الدجيل قضاء عراقي يتبع الى محافظة صلاح الدين ، وهذا القضاء يقع في الجزء الجنوبي الغربي لمحافظة صلاح الدين ، كما يعتبر من مناطق حزام بغداد الشمالية .. وتسكن فيه اغلبية من قبيلة خزرج العربية المعروفة في التاريخ العربي والاسلامي ( والخزرج احدى قبيلتي الانصار الاوس والخزرج ) . هذا القضاء له قصة طويلة مع مايسمى “دولة الاسلام في العراق والشام – داعش ” . فقد كان القضاء مفصلا حيويا واستراتيجيا في الحرب ضد داعش ، لانه يقع في موقع ملاصق للعاصمة بغداد اولا ، ويمكن من خلال احتلاله من قبل داعش يكون الطريق الذي يرابط المحافظات العراقية الشمالية والعاصمة قد قطع تماما وتم اقتسام العراق بشكل مثير .. الا ان قبيلة خزرج المعروفة برجالها الشجعان وما تمتلكه من امكانيات مادية وقدرات بشرية وايمان راسخ بحب الوطن .. قد جعل من هذا القضاء اسطورة رائعة في الصمود والتحدي ومواجهة غزوات داعش للمنطقة .. وابادة تلك الهجمات . وهذا مما جعل اهل الدجيل يدخلون التاريخ من ابوابه الواسعة بصمودهم وصلابة مواقفهم وتجنيد ابنائهم وشبابهم في مواجهة عصابات داعش الارهابية ن مما جعل هذا القضاء مقبرة لداعش ومن يقف مع داعش .
ان الدجيل قدمت في سبيل ان تبقى بغداد بعيدة عن اهداف العدو الغازي لبلادنا ، افواجا من الشهداء وصل تعدادهم الى اكثر من 100 شهيد عدا عن الجرحى والخسائر الكبيرة في الاموال والمزارع والثروة الحيوانية .
وكانت نتيجة هذا الصمود وهذا التحدي الواسع وهذه المواقف الرجولية ، ان تبقى بغداد عاصمة عصية على الاعداء .. وتبقى الدجيل رسالة تحد وبسالة ، وعنوان شجاعة وايمان ، وراية تآخي بين المكونات المتواجدة والعشائر الكثيرة التي تضمها هذه المنطقة .
ولابد ان نشير الى ان اهل الدجيل كانوا يحاربون بسلاحهم الشخصي واموالهم ورجالهم .. وكانت القطعات العسكرية بعيدة عن ارض الدجيل خلال سنة كاملة ، حتى اتيح للقوات المسلحة اخيرا ان تمشط المنطقة بشكل كامل مع القبائل في القضاء وتم تحريره بالكامل ، وباتت الدجيل اسطورة ملحمية للفداء والتضحية وحي الارض والدفاع عن المقدسات والشرف .