حصرى لــ"العالم الحر"مقالات واراء

الدروانى..نجم يتألق

الاعلامى/ سمير المسلمانى 

شاب بسيط فى مقتبل العمر أبوه صعيدى وأمه فلاحة، يقيم فى القاهرة ويعمل موظفاً فى إحدى الجهات الحكومية ولكن خلف هذه المواصفات شاعر موهوب يحلم بأن يصبح شاعراً يكتب دواوين شعرية ويلق قصائده أمام الجمهور ولكن القدر خط له طريقاً آخر بأن يصبح أحد رموز الأغنية الشعبية.. إنه إبراهيم الدروانى الرجل السبعينى الذى قدم 300 أغنية شعبية.
أشهــرها «ألعبلك شيش بيش تلعبلى دو يك» لـ أحمد عدوية، زمن العجايب لـ جورج وسوف، وقدمت الروح لـ ميادة الحناوى وغنى الحمام لـ محمد عبده، وأغنيات كثيرة لمطربين ومطربات قدمتهم كلمات الدروانى بشكل جديد، الدروانى الذى يحمل قلب وعقل شاب لا تزال لديه الموهبة.
حكاية إبراهيم الدروانى تقدمها فى «صباح الخير» لعل الأجيال الجديدة تستفيد بها ونستمع منه إلى آراء عديدة فى مجالات متنوعة.
• بداية الرحلة
فى نهاية الستينيات وبالتحديد عام 1969 ظهر مطرب وسيم وصوته حلو اسمه «حسنى شريف» وهو بالمناسبة والد المطرب «تامر حسنى»، وقد التقاه شاعرنا إبراهيم الدروانى وكان فى بداية مسيرته الفنية وقدما معاً أغنية بعنوان «نشيد لعبدالناصر»، وهى أغنية للمفارقة سياسية نضالية تعبر عن الظرف السياسى وقتها وكانت كلماتها معبرة وموحية تقول «من سقفه لندهة من القلب.. أنا سامع هتافات فى شارعنا سامعين.. افتحو الشبابيك.. صوت ناس حلوة وزى الورد.. صوت ناس ماشية ترج الأرض.. سامعين افتحو ده زعيمنا.. افتحوا ده حبيبنا.. افتحوا ده جمال» ما أن نزلت الأغنية الأسواق نالت إعجاب الجمهور وأصبح كل من حسنى والدروانى معروفين لكل نجوم مصر.. وبالنسبة لصاحبنا فقد قلبت الأغنية حياته وحياة صديقه الذى ذهب بعيداً وأصبح الدروانى وحيداً وعليه أن يشق طريقه بعد أن حظى بشهرة لفتت انتباه ملحن بحجم «بليغ حمدى»،  بعدها كانت المطربة «ليلى نظمى» تشق طريقها وتنافس مطربة أخرى كانت مشهورة وقتها اسمها «عزيزة عمر»، وعندما طلبته «ليلى نظمى» فاضل بينها وبين «عزيزة» التى كانت مشهورة بأغنية «العتبة جزار والسلم نايلو فى نايلو» واختار عزيزة التى كان صوتها قوياً ومعبراً وقدم معها أغنية اشتهرت كثيراً وقتها وهى أغنية «يا عقد لولى.. يا بنات غنولى.. عقبالكو يا اللى فرحتولى» ولفتت الأغنية انتباه «صلاح جاهين» الذى أثنى على مؤلفها ووصفه بالعملاق وبعدها بسنوات كتب «مرسى جميل عزيز» أغنية أخرى بعنوان «عقد لولى»!
بعد ذلك شعر إبراهيم الدروانى المعتد بشخصيته كثيراً أن موهبته موجودة وحاضرة ولكنه لم يكن يحلم بأن يصبح شاعراً غنائياً شعبياً وكان رافضاً أن يكون شعبياً ولم يكن يرى نفسه سوى شاعر رومانسى لذلك عندما جاء «أحمد عدوية» ولاحقه ليغنى له أغنية من تأليفه رفض ذلك بشدة وبالصدفة وربما القدر بأن يكون شاعراً غنائياً شعبياً.. كان الدروانى يلعب الطاولة مع صديقه الأنتيم «شاكر الموجى» وهو ملحن خطير كما يصفه الدروانى وله مقام موسيقى باسمه فى معهد الموسيقى وهو بالمناسبة ابن اخت محمد الموجى وأثناء اللعب قال له إبراهيم: إيه ده.. ألعبلك شيش بيش.. تلعبلى دو يك» وأصبحت أغنية مشهورة غناها «عدوية» من تلحين «شاكر الموجى» وكسرت الدنيا، ومن وقتها أصبح الدروانى وشاكر الموجى ثنائياً لم يفترق وقدما معاً أغانى كثيرة، وعن طريق شاكر تعرف إبراهيم الدروانى على عائلة الموجى وتعرف على الملحن المشهور إبراهيم رأفت «إبراهيم الموجى» وكان يبحث عن نص غنائى لـ«محمد العزبى» وبالصدفة كان لدى إبراهيم الدروانى نص كتبه ولما سمعه إبراهيم رأفت أخذه ولحنه وأصبح أغنية العزبى الشهيرة «فنجانين قهوة عيونك».. التى يقول منها «فنجانين قهوة عيونك.. والكيف حكم أشرب أنا من فنجانين.. يا ريتنى ما شربت القهوة.. لا كنت قلت إن أنا بهوى.. ولا كان ده كله جرالى يا عين.. من فنجانين».
واللافت هنا أن الأغنية كتبها الدروانى مثل كل أغانيه بناء على تجربة خاصة سواء عاطفية أو شخصية وهو لا يعرف حتى الآن أن يكون ترزياً أى يكتب «تفصيل» لأى مطرب لهذا فإن أغانيه ليست متأثرة بأحد، وصدقها يخرج من التجربة ذاتها.
ونواصل محطات إبراهيم الدروانى المهمة الذى يعتز بأنه يكتب ما يقول، ويقول ما يكتب ولايستطيع أن يكون غير ذلك، وفى مشوار رحلته الإبداعية كان هناك مطرب سعودى بدأ نجمه يبزغ وهو الفنان محمد عبده الذى يراه الدروانى خطيرا وصاحب صوت قوى وقدم الاثنان أغنية.. «غنى الحمام واليمام والكروان غنى».
والغريب أنه برغم نجاح الأغنية إلا أن الدروانى لم يكرر التجربة وهنا يعتبر الأمر بقوله «فى معظم شغلى قدمت تجربة واحدة مع كل مطرب ومطربة وكنت أتمنى أقدم تجربة واثنين وثلاثة ولكن هم – أى المطربين – اللى مقصرين فى المتابعة!».
وفى ذلك الوقت كان شاكر الموجى قد سافر إلى باريس وكان يتعاون مع جورج وسوف وعرض عليه أعمال إبراهيم الدروانى ليقدم مع جورج أغنيتين مشهورتين هما «غلابة فى الحب غلابة، وزمن العجايب»، وقتها تقابلت ميادة الحناوى وكانت مقيمة فى باريس أيضا – مع شاكر الموجى واستمعت منه لكلمات أغنية قدمت الروح، وظهرت الأغنية ونجحت نجاحا كبيرا وتقول كلماتها «قدمت الروح والقلب فدا.. وشقيت وتعبت وقلت رضا.. وجم سألونى.. مرتاحه معاه.. قلت لهم أوى.. أصل..لسه البدايه هتبتدى مع السيناريست العالمى ابراهيم الدروانى

زر الذهاب إلى الأعلى