بقلم : محمد فخري جلبي
من المستهجن بل من المعيب أستمرار تلك الموجة الأعلامية التي تغزو الشاشات العربية ومضمونها خداع الروس للعرب ، والمصالح الروسية التي دفعت الكرملين للتدخل في أدق تفاصيل حياتنا ، والخطط والرؤى المستقبلية الحقيقة لبوتين في تقديم يد المساعدة لتقوية فصيل على أخر . بل أن الأعذار التي يتأبطها الروس في المؤتمرات الدولية ورفع سقف الشعارات المستمر الموازي للضخ الأعلامي لغلمان الكرملين من محللين وصحفيين يصيب المواطن العربي بالجنون ويدخله دوامة من الفراغ وذلك لعدة أسباب منها …
١_ أن تاريخ الدب الروسي حافل ومخزي بالنسبة للجانب الأنساني خارج فلك مواطنيه ، وأن دماء أبناء الشيشان لم تجف بعد .
بل أن الجيش الروسي كان يقوم بعلميات تطهير عرقية منظمة يسمونها بالروسية “زاخستكي” وهي نوع من التأنق اللفظي الساخر أبتدعته الحكومة لتغطية العنف الذي ترتكبه والذي قضى على مئات الألأف من المسلمين الأبرياء العزل هناك (الروس بارعون باللعب على الألفاظ لتغطية جرائمهم ففي الشيشان زاخستكي وفي سوريا القضاء على الأرهاب ) .
وتجدر الأشارة هنا بأن عمليات التطهير في الشيشان غالباً ما تكون مصحوبة بمختلف أنواع الأبتزاز والنهب والضرب والأغتصاب !!! والأن نشاهد نفس السيناريو الشيشاني يعاد ويكرر وبنفس الوحشية ولكن في أحياء حلب الشرقية !!! والتي تبعد عشرات الكيلومترات عن مدينة الباب معقل تنظيم داعش في تلك المنطقة دون أقتراب الطائرات الروسية من أجواء تلك المنطقة لدك معاقل التنظيم وهم الذين وطأت أحذيتهم العسكرية تلك الأراضي للقضاء على التنظيم !!
2_ السبب الأخر الذي يدفع المواطن البسيط إلى تلك المرحلة من اللافهم النهائي للواقع المحيط به هو أنقسام الأعلام العربي إلى معسكرين متناحرين وهو المعتاد على تصديق كل ماجاء في الأعلام دون العناء عن البحث عن مايتوارى خلف السطور ، فأن أحدهما مع التحالف الدولي ضد داعش مع قدرة هذا المعسكر الخيالية والأبداعية على تجاوز (أخطاء) التحالف بقيادة شرطي العالم أمريكا من تشيكل داعش تحت الغطاء الأمريكي في عام 2006
وعلى لسان دونالد ترامب وبتصريحات غير مباشرة ومباشرة (وعلى مبدأ أهل مكة أدرى بشعابها مع الأعتذار الشديد لأهل مكة فليس من المنطق مقارنة دونالد ترامب الأحمق بأهل مكة كمن يقارن الشياطين بالأنبياء ولكن للأستدلال فقط ) وألقاء الذخيرة للتنظيم وتشكيل غطاء جوي له أن دعت الحاجة وقصف المدنيبن وتثبيت دعائم جملة مكونات لزيادة الأوضاع سوءا ولتأزيم الوضع الراهن في المنطقة .
أما المعسكر الأخر من أمثال بسام البني رئيس الحركة الدبلوماسية الشعبية السورية والذي يحاول بشتى الطرق جعل الدب الروسي بائع حلوى في الأراضي السورية ومبعوث السلام بالمنطقة ويبرر اللاتوازن في المشهد بين تقديم الروس المساعدات العسكرية والسياسية للنظام وطلبهم الحل السلمي للأزمة بالضرورة الحتمية .
أن الأعلام العربي مفلس فكريا وعقائديا ومنغمس في العمالة العلنية . وأن سياسة تسطيح أوجاع الشعوب وتأطير أحلامهم من النقاط الجوهرية لتلك المنظومة الشيطانية عن طريق الأبواق المستأجرة . فلن تجد أحد من الأعلاميين البارزين يفضح أهداف الكتل العظمى المتصارعة في الأراضي العربية بشكل متوازي بل يجب أن ينحاز لطرف على حساب الأخر . فأن كان الروس هم أسباب الخلاف والأختلاف بين الأخوة السوريين فماذا عن أمريكا ؟؟ وأن كان مجلس الأمن ومن خلال ست سنوات لايملك حلا جذريا للمعضلة السورية ولايسعى إلى ذلك فلما لاتجتمع جميع الأطراف فيما بينها لأيقاف الصراع الدموي ؟؟ ومتى سيتوقف الأعلاميون العرب عن لعب دور الببغاوات في ترديد تصريحات البيت الأبيض والكرملين ؟؟
أن الكرملين كما البيت الأبيض ليس من ضمن أولوياتهم أغلاق الملفات المستعصية في العالم فهم من قاموا بفتحها وتفعيلها ، وليس في قائمة أهدافهم أنهاء الصراع في سوريا أو العراق أو اليمن أو جزر القمر !! وهم من يقومون بتعطيل فتح قنوات للحوار وجر جميع الأطراف للأقتتال !! وذلك لسبب بسيط هو أن تفشي حالة الخراب والفساد في دولة ما يتطلب أستدعاء (الحكماء) في العالم كالروس والأمريكان لتقديم المشورة والنصح مما يتوجب على تلك الشعوب الفقيرة دفع فاتورة الفندق والبوكت ماني لهم .
ولكن ما يدفعني لا نزال سيل من اللعنات والشتائم على جميع الأطراف المتناحرة في أي دولة عربية أن كان الروس والأمريكان وعبر تاريخهم الممتد من الظلم والأسنبداد لشعوب العالم فمن الذي فتح لهم باب الحديقة الخلفية ومن الذي خرج على الشاشات ليطلب يد العون ومن الذي أنبطح على أبواب السفارات ينتظر المعونة الشهرية ألستم أنتم ؟؟ والأن تبكون أوضاعكم وماآلت إليها !! إلا لعنت الله عليكم وعلى من أتبعكم أجمعين .. أمين !!