اعتادت شمس زيارة والدتها المقيمة بالأسكندرية لقضاء يومين أو ثلاثة مع زوجها وأبنائها كلما سمحت لهم الظروف بعيدا عن أعباء الحياة بالقاهرة.
فبرغم انشغالها بعملها وتنظيم أوقات زوجها الطبيب والاهتمام بأبنائها ومتطلبات بيتها كانت معروفة بالمهارة وعدم التقصير إلى الحد الذى تشهد له كل النوافذ المجاورة لنافذتها التى تعكس زهور الياسمين.
وكانت تحرص كل مساء على وضع القمامة التى تملأ بها الحقيبة السوداء داخل صبندوق يحكمه الغطاء جيدا بجوار باب منزلها الأمين على أسرارها حتى لا تنبشه القطط وتبعثر ما بداخله إلى أن يأتى عامل النظافة فى الصباح الباكر ليحمله إلى مكان بعيد عن الأماكن السكنية.
كانت تتعجب بعد عودتها من الأسكندرية إذ تجد جارتها التى لم تخبرها بالسفر قائلة لها:حمدلله على السلامة.