بقلم : دعاء عبد السلام
انتشرت مؤخرا على شبكات التواصل الاجتماعى علاقات عاطفية بين الشباب تحت مسمى الحب والأهتمام , والحقيقة الفعلية التى نلاحظها أن مثل هذه العلاقات ليس لها جذور قويه لنمو تلك العلاقات وتوطيدها , ومن المعروف أن شبكات التواصل الاجتماعى ماهى الا وسيله لنقل الخبرات والمعلومات والتواصل مع العالم بشكل كيبوردى ، يحضرنى بمناسبه هذا المقال تلك الفتاة التى قامت بعلاقة عاطفيه مع شاب لبنانى ووصل بهم الكلام الى ماوراء غرف النوم فهى كما تقول أحبته عبر الفيسبوك ووثقت فيه عبرالفيسبوك ودخلت معه فى منزلقات جريئه عبر الفيسبوك ، وكانت النتيجه هى صدمه قويه لاكتشافها أنه شاب مصرى ينتحل شخصيه مغايره ويضع صورة للبروفايل لشاب جان لبنانى ويتحدث اللغه اللبنانية عبر الشات بحكم عمله فى أحد المطاعم اللبنانية بالقاهرة , يوجد الكثير من قصص خرافية على الفيسبوك والاعجب من ذلك نجد كم الجدل بين الشباب والشابات عن تبرير تلك العلاقات العاطفية بجدليه عمياء , فمنهم من يرى أن تلك العلاقات تعزز الخبرة فى فنون التعامل مع الجنس الآخر مما يدخله فى طور ” المحنك , أو البروفيشنال ” ومن الشابات من تدعى أن تلك العلاقات تكون صادقه الاحساس والمشاعر على أعتبار أنها قائمه على الحدس وليس العقل والتخطيط ” التكتيك ” ، وهناك من يرى أن الفيسبوك مثل ذهاب النادى أو الكافيه تتم فيه الصداقات والتعاملات الاجتماعية على أعتبار أن المشاعر الانسانية واحده ولا يوجد تزيف أو تصنع .
وفى حقيقة الامر أن الفيسبوك شبكه للتواصل الاجتماعى من صنع أمريكا جعلت كطعم للشرق الاوسط لتمارس به كم الحروب النفسية والمجتمعيه ، فهى صنعت لها شبكه تجسس عالميه لترى ايدلوجيات الشعوب وترمى السم فى العسل , وجدت مؤخرا على حسابى الفيسبوكى كم من الرسائل المهوله من دول اجنبية مختلفه وعندما أطلعت على صفحاتهم وجدت صور لزنوج وأوروبين وأمريكان وبعض من شرق آسيا , تأملت فى محتوى الرسائل كان اللطف فى سطورها والثناء على صفحتى ، تعجبت وسألت نفسى ” مين دول ؟ ” الى أن أستفسرت من أحد الاصدقاء عن تفسير هذه الرسايل : أجابنى بكل تلقائية / ” غاليا دول هكرز دولى ” .
وزاد الطين بله من أجابه صديقى وسبحت فى جمله ماكتبتة طوال 6 سنوات تاريخ وجودى الفيسبوكى وجدت أننى كاتبة سياسية لدى تحليلات كثيره قد أصابت لب القصيد ، عندها قررت أن أدخل على صفحات هؤلاء وأعمل لهم حظر على رؤية صفحتى .
فى مقابل وجود ثقافه العيب بمجتمعنا التى أبعدتنا عن صلب الحرام فقد أصبح المتنفس الحقيقى للشباب هو الدخول فى عالم أفتراضى وهمى يعيش فيه بضع ساعات من المتعه المؤقته وربما اللذه الوهمية , هناك من أقدموا على الزواج من خلال الفيسبوك وكانت نتاج زواجهم هو الطلاق السريع فكلا منهم لم يستعبوا حاله الغش والزيف المتبادل بالاضافه لخروجهم عن أطار المعتاد والمألوف .
نعم نحن نعيش عصر العولمة وحروب الفيروسات وكثير منا لم يدرك خطر حرب المعلومات التى دخلنا بها رغم عنا تحت أسم شبكات التواصل الاجتماعى , الشباب هم الهدف الرئيسى لتحقيق غايات دوليه لزعزعه الشرق الاوسط وتحطيم أحلامه وطموحاته بدس السم فى مشاعر وأحاسيس شباب يبحث عن الحريات بمفاهيم مغلوطه وضعت خصيصا لتشويه ثقافات والتعمد فى أغراق أجيال بين أوهام ومفردات لم ينزل بها الله من سلطان .
الحب الطبيعى يحتاج مناخ سوى شفاف بعيد عن التمثيل والتقمص فى ادوار أدعائية ، الحب لانبحث عنه أو نفتش عنه بين مفاتيح الكيبورد والصفحات الوهميه أو حتى الحقيقية , الحب يأتينا عندما ندرك مفهومه الحقيقى بما يتسق مع افكارنا وقناعتنا ، الحب عبر الفيسبوك ماهو الا غوغاء يسمع صداها الاصم وتسبب له صداع الاغبياء ، الحب ياشباب هو حاله من التفرد والزهو بمشاعر لم تستطيع التعبير عنها أو وصفها ولو فى مجلدات ، الحب الحقيقى بعيد عن الشات أو السكاى أو حتى تلك الاستويس أو صوره ورده حمراء ، الحب خصوصيه وأمانه ورعاية بعيد عن أعين ولعب الجبناء .