ما حدث من موضوع إختطاف شخص لطائرة مصرية والذهاب بها وركابها إلي قبرص فهو جريمة وإن كانت قد حدثت بسبب إشتراك أطراف عدة , فهي تبدأ من المطار حيث أننا كشعب مصري لنا طبيعة وإن كانت جميلة جدا وهي التعاطف , إلا أن نتائجها تأتي أحيانا بنتائج سلبية . فذاك الشخص عندما قال ان الشريط الذي يلف به وسطه هو من أجل العلاج أو الجراحه , فطبيعي جدا ألا يطلب منه أحد فك ذلك الحزام , وذلك لأنه مريض أو أجري جراحة , ولا سيما أن الأجهزة بالمطار لم تحدث إنذارات كما هو يحدث عند مرور أجسام صلبة . وأخشي أنه يحدث كما يحدث دوما من ردور أفعال بزاوية مائة وثمانين درجه , أي الإتجاه المعاكس علي طول الخط. فيتم تفتيش المرضي والذين لديهم عمليات جراحية فعلا بصالات السفر بطريقة تؤدي إلي تفاقم حالاتهم المرضية . ما علينا , فإن ما حدث هو ناتج من سلوك شخص إما مختل عقليا ,أو مدبرا لحدوث أزمة تؤثر علي مصر سلبا في مجال السياحة , وذلك لابد له من عقاب كبير . أما من الناحية القانونية فإننا نعلم أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص , ونعلم أنه لابد أن يتوافر بالجرم ركنين أحدهما مادي وهو يتمثل في الفعل نفسه , والأداة المستخدمة , أو القوة لو بإستعمال اليد . وركن آخر معنوي وهو الذي يقصد به القصد الجنائي والنية , وذلك لابد أن يتوافر فيه العلم والأرادة , أي علم الشخص بالجرم وإرادته في حدوث هذا الجرم . وفي حالة عدم توافر الركن المعنوي فأنه يصبح قتل خطأ لإنتفاء ركن العمد أو لعدم العلم بأن الفعل سيؤدي إلي ازهاق روح .وذلك عقوبته مخففه, وغالبا تكون الغرامة . ومعني ذلك أن القانون لا يحاسب علي نية القتل دون فعل مادي مقترن بتلك النية , وكذلك لا يحاسب علي الإرادة التي تنتج أثرا ولكن دون إستخدام أداة أو عدم توافر الركن المادي . فمثلا تخويف شخص وإفزاعه حتي الموت ذلك الفعل دون استعمال أداه لا يوجد نص في القانون يعاقب عليه . ولكن في حالتنا تلك توجد قوانين لمعاقبة الإرهاب , ولكن هل لو توفي أحد الركاب من الزعر هل سيقدم الشخص القاتل بالتخويف للمحاكمة بتهمة القتل العمد ؟ أما الإعلام فأنه من باب السبق وإذاعة كل شئ قبل الآخرين فأنه لا يتم التأكد من الخبر , وتتم إذاعة الأخبار ثم يثبت أنها ليست كما أذيعت , وذلك يحدث بلبله وعدم مصداقية بين الناس ووسائل الإعلام . ولذلك لابد من وضع ضوابط وقوانين تعاقب كل من يتسبب في إحداث زعر غير مبرر , أو إحداث شائعات تضر بأمن البلد , وذلك بوجه عام . أما في موضوع هذا الحزام الناسف تحديدا فنظرا لعدم الثقة في طاقم التفتيش التي بالمطار قبل إقلاع الطائرة , فقد صدق طاقم الطائرة قول ذلك الشخص خوفا علي حياة الركاب وذلك تصرف صائب إلي حد ما . ولكن النتائج أكبر كثيرا مما هو متوقع من شخص معتوه مثلا أو شخص دبر للإضرار ببلده , فنحن في أزمة بخصوص السياحة , ونحتاج أن يطمئن الناس لتعود السياحة والتي هي مصدر قوي جدا وهام لرفع الإقتصاد المصري , كما كانت , و نحتاج أن يطمئن الناس ليأتوا إلينا . بالطبع قد تحدث الإعلام في قبرص عن موضوع الطائرة , وربما قبل الإعلام المصري , ولكن بعد القبض علي الشخص والتأكد من عدم حيازته لأية متفجرات لماذا لم يتم إذاعة كل الحقائق كاملة وبسرعة وقبل إنتشارها خاطئة . والسؤال الآن ما هو العقاب الذي من المفروض إنزاله علي مثل ذلك الشخص ,والتي من المفروض أن تردع كل من يفكر أن يحذو حذوه ؟ وما هي العقوبه علي من يتحدث إعلاميا دون صدق ودون التأكد من صحة الخبر وكيفيته ؟ سواء كمراسل أو كقناة ؟ هل يتم إيقافه عن العمل , دون أن نجد من يطالب بحرية الصحافة وحرية الإعلام ؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل يتم تحديد العقوبة علي الفعل مجردا أي بمجرد حدوثه فقط و بغض النظر علي النتائج المترتبة عليه ؟ أم يتم تغليظ العقوبات تدرجا مع الضرر الذي ينتج عنها خاصة فيما يتعلق بأمن الوطن أو إقتصاده ؟ تلك أسئلة تدور بعقل المواطن المصري ويريد الإجابة عنها من المسئولين ,,,,,, بقلم / كواعب أحمد البراهمي