كتب/ رضوان محمدعثمان منذ ما يقارب الاربعة سنوات وعلي ضفاف نهر النيل العظيم وهو يشق طريقه قاطعا كل الولايات السودانية وتحديدا في الولاية الشمالية والتي تمثل اكبر مواقع انتاج التمور في السودان والتي تتميز بالمناخ الصحراوي الذي يناسب نمو اشجار النخيل شبت النيران فجأة علي احدي جنائن النخيل وأتت عليها بالكامل رغم محاولات اهل القرية البسطاء اخماد النيران بالوسائل التقليدية دون مجهود يذكر من قبل شرطة الدفاع المدني، واعتبر بعضهم الأمر قضاء وقدرا، ولكن ما ان ذهبت تلك الجنينة حتي تلتها اخري ثم ثالثة ثم رابعة وهكذا توالت الحرائق حتي انتقلت الي ولاية الخرطوم العاصمة ثم بدأت تشب النيران فجأة لتأتي علي المصانع علي قلتها ثم محطات الوقود ثم بعض الجامعات وكل هذا يحدث علي مرأي ومسمع الدولة وكل اجهزتها ولا احد يكلف نفسه عناء البحث عن الاسباب!
ومع عظمة المصاب للمواطنين الذين يفقدون في لحظات وسائل معيشتهم تخرج الشائعات هنا وهناك ويعلو صوتها باتهام كوادر من حزب المؤتمر الوطني الحاكم وانهم هم من يتعمدون اشعال هذه الحرائق لاسباب سياسية، وحقيقة كل الاحتمالات واردة ما دامت الشرطة غير قادرة علي تحديد الجناة وتقديمهم للعدالة لنيل الجزاء المناسب، ولان كوادر المؤتمر الوطني يقيمون المجازر في كل انحاء الجامعات السودانية بعصيهم و (سواطيرهم) وبحماية خارجية من جهاز الامن الوطني احيانا.
لك الله يا سودان فليس لك عدو سوي ابناؤك وليس لك وجيع الا نيلك وليس لك مستقبل الا بفناء الطغاة..
وحتي حريق اخر لنا لقاء.