متابعة: سناء عبد الله تعيد اشتباكات سيلون، إلى الأذهان، المعارك الطاحنة التي شهدتها مدينة جيزرة الشرقية، في أيلول/سبتمبر الماضي، والتي دامت حوالي 10 أيام، وسقط خلالها نحو 21 ضحية من المدنيين. كما تسببت الاشتباكات في تعطيل الحياة العامة، في مدينة نصيبين، التابعة لولاية ماردين، المحاذية للحدود السورية، مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي. واندلعت المواجهات بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني (بي كي كي) عقب تفجير سروج الدامي، جنوب تركيا، يوم 20 تموز/يوليو الماضي، الذي راح ضحيته 32 ناشطاً كردياً يسارياً، وحمل بصمات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) إذ يتهم الأكراد “الدولة بالتغاضي عن نشاطات التنظيم المتشدد، والتقصير في حماية المدنيين”. ولا يلوح في الأفق بوادر للتهدئة والعودة لطاولة المفاوضات، في ظل التصعيد من قبل الأطراف المتنازعة، إذ انهارت عملية السلام الداخلي، بعد هدنة هشّة دامت حوالي ثلاثة أعوام، لتتجدد الحرب الدامية التي استمرت أكثر من ثلاثة عقود، وراح ضحيتها حوالي 40 ألف شخص. وكانت أنقرة أعلنت الحرب على جبهتَين؛ لتباشر قصفاً يومياً لمعاقل حزب العمال الكردستاني، في جبال قنديل شمال إقليم كردستان العراق، ومواقع أخرى في تركيا، فضلاً عن ضرب مواقع تابعة لتنظيم “داعش”. وقالت النائب عن حزب ديمقراطية الشعوب، المقرب من “الكردستاني” سيبل ييجيتالب، إن “مناطق سكنية يعيش فيها مدنيون تتعرض لقصف بالدبابات”. وبالمقابل عمد الأكراد إلى نصب المتاريس، وحفر الخنادق، في المناطق الحساسة من المدينة، للتصدي للقوات الحكومية. وتترافق المواجهات بانعدام للأمن، وإعلان لحظر التجول، ونقصاً حاداً في المواد الغذائية والطبية، ما يجعل الأهالي البالغ تعدادهم 90 ألف نسمة، عرضة للوقوع ضحايا للاشتباكات الدموية.
في ظل غياب أي أفق سياسي للتهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات؛تشهد الحرب في تركيا مرحلة جديدة، تنذر بدخول أنقرة في حرب استنزاف قد تطول، مع حزب العمال الكردستاني (بي كي كي). وتشهد مدن شرق البلاد؛ وعلى رأسها مدينة سيلوان، في الأيام الأخيرة، حرب شوارع يومية أدت إلى تصاعد منسوب الدم، وسقوط عشرات الضحايا من الجانبَين، للسيطرة على أحياء المدينة، ذات الغالبية الكردية.