحدة .

أما اسرائيل ولماذا سهبت في العقاب بأستدعاء السفير السنغالي في تل ابيب واعلامه بغضب اسرائيل ، وسحب الاستثمارات من السنغال فهذا كله ما هو الأ تعبير عن خبايا الحركة الصهيونية وعنصريتها ضد الافارقة ومكنون نزعتها الأستعلائية الانتقائية , انها نوع من انواع الحرب النفسية المذمومة التى تمارسها اسرائيل ضد الافارقة لاستغلال احتياجهم الانسانى ورغبتهم فى التنمية ,وعدم إيمانها  المطلق بأي حرف أو كلمة مما تبثه ليل نهار من خطاب إستعطافي إنساني للافارقة بأنهم شركاء كفاح مع اليهود وعانوا من استبداد الرجل الابيض !!.

لقد بانت وظهرت الخبايا والنوايا الاستغلالية الاسرائيلية فى جعل الافارقة مجرد ادوات تستخدم لصالح القضية الاسرائيلية فى الامم المتحدة وباقى المحافل الدولية – السنغال مجرد رقم فى التصويت الدولى لا اكثر ولا اقل – ولايهم اسرائيل ابدا وقوع اى دولة افريقية فى محيط التنمية اومثلا ان تحقق اى دولة افريقية معدلات نمو اعلى او قفزات تكنولوجية ولا داعى لمقولات حول ان اسرائيل تدعم من اجل تنمية الانسان الافريقى او تدعم من اجل شعورها المتأصل بمعاناة الافارقة , لقد اكتشف الافارقة بأنفسهم ورطة التعاون مع دولة أهانت واذلت الكرامة الافريقية لمجرد انها صوتت فى غير صالح اسرائيل !!!

-وباقي لنا فقط ان نتحد كقوة افريقية واحدة امام منتجات الامبريالية العالمية واحد اهم منتجاتها وهي الحركة الصهيونية بلا جدال .

                                    واخيرا كافحوا الصهيونية

 

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى