فالحب الكبير يولد الغيرة والغيرة الشديدة تقتل الحب وما أعظم الفرق بين الغيرة والشك ومعظم حالات الغيرة في الحكايات العاطفية يكون مصدرها الشك
عندما تغار المرأة .. تبكي وعندما يغار الرجل .. يصمت
عندما تغار المرأة ,تكره الرجل وعندما يغار الرجل ,يكره نفسه الشك من الأمور التي تحيل حياة الشخص إلى جحيم ، وهذا يمكن تلافيه إذا أدركنا أنه يجب علينا البدء مع الآخرين بالثقة ، إلا إذا كان هناك سبب واضح للجميع يدعو إلى الشك ، ويجب ألا يترك الإنسان العنان لأحاسيسه التي تخطيء كثيرا؛ ولنعلم ان الا نسان إذا شك حاول البحث وراء شكوكه فلا بد سيجد قرائن تزيد من شكه ، فهناك تصرفات للآخرين غير مقصودة ولكن تزيد الشك ، وإذا ضيق الإنسان الخناق على من يشك فيه أدى ذلك إلى ضيقه ونفوره وهذا من شأنه أن يزيد الشك ،
ومثال ذلك الزوجة التي تشك في زوجها دون ذنب اقترفه فهذا الشك يلفت انتباهها إلى تصرفات عادية من زوجها تزيد من توجسها ، وتراقبه وتحقق معه في كل صغيرة وكبيرة حتى يمل فتسوء العلاقة بينهما فيزداد شكها ويظن إنسان في أمور كثيرة عندما لا يكون حكمه حكما صحيحا ،
ويلجأ الإنسان إلى الظن في حكمه على الأشياء دون أن يكون على بينة صحيحة ، فالظن ليس طريقا سليما للوصول إلى الحقيقة ويختلف الشك باختلاف مزاج الفرد وذكائه ومعارفه وظروفه الخاصة وعلى الجملة باختلاف شخصيته ،
فيتراوح بين الاهتمام النقدي العابر وبين الإرتياب الحاد ويبدأ يظهر الشك في حياة الإنسان في الشطر الثاني من مرحلة المراهقة ويكون أكثر قابلية للشك خصوصا إذا كانت البيئة التي يعيش فيها تستخدم في تشكيله اجتماعيا أسلوبا تعسفيا ،
وكذلك يرتبط الشك بالتربية والتنشئة الاجتماعية وسيرة الشخص الذاتية ، وكثيرا ما يسقط بعضا من سلوكياته وأفعاله على الآخرين ولا يقتصر الشك على أفراد معينين بل نجد بعضهم شكاكا وهو من المتعلمين والحاصلين على درجات علمية عالية وفي مراكز مرموقة وقد يحتاج الشكاك إلى علاج نفسي وإرشاد سلوكي ومعرفي وقد يحتاج إلى علاج دوائي وقد يتطرق الأمر إلى علاج جراحي
وأختم هذا الكلام بقول الأمير الشاعر عبد الله الفيصل :
أكاد أشك في نفسي لأني ….اكاد اشك فيك وانت مني
يقول النا س انك خنت عهدي. … ولم تحفظ هواي ولم تصن
وما أنا بالمصدق فيك قولا……ولكني شقيت بحسن ظني