تحدث فى مقالى السابق والذى يحمل عنوان الخدمة الإجتماعية الدولية وتحقيق الإستقرار والأمن فى الدول العربية ، ومن خلاله نوهت عن الصراع السياسى الذى شهدته المعموره فيما بعد خمسينيات القرن العشرين ، وخاصة ماشهدته دولنا العربية فيما بعد تلك الحقبة الزمنية وحتى وقتنا هذا . وأيضاً حاولت معرجاً ظهور الخدمة الإجتماعية الدولية كإستجابة للمشكلات والقضايا العديدة التى واجهت المجتمعات المتقدمة والحاجات المشتركة بينهما التى تتجاوز حدود أكثر من دولة وبذلوا كافة الجهود على المستوى الدولى لمواجهتها فى إطار تعاونها مع الأخصائيين الإجتماعيين على المستويات القومية ولكل دولة . فلكى نحقق الأمن والإستقرار فى دولنا العربية يجب علينا تأسيس منظمات دولية تقدم كافة خدمات الرعاية الإجتماعية العلاجية منها والوقائية والتنموية، لكى ترعى مصالح الشعوب الفقيرة ، ونحد من ظاهرة اللجوء السياسى بين الدول العربية بعضها البعض ولجوء بعض المواطنين العرب الذين يفتقدون للأمن الوطنى لبعض الدول الغربية ،وأيضاً منها نقوم بتحريك عجلة الإنتاج والتنمية الشاملة والمستدامة ، وتوحيد الصفوف بين الطوائف المتقاتلة فى بلادنا العربية . لكى نحقق الإستقرار المعيشى أولاً لتلك المنطقة ومن ثم يتحقق الأمن والسلام وتقتلع جذور الإرهاب الأسود ، يجب علينا الإهتمام بتأسيس وتفعيل المنظمات الخدمية الدولية على النطاق الإقليمى العربى لكى يتبنى القضايا العربية الهامة مثل تناحر الطوائف وغيرها ، وبدلاً من تناحر تلك الطوائف بعضها مع بعض يجب أن نوجد أخصائيين إجتماعيين دوليين مدربين ومؤهلين علمياً لكى يفتح قنوات إتصال بين تلك الطوائف والإستفادة منها فى بناء وتقدم دولنا العربية . ويعمل الأخصائيون الإجتماعيون الدوليون بمنطقتنا العربية بإستخدام مهارات الخدمة الإجتماعية الدولية كمهارة اللوبى والإقناع والضغط وغيرها من تلك المهارت ، وأيضاً بالإستناد على الجانب المعرفى كالنظريات والنماذج العلمية الحديثة كنظرية الأنساق ونموذج الحياة وغيرها وأيضاً المداخل المعاصرة كالمداخل العلاجية والوقائية والتنموية ، وكذلك بالإستناد على الجانب القيمى مثل قيم الأديان السماوية السمحة كالعدالة الإجتماعية والمسئولية الإجتماعية وغيرها من القيم الإيجابية والتنموية الرامية لتقدم مجتمعاتنا المعاصرة . ولذلك من إتجاهات الخدمة الإجتماعية المعاصرة الإتجاه لتطبيق تكنولوجيا المعلومات فى تعليم وممارسة الخدمة الإجتماعية لمواجهة القضايا والمشكلات الدولية والعالمية ، ولورجعنا للمقال السابق الذى تحدثت فيه بأن الدول المتقدمة فى أساسها بدأت بالمنظمات الخدمية الدولية كاليونيسيف واليونوسكو وغيرها لكى تتعامل مع المشكلات والقضايا المعاصرة كقضية التبنى وغيرها على أساس علمى ومرسوم ، ومنها قطعت شوطاً كبيراً وملحوظاً فى التنمية البشرية والإجتماعية والإقتصادية المستدامة . ومن هنا تظهر لنا الحاجة الماسة لتأسيس المنظمات الخدمية الدولية والتخطيط السليم للتدخل المهنى للخدمة الإجتماعية الدولية وتقييم المشروعات التنموية الإقليمية على المستوى العربى ، ومنها يتحقق الأمن والإستقرار فى الدول العربية . تحيا مصر .. تحيا الشعوب الرامية للسلام .