الخزانة الأمريكية تعاقب زعماء مليشيات عميلة لإيران في العراق
فرضت الخزانة الأمريكية، اليوم الجمعة، عقوبات على 4 عراقيين
الخزانة الأمريكية تعاقب زعماء مليشيات عميلة لإيران في العراق
فرضت الخزانة الأمريكية، اليوم الجمعة، عقوبات على 4 عراقيين ثلاثة منهم زعماء مليشيات عميلة لإيران وعلى علاقة بقمع المتظاهرين في العراق.
واستهدفت العقوبات كلاً من: قيس الخزعلي زعيم ميليشيات عصائب أهل الحق العراقية العميلة لإيران، وشقيقه ليث هو أحد زعماء الجماعة أيضاً.
كما شملت العقوبات حسين فالح اللامي المعروف بابوزينب اللامي، مسؤول الأمن في قوات الحشد الشعبي، التي تضم فصائل مسلحة وتهيمن عليها أيضا جماعات تدعمها إيران، منها عصائب أهل الحق.
- قتلة المتظاهرين .. من هم الذين شكلوا “خلية القمع ” للتصدي للاحتجاجات السلمية فی العراق
- دور المليشيات التابعة للنظام الإيراني في قتل المحتجين وقمع انتفاضة الشعب العراقي
وامتدت العقوبات الأميركية إلى خميس العيساوي، وهو رجل أعمال عراقي.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن العقوبات جاءت بسبب انتهاك حقوق الإنسان أو الفساد، وعقب احتجاجات دامية.
وأوضحت “الخزانة” أن ثلاثة من المسؤولين العراقيين الأربعة، زعماء فصائل شبه عسكرية تدعمها إيران.
وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في بيان إن “الشعب العراقي يريد استعادة بلده. إنهم يطالبون بإصلاحات صادقة وبالمحاسبة وبقادة جديرين بالثقة يولون مصلحة العراق الأولوية”.
من هي “عصائب أهل الحق” ذراع النظام الإيراني الإجرامي؟
تعتبر مليشيات عصائب أهل الحق، واحدة من أكثر المجموعات وحشية في قتل العراقيين، إضافة إلى أبناء الشعب السوري، كما أنها واحدة من المليشيات التي شاركت في مقتل أعضاء مجاهدي خلق الإيرانية MEK أثناء تواجدهم في العراق، وهو ما تأكد بالأكثر خلال الأيام الماضية خلال المظاهرات في العراق.
من هي عصائب أهل الحق؟
وتعد جماعات “عصائب أهل الحق” ميليشيا شيعية مدعومة من إيران، وهي تعمل بشكل أساسي في العراق و سوريا ، وقد تورطت الحركة في أعمال عنف طائفية، وجرائم حرب في كل من البلدين.
وتعتبر “العصائب” واحدة من بين أكبر ثلاث ميليشيات عراقية مدعومة من جانب فيلق القدس الإرهابي، فيما تظهر العصائب ولاءها بشكل علني للنظام الإيراني ومرشدها علي خامنئي.
تحت إشراف فيلق القدس الإرهابي
وتعمل المجموعة سواء في العراق أو سوريا، تحت إشراف فيلق القدس الإرهابي الإيراني، الذي يقوده قاسم سليماني.
وتسعى المجموعة إلى دعم النفوذ الإيراني الديني والسياسي في العراق وقمع أهل السنة واغتيال الأشخاص المعارضون للنظام الإيراني.
تأسيس المليشيا الإرهابية
وتأسست الحركة عام 2006 على يد قيس الخزعلي، ويتراوح عدد أفرادها بين 7 آلاف و10 آلاف عضو حسب مركز “مشروع مكافحة التطرف”، وتعتبر هذه الميليشيا ضمن الأقوى في العراق.
وفي مارس 2007، تم اعتقال الخزعلي على أيدي القوات متعددة الجنسيات في العراق، لكن تم الإفراج عنه في يناير 2010، ضمن صفقة لتبادل الأسرى.
العمل مع جيش المهدي
وبدأت الحركة منذ 2004 بالعمل كإحدى السرايا التابعة لجيش المهدي التابعة للتيار الصدري الشيعي بزعامة مقتدى الصدر، ولكن مع بداية 2006 كانت الحركة تعمل بشكل أكثر استقلالية عن بقية سرايا الجيش، فيما بدأت بالعمل بشكل مستقل تماماً بعد إعلان تجميد جيش المهدي في 2008.
وقبل قرار التجميد انقسم جيش المهدي إلى عدة فصائل؛ منها هذا التنظيم السري الذي تبنى الإشراف عليه المدعو محمد الطباطبائي في عام 2005 وهو الذي أطلق عليهم اسم “عصائب أهل الحق” .
التدريب في إيران
وقبل انشقاق قيس الخزعلي عن جيش المهدي في سبتمبر/ايلول2007 قام العقيد “جلال رزمي” من “فيلق القدس” بالتنسيق مع أحد مسؤولي حركة المجاهدين للثورة الإسلامية في العراق “ابو جمال الفرطوسي” بتوفير التسهيلات اللازمة لنقل 40 عنصرا خاصا تحت أمرة قيس الخزعلي إلى إيران، ليتلقوا التدريب هناك، والذي استغرق 10 أيام.
التدريب على العمليات الإرهابية
وحدث ذلك تحت إشراف رزمي وعدد من ضباط حزب الله اللبناني، حيث قسم المشاركون فيها إلى ثلاثة مجموعات؛ اختصت واحدة منهم بعمليات الاختطاف، والأخرى بعمليات الاغتيال السياسي، أما المجموعة الأخيرة فكانت بخصوص عمليات الاغتيال الطائفي.
خلافات وانشقاقات
في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 عندما أنشأ مقتدى الصدر جماعة جديدة لخلافة جيش المهدي سُميت “لواء اليوم الموعود”، طلب من العصائب وجماعات أخرى الانضمام لها، لكنهم رفضوا؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث مشاكل كبيرة حول زعامة اللواء.
وبعد إعلان مقتدى الصدر تجميد جيش المهدي عام 2008 انشق قيس الخزعلي عن التيار، وأسس مجموعة عصائب الحق، خلال هذه المرحلة تلقت من إيران السلاح والتدريب والدعم اللوجستي، وحصل المقاتلون على دورات داخل الأراضي الإيرانية والعراقية بإشراف مدربين من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وتحمل المسؤولية الشيخ أكرم الكعبي في قيادة هذه المجاميع.
في ديسمبر/كانون الأول 2010 أفيد أن قادة ميليشيات شيعية سيئي السمعة مثل “أبو درع” و”أبو مصطفى الشيباني” قد عادوا من إيران إلى العراق للعمل مع العصائب وترتبط الحركة بعلاقة وثيقة مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وان الأخير اعتمد تزويد العصائب بالمال والسلاح والدعم الكافي.
تأجيج الحرب الطائفية
ومما لاشك فيه أن مليشيات “العصائب” أسست بهدف تأجيج الحرب الطائفية وباعتبارها الآلة العسكرية للنظام الإيراني في العراق، نظمت أعدادا كبيرة من عمليات الاغتيال ونفذت مئات من الاغتيالات، ومن خلالها تم اغتيال العديد من زعماء أهل السنة بمن فيهم شيوخ وعلماء وكوادر شابة وأكاديميين.
جرائم في حق السنة
كما اتهمتها منظمات حقوقية بارتكاب إبادات وإعدامات عشوائية، في حق المدنيين السنة ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، من بينها عمليات تهجير السُنة في محافظة ديالى، عن طريق قتلهم وتفجير بيوتهم ومساجدهم، أضف إلى ذلك فان عمليات الخطف تعد إحدى الطرق للحصول على الإيرادات المالية لميليشيا العصائب، ولا يعود في أغلب الأحيان المخطوفين إلى ذويهم بعد دفع الفدية لهم إذ يجري قتلهم ورمي جثثهم.
أسلحة الجيش العراقي
وقد نشرت منظمة العفو الدولية تقريرا في عام 2017، ذكرت فيه أن الميليشيات شبه العسكرية التي تعمل بصورة اسمية في إطار القوات العراقية المسلحة، تستخدم أسلحة من مخزونات الجيش العراقي، المقدمة من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وروسيا وإيران، في ارتكاب جرائم حرب وهجمات انتقامية، وسوى ذلك من الاعتداءات.
مليشيات متعددة
وركز التقرير على أربع ميليشيات رئيسية قامت منظمة العفو الدولية بتوثيق ارتكابها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وهي “منظمة بدر” و”عصائب أهل الحق”؛ و”كتائب حزب الله”؛ و”سرايا السلام”، والتي تعد جزءا من ميليشيات الحشد الشعبي.
وقال التقرير إن هذه الميليشيات ذات الأغلبية الشيعية استخدمت هذه الأسلحة في تسهيل عمليات اختفاء قسري لآلاف الرجال والأولاد، واختطافهم، وفي عمليات تعذيب وإعدام خارج نطاق القضاء، وكذلك في عمليات تدمير وحشية للممتلكات.
قتل مجاهدي خلق في العراق
وكان النظام الإيراني وباستخدام حكومات تابعه له في العراق، وخاصة نوري المالكي، واستخدام ميليشياته في العراق ينوي للقضاء على مجاهدي خلق ، المتمركزة في العراق حتى عام 2015، وكانت مليشيات العصائب واحدة من القوات التي قتلت مجاهدي خلق.
وفي 17 أكتوبر 2019 نشرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريراً جديداً حول أنشطة نظام الملالي الإرهابية أثناء إجراء المفاوضات النووية وخلال فترة التفاوض حول خطة العمل الشاملة المشتركة.
وتناول هذا التقرير جريمة الهجوم على معسكر أشرف والإعدامات والإبادة الجماعية لـ 52 عضوًا من أعضاء مجاهدي خلق في 1 سبتمبر 2013 فی العراق.
تفاصيل الهجوم الإرهابي
وأوضح التقرير أنه في 1 سبتمبر، شنت قوات نظام الملالي بالوكالة، أي كتائب حزب الله وقوات عصائب أهل الحق هجومًا شرسًا لاإنساني على معسكر أشرف في العراق، أسفر عن مقتل 50 شخصًا (وفي الحقيقة 52 شخصًا) من أعضاء مجاهدي خلق.
وتفيد تقارير وسائل الإعلام أن قوة القدس بمعية كتائب حزب الله وقوات العصائب خطفوا سبعة من أعضاء من مجاهدي خلق وأعادوهم إلى إيران تهريبًا؛ ولم يُشاهد الأعضاء السبعة المفقودين، ولم يُسمع عن مصيرهم أي خبر منذ الهجوم البربري على أشرف حتى الآن.
وفي 29 اكتوبر2015 قامت عصائب أهل الحق بالهجوم على مخيم ليبرتي مكان أعضاء مجاهدي خلق في العراق آنذاك مستخدمة 80 صاروخًا من ضمنها صواريخ الكاتيوشا 122 ملم، وكذلك الصواريخ التي صنعتها إيران من النموذج الروسي إن بي 24 وأطلقت عليها إسم “فلق”. وأىت هذا الهجوم الى 24 شهيدا من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
جرائم المليشيا في سوريا
واعتمد النظام الإيراني منذ بداية الحرب في سوريا على ميليشيا العصائب، لدعم نظام بشار الأسد، وقد تزايد الاعتماد عليهم بعد الهزائم المتتالية التي مني بها الجيش الأسدي وحزب الله اللبناني، حيث أرسل قيس الخزعلي جزء من قواته لمساعدة الأسد تحت عنوان ” المدافعين عن حرم السيدة زينب”.
وكان “مهدي الكناني” الملقب بأبوكرار في عداد القادة الكبار والقدامى لميليشيا العصائب الذي قتل في الإشتباكات في محافظة صلاح الدين، وكان مشهورا بالحاج مهدي من القادة الرئيسين الذين أججوا الحرب الطائفية ضد أهل السنة، وأحد قادة فرق الموت في بغداد خلال عامي 2006-2007.
ذراعها المليشيا السياسي
وأسست “العصائب” ذراعا سياسيا باسم “الصادقون”، وهي كتلة برلمانية كانت تحت القيادة المؤقتة لكتلة “دولة القانون” التي يقودها المالكي، وقد استطاعت الفوز بمقعد واحد في عام 2014.
دعم إيراني بالملايين
وحسب مركز مكافحة التطرف، فإن “عصائب” أهل الحق تتلقى التدريب والسلاح والدعم المالي من إيران، وتحديدا من فيلق القدس، وحزب الله اللبناني.
وفي عام 2007، قدرت مصادر أميركية حجم المساعدات التي تحصل عليها الميليشيا بنحو 20 مليون دولار في الشهر.
وفي عام 2012 وبعد انسحاب القوات الأميركية، بدأت إيران في منح العصائب نحو خمسة ملايين دولار في الشهر، بالإضافة إلى أسلحة.
وفي مارس 2014، قدرت المساعدة الشهرية من 1.5 مليون دولار إلى مليوني دولار تلقتها الحركة العراقية من إيران