كتب كريم دسوقي
كشف الطبيب الشخصي للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الدكتور علاء البشير، عن الحياة الشخصية لصدام، حيث كان البشير مقرباً من صدام لأكثر من 20 عاماً قبل اجتياح القوات الأمريكية للعراق في عام 2003، متناولاً ملف حرب الكويت، ونظرته إلى القضية الفلسطينية، وتقريب أبنائه وأقربائه من أماكن صناعة القرار في الحكومة، بالإضافة إلى بعض أسرار سقوط العاصمة بغداد بيد قوات الاحتلال حينها. الدكتور علاء حسين بشير، يعد واحداً من أمهر الأطباء ومتخصصي التجميل في العالم، كما يعتبر خبيراً عالمياً في مجال الطب التجميلي، دخل في الدائرة المحيطة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعدما تعرف عليه عن قرب، واتخذه طبيباً خاصاً له ولعائلته، حيث تعرف عليه في العام 1982 عندما أجرى عملية جراحية لإعادة كف مهندس مجري؛ قُطعت في موقع عمل، وكانت أول عملية ناجحة لإعادة كف مقطوع في الشرق الأوسط، فأرسل إليه الرئيس الراحل لتكريمه بعد نجاح العملية الجراحية. وقال الدكتور علاء البشير، خلال مقابلة له مع صحيفة “العرب” القطرية: إن “صدام حسين كان يؤمن إيماناً لا لبس فيه بقوة العرب، ويمكن تشكيل أكبر قوة في العالم إن اتحدت الدول العربية”. ورغم الإعدامات التي اشتهر بها، والأوامر المتسرعة التي أدت إلى نتائج كارثية، بحسب البشير، فإنه “في نفس الوقت رأى طفلاً من أسرة فقيرة محروقاً وشوه وجهه، فانهمر في البكاء وطلب مني عمل عملية له، وقد حدث بالفعل”. كما انتقد البشير تقريب صدام حسين لأقربائه وأبنائه من سدة الحكم في البلاد آنذاك، قائلاً: إن “من أبرز أخطاء صدام حسين وضع أقاربه في مناصب هامة بالدولة، الكثير من العوامل الأساسية للكوارث التي لحقت بالعراق كان سببها الأقارب”، حيث شكل حسين كامل، وزير التصنيع العراقي الأسبق وزوج رغد صدام حسين، وعدي وقصي ابناه، وسكرتيره الخاص عبد حمود، أكثرهم خطورة على نظام صدام وعلى العراق ككل”، وفقاً للبشير. وعن إساءة أبناء الرئيس الراحل عدي وقصي، قال البشير: “لا يمكن أن أنكر أنهما أساءا للعراق وللمناصب التي احتلاها”، مؤكداً أنهما “لم يكونا جديرين بها، خاصةً عدي الذي كان يسعى دائماً لفرض هيمنته على الوزراء وكبار المسؤولين سعياً منه لإذلالهم، حيث كان يستدعي المسؤولين صباحاً من أجل أمر تافه، لإظهار قدرته على إحضارهم في أي وقت، وفعل ذلك مع كل من يرى احتراماً من والده لهم”. وينقل البشير عن صدام حسين قوله: “أضطر أحياناً لأخذ قرارات أعلم جيداً أنها خطأ، ولكنها تظل أفضل الخيارات المتاحة، وغيرها يمكن أن يتسبب في كارثة”، مشيراً إلى أن الأمر له نواحٍ متعددة لا بد أن ينظر لها. وعن قيادته للعراق، قال البشير: إن “صدام حسين لم يَلِق به دور السياسي، فهو لا يعرف المنطقة الرمادية في الأمور، لكن يليق به أن يكون قائداً حربياً أكثر من رئيس دولة”، معتبراً أنه “لا يمكن أن يُكرر (صدام حسين) كقائد عربي، ومن الصعب أن تجد له شبيهاً، ولكنه لسوء الحظ ارتقى منصباً سياسياً رفيعاً”. كما أكد البشير أن “قوات الاحتلال الأمريكية استعملت أسلحة غريبة في حربهم على العراق، وأنا أحد الشهود على هذا الأمر، عندما كنت مقيماً بالقرب من المطار (مطار بغداد)، ورأيت بنفسي أشجاراً محترقة الأغصان، ولكن أفرعها لم تتأذ، ورأيت جنوداً ماتوا حرقاً ولكن ملابسهم ظلت على حالها، وبقايا جثث داخل ملابس”، مشيراً إلى أنه تأثير لأسلحة غريبة. أما احتلاله للكويت، فقد ذكر الدكتور الذي رافق الرئيس العراقي الراحل لأكثر من 20 عاماً، أن “صدام لديه أخطاء كبيرة وكثيرة، وأكبر خطأ وقع فيه هو احتلال الكويت، فعلى الصعيد الشخصي يمكن أن تستفز إنساناً، لكنه غير مقبول بالنسبة للسياسي”، مشيراً إلى أن “صدام ليس من السهل اقتياده، لا سيما أن هناك رئيس دولة، وهذا أعلمه جيداً، كان يحرضه على احتلال الكويت، ولعب هذا الشخص دوراً كبيراً في دفع صدام لهذه الحرب”. لم تكن القضية الفلسطينية بعيدة في حوار البشير عن أول قائد عربي جازف بضرب تل أبيب بالصواريخ، فقد أشار البشير إلى أن صدام حسين قال له يوماً: “أنظرُ إلى قضية احتلال فلسطين كمن اعتدى على شرف ابنتي، ويستحيل عليّ أن أنساه أو أتجاوزه”، لافتاً بقوله: “أعلم جيداً أن إعدام صدام كان نتيجة حتمية لضربه الأراضي المحتلة بالصواريخ”. وعن موقف الإعدام، لفت البشير إلى أنه “سمعته من الرئيس الراحل قوله: “أتمنى أن أموت واقفاً”، وقالها لأعضاء القيادة يوماً ما في اجتماع بحضوري: أي إنسان يختار أن يكون قائداً لا بد أن يتحمل كل الآلام، سواء مرض أو كسر، فلا بد أن تكون أمنيتكم في الحياة أن تموتوا واقفين على أرجلكم”، مؤكداً أن “صدام كان مهيئاً نفسه جيداً لموقف الإعدام أو الموت، فمشهد الإعدام ليس لشخص عادي مقبل على الموت، فصوته سليم يناقش الحاضرين ويتحدث بكل ثقة وقوة”، مبيناً في الوقت نفسه أن “مشهد إعدامه لم يكن مستغرباً