إذا تصفحنا قصة وصول أتاتورك ذى الأصول اليهودية إلى حكم تركيا وقيامه بإلغاء الخلافة وإعلان حربه الضروس على الإسلام ومحاولته اجتثاث كل ماله علاقة بالإسلام وشعائره ومظاهره فسوف نعرف أسباب مايحدث فى بلد الأزهرالشريف ، لقد كانت الخلافة العثمانية خلافة إسلامية من الدرجة الأولى، وكان لها الكثير من الأيادي البيضاء على الأمة الإسلامية ، وكانت تمثل القوة الأولى في العالم لأكثر من مائتي سنة متصلة ، وفي أثناء قوتها قبلت أن تستضيف في ديارها العائلات اليهودية الهاربة من الأندلس بعد سقوطها سنة 1492م، وأكرمتهم كرماً بالغاً ، وأعطت لهم بعض الإقطاعيات في مدينة سالونيك باليونان (وكانت تابعة للخلافة العثمانية)، وعاش اليهود في كنف الخلافة العثمانية في غاية الأمن والاستقرار . لكن مرت الأيام وبدأت الخلافة العثمانية في الضعف كدورةٍ طبيعية من دورات الحياة، وفي نفس الوقت تظاهر عدد كبير من اليهود بالإسلام ، وعرفوا بيهود الدونمة ، أي اليهود الذين ارتدوا عن اليهودية إلى الإسلام ، لكن هؤلاء ظلوا على ولائهم الكامل لليهود وإن كانوا يحملون أسماءً إسلامية ووصل بعض هؤلاء اليهود إلى بعض المناصب الرفيعة في الدولة ، وتعاونوا في السر مع إنجلترا وفرنسا واليهود لإسقاط الخلافة العثمانية ، وتعطل مشروعهم بشدة عند ظهور السلطان عبد الحميد الثاني -رحمه الله- الذي حكم الخلافة العثمانية من سنة 1876م إلى سنة 1909م ، ولكن قام هؤلاء اليهود بإنشاء جمعية تسمى “جمعية تركيا الفتاة” تدعو إلى الأفكار العلمانية والقومية ، ومناهضة الفكرة الإسلامية بقوّة ، ثم ما لبث أن التحق بها عدد كبير من أفراد الجيش مُكوِّنين ما عُرف بحزب الاتحاد والترقي ، وهو الجناح العسكري بجمعية تركيا الفتاة.. وكان الشيء الجامع لكل هؤلاء الأعضاء هو علمانيتهم الشديدة ، وكراهيتهم العميقة لكل ما هو إسلامي ، وولاءَهم الكامل لليهود والإنجليز والفرنسيين. قام “حزب الاتحاد والترقي” بالانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني في سنة 1909م وبدءوا في نشر الأفكار العلمانية في الدولة ، ووضعوا في الخلافة أحد الخلفاء الضعفاء جداً ، وهو محمد رشاد الملقَّب بمحمد الخامس، وحكموا البلاد من وراء الستار !! أتاتورك ومحو الهوية الإسلامية؛
ظهرت بعد ذلك شخصية من أسوأ الشخصيات في التاريخ الإسلامي وهو شخصية مصطفى كمال (الملقب بأتاتورك)، وكان علمانيًّا كارهًا للإسلام تمامًا ، ومواليًا للإنجليز واليهود بشكل كامل، وساعده الإنجليز في قلب نظام الحكم في الخلافة العثمانية ، بل وإلغاء الخلافة العثمانية تماماً ، وإنشاء الجمهورية التركية ، والانفصال الكامل عن كل بلاد العالم الإسلامي ، ثم قام مصطفى كمال أتاتورك بوضع دستور الدولة التركية ، وفيه أكّد بوضوح وصراحة على أن دولة تركيا علمانية لا دين لها ، وألقى الشريعة الإسلامية ، وصاغ القانون من القانون السويسري والإيطالي ، وأتبع ذلك بعدة قوانين منعت كل مظهر إسلامي في البلد ؛ كإلغاء الحروف العربية من اللغة التركية ، واستخدام اللاتينية بدلاً منها ، وإلغاء منصب شيخ الإسلام ، ومنع الأذان للصلاة باللغة العربية ، ومنع الحجاب من المؤسسات الحكومية والجامعات والمدارس ، وإغلاق عدد كبير من المساجد، وقتل أكثر من 150 عالمًا من علماء الإسلام ، وغير ذلك من القوانين والمواقف التي رسّخت العلمانية في تركيا. وبحكم أن مصطفى كمال أتاتورك كان قائدًا من قوّاد الجيش، فإنه أعطى للجيش التركي صلاحيات هائلة ، ووضع في بنود الدستور ما يكفل للجيش التدخُّل السافر لحماية علمانية الدولة !! وأصبحت العلمانية والبُعد عن الإسلام هدفًا في حد ذاته ، وكان ذلك بالطبع بمباركة واضحة من الغرب الصليبي ومن الصهاينة في أنحاء العالم المختلفة ، بل إن أفراد حزب الاتحاد والترقي -الذين صاروا قواداً للجيش التركي- لهم جذور يهودية معروفة أو انتماءات ماسونية يعرفها الجميع. سيطر أتاتورك وآلته العسكرية الجبارة على الإعلام والتعليم، ومن خلالهما غيّروا أفكار الشعب التركي تماماً ، وحوّلوه إلى العلمانية المطلقة ولعشرات السنين….