الأدب و الأدباء

الحب عند العارفين

الحب من وسائل التقريب حساً ومعنى ومُتعلِّق الحب الأصيل هو الكمال ، وياتى الجمال قيمة كلية معبرة عن هذا الكمال ، والكمال المطلق هو غاية الحب ومنتهاه ومن خصائصه ان يستغرق المحب فلا يترك فيه للاغيار فضل نوازع تحب هذه الأغيار الا فى إطار الحب الكبير ، وليس ثمة ما يتصف بالكمال المطلق سوى الله الكبير المتعال الواحد بالذات جل شانه ، ثم ياتى فى دائرة حب الله عز وجل حب رسول الله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم ثم تتوالى مراتب الحب فى الله فتشمل كل من والى الله تبارك وتعالى ، وبمقدار درجة القرب من الله تبارك فى مراتب الكمال تكن درجة الحب ، والمثل الأعلى لكمال الانسان هو المظهر الأتم لكمال الله عز وجل وليس سوى سيد الخلق محمد احمد نبى الله ورسوله وصفوته من خلقه ، وفى المقام المحمود الذى وعده الله تبارك وتعالى يوم القيامة ما يشير الى هذا الكمال الذى يقتضى تمام الحب وشامل الهوى ، وكمال حب الرسول صلى الله عليه وسلم مكمل لحقائق الايمان فى القلب ونقص حب المصطفى صلى الله عليه وسلم نقص فى الايمان.
والسالك اذا تقرب الى الله عز وجل بما شرع احبه ، وإذا احبه قربه وأدخله حضرة الذكر حتى يحضر ، فاذا أتم حضوره واستشعر الذاكر وجود المذكور وأحس رقابته ، قربه الله تبارك وتعالى حتى يجلسه بساط الانس فى حضيرة القدس ، ومن ثم يناجيه بأسرار الحب ولطائف الودِّ لذَّةٌ تحجب كل ما دونها من اللذات حيث يستغنى المحب بعطاء ربه عن كل ما هو مادى ، فلا تستعبده حاجى الحياة الدنيا لانه يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه فى روح وراحة بقلم زينب عبده

زر الذهاب إلى الأعلى