الحكومة تسرق فرحة الفقير بالمولد النبوي الشريف

كل عام والأمة الإسلامية بخير وسلام ، بمناسبة احتفال الأمة الإسلامية بمولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وان كانت هناك أراء في طريقة الاحتفال بمولد اشرف الخلق ، ولكن انه لاشك في أن المولد النبوي الشريف أنه عيد من أعياد المسلمين، وموسمٌ من مواسمهم، وكل ما يقتضيه الفرح والسرور بذلك المولد المبارك
ولكن مظاهر الاحتفال تختلف من مكان إلى آخر ولكنها تشترك في شئ واحد وهى مظاهر البهجة والسرور . وفى مصر لها طعم خاص فللاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعد الحلوى بمختلف أنواعها مثل الفولية و المسمية و شكلمة جوز الهند و البسيمة. ويحرص المواطنين على شرائها وتقديمها لأبنائهم والتزاور بها وتتعد من صلة الرحم ، مع أن هناك تحفظات على هذه العادة وما بها من مظاهر وما يخالطها من مخالفات في صناعتها وتجاوزات في أسعارها ، إلا أنها أصبحت منذ القدم أحدى العادات التي تدخل السرور على الأطفال والكبار في هذه المناسبة . لذلك وجب علينا هذه الأيام تقديم تحقيق عن هذه العادة بدء من أراء الناس فيها وفى أسعارها وأيضا أراء بائعيها ومن يقومون بصناعتها ،
في البداية توجهنا للشارع لرصد رأي الناس عن الاحتفال بالمولد ومن مظاهره البارزة حلوى المولد
في البداية كان لنا لقاءات مع
* * ناديه محمود موظفه سألناها ما رأيك في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ؟
فأجابتنا : أنه احتفال بمولد الرسول الكريم وهو يوم فرح وبهجة للكبار والصغار وخاصة عند البسطاء والفقراء ففي أيام المولد النبوي الشريف يأكلون حلويات من الممكن أنهم يكونون محرومين منها طوال العام لضيق اليد
وسألنها عن مدى الإقبال على شراء الحلوى هذه الأيام ؟
فقالت : ومين معاه يشترى زى زمان بس الواحد لو كان بيشترى 4 كيلو دلوقتى بيشترى 2 كيلو مرضات للأطفال . وأكيد مبيعات التجار بتقول أن الإقبال ضعيف .
** ثم قابلنا الأستاذ زياد احمد وهو مدرس في مدرسة زراعيه ، سألناه عن هل اشتريت حلوي المولد ؟
أجابنا : نعم بس من المدرسة التي اعمل بها فانا بشتغل في مدرسة ثانوية زراعيه وقسم الصناعات الغذائية كل عام بيشتغل حلوي المولد ويتم بيعها للعاملين في المدرسة ولو فيه حاجه تبقت بيتم بيعها للناس العادية ، وده أفضل كثيرا من الموجود عند التجار واللي مش عارفين هو مصنوع من أيه .
وهنا توجهنا إليه لماذا لا يتم تصنيع كميات كبيره في المدارس الثانوية الزراعية وكذلك في نشاط الاقتصاد المنزلي والزراعي في كل المدارس وبيع هذه المنتجات للجمهور ؟
أجابنا أن المدارس يتحكم فيها الروتين وان كل شئ فيها لابد أن يتم وفق سلسله من الأوراق لا تنتهي .
** وكان لقائنا الثالث مع السيدة مريم فؤاد وهى ربت منزل وتفاجئنا أنها مسيحية وذلك بعد توجيه سؤالنا إليها ، هل اشتريت حلوى المولد ؟
أجابتنا نعم فدى عاده ربنا لا يقطعها أولادي بيفرحوا بيها جدا وبينتظروها كل عام مع أننا مسيحيين إلا أننا محافظين عليها ،ومع أن أسعارها أصبحت تقطم الوسط إلا أننا لن نقطعها أبدا ولو الكيلو وصل 100 جنيه .
** وكان لابد أن نتقابل مع بائعين حلوي المولد وسألهم عن كيف يجدون إقبال الناس على الحلوى هذا العام ؟
وكان لقائنا الأول مع عم ياسر عتريس وهو من التجار الكبار في حلوى المولد ، والذي قال لنا بيع أيه وشراء أيه الناش مش طافه عندنا خالص البيع قليل جدا ، وإحنا عاذرين الناس الأسعار غصب عنا عاليه جدا بس هنعمل أيه المصانع بتقول المكونات أسعارها تضاعف 3-4 مرات شوف السكر وغيره .
**ثم تقابلنا مع الحاج كامل رجب والذي أكد أن الفقير ليس له نصيب في حلوي المولد هذه الأيام ، ووجه لنا سؤال هي الحكومة فين من ارتفاعات الأسعار الجنونية ،الفقير يلقاها من اللحمة ولا من السكر ولا من الدقيق ولا من الكهرباء وألا من الأدوية وأسعار كشف الدكاترة ، الفقير قبل ما يفكر يشترى كيلوا حلاوة 30 جنيه يفكر يجيب 2 كيلو سكر ولا زجاجتين زيت ، ربنا يكون في عون الفقير والله أنا بشوف ناس بتستلف عشان تفرح أولادها بكيلو حلاوة من الشعبي ، ياريت الحكومة ترحم الناس .
وأخيرا كان لابد أن نتوجه لمن يصنع حلوى المولد ونحن نعلم أن غالبية حلوي المولد تصنع في أماكن غير مرخصة ولا يتم فيها أي معايير للصحة .
توصلنا لمكان احد المصانع وبعد جهد جهيد أقنعناه بالتحدث معنا .
في البداية سألناه عن الصعوبات التي يواجهها في هذه الصناعة ؟
فقال : أولا هذه صناعة موسميه يعنى العمالة فيها بتشتغل عدة أشهر فقط لذلك أجورهم مرتفعه جدا ، ثاني حاجه عدم توفر السكر هذه الأيام لدرجة أننا بنهربه زى الهروين ،وأسعاره عاليه جدا ، وأخيرا مطاردات التموين لنا والخوف من ألامساك بنا في أي وقت .
وقلنا له طيب ما تسلك الطرق القانونية وتقوم بالتراخيص اللازمة ؟
أجاب لو فعلت هذا فان بضع نفسي في نار لا نهاية لها ، أولا لن يرحمني التموين حتى لو كنت مرخص، ثانيا الضرائب ليس عندها رحمة وكذلك الصحة والكهرباء التجارية وغيرها كثير ومثل الأمن الصناعي وغيره .
وسألناه عن المواد التي تدخل في صناعة الحلوى وخاصته المواد الملونة ؟
فقال لنا : مش كل التجار معندهمش ضمير فيه ناس بتخاف ربنا وبتستخدم مواد غير ضاره بالصحة ومصرح بها ، وللحقيقة فيه ناس ثانيه منعدمة الضمير ميهمهاش غير المكسب ، وخاصة في هذه الأيام لان المكسب قل كثير بسبب ارتفاع المواد الخام ، فالبيشتغل بضمير مكسبه هيكون قليل جدا .
** في نهاية تحقيقنا هذا توصلنا أن هذا العام ليس للفقير أن يفرح والسبب تصرفات من حكومة لا تضع الفقير في أولوياتها ، حكومة فقدت السيطرة على التجار قبل الأسعار ، حكومة انعدمت رقابتها بل يمكن أن نقول ضاع ضميرها الرقابي ، وبرلمان مستأنس لا يملك من قراره شئ ، هكذا تم حرمان الفقير من فرحة المولد النبوي الشريف .