كتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل
الحلة : بكسر الحاء وتشديد اللام ، وتلفظ هذه التسمية على اشياء عديدة نذكر منها :
1) القوم النزول وفيهم كثرة .
2) شجر شائك اصغر من العوسج
3) اسم علم لاماكن كثيرة .ونتعرف على الاماكن التي تأخذ هذا الاسم :
اولا : حلة بني قيلة وهي بشارع ميسان وتقع بين واسط والبصرة .
ثانيا : حلة بني دبيس : وهو دبيس بن عفيف الاسدي ، وتقع حلة بني دبيس قرب جزيرة الحويزة بين واسط والبصرة والاحواز .
ثالثا : حلة بني مزيد ، وهذه هي المقصودة في هذا البحث ، وقد كانت تسمى “الجامعين ” . والجامعين يصفها ياقوت الحموي في معجم البلدان ” هي اجمة قصب ، تأوي اليها السباع والوحوش ، انشأ فيها الامير سيف الدولة المزيدي ” صدقة بن مزيد ” مدينة الحلة .
كما ان المستشرق “كي لسترنج ، في كتابه ” بلدان الخلافة الشرقية ” وكذلك ” دائرة المعارف الاسلامية ” يرد فيهما ان الجامعين تقع في الجانب الشرقي ، مقابل الحلة المزيدية . وحيث ان ياقوت الحموي يؤكد في موضع آخر من معجم البلدان ، ان الحسن بن علي بن محمد بن داود التنوخي صاحب كتاب “نشوار المحاضرة ” كان يتولى القضاء في الجامعين ، وهو من رجال القرن الرابع الهجري . ان هذا يتناقض مع قول ياقوت الاول من ان الجامعين” اجمة قصب تأوي اليها السباع والوحوش ” والظاهر انها مدينة ماهولة وفيها حركة مدنية وحضارية .
والحلة تقع على شمال خط الاستواء في عرض اثنتين وثلاثين درجة ، وعلى خط طول سبع وستين درجة شرقا . وتقع ايضا على غربي نهر الفرات في اول تمصيرها ، وعلى بعد 10 كيلومتر عن اطلال بابل الاثرية جنوبا .
ولان الحلة قريبة جدا من اثار وتلال بابل ، فقد امتلكت تاريخا زاخرا بالموروث الحضاري الذي يشير الى قدرة الشعب البابلي وامكاناته المعرفية الواسعة .
المصدر : ” كتاب العلامة الشيخ يوسف كركوش الحلي “