الحبّ هو طمأنينة الفرد وشعوره بالسّعادة، وبه يتمايز النّاس ويتفاضلون، وتتوثّق روابط الإنسانيّة فيما بينهم.
والحبّ هو مفتاح المجتمع السليم فبه تتماسك جبهته الداخليّة وقوّتها.
ومن نعم الله العظيمة علينا، أن جعل بيننا رابطة عظيمة تربطنا ببعضنا ونتقرّب من خلالها إليه، ألا وهي رابطة الحبّ في الله وهي أن يحبّ المسلم أخاه المسلم وأخاه في الإنسانيّة من أجل الله ودينه وإنسانيّته ، لا من أجل مصلحة زائلة، بل من أجل القيم الإيمانيّة والإنسانيّة التي تجمعهما .
و أن يتواضع المسلم أمام أخيه، وإشعاره بمكانته في نفسه، وصدق مشاعره نحوه، ومودّته له، بأن يحبّ لأخيه مايحبّ لنفسه ومعاونته له، وترك الغيرة والأنانيٍة والحسد في العلاقات .
مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى).
و الحبّ في الله هو من أولى ركائز التربية السّليمة وأقواها وأكثرها نفعا، وأن ينشأ الأبناء في الأسرة على الأخوّة والمحبة في الله يسهم ذلك بكل قوّة في بناء الأمّة، وإكسابها مصدرا هاما في عزّها ورقيّها وتقدّمها .
فالتربية كلمة يقصد بها العناية والإهتمام، وذلك من خلال الإرشاد والتوجيه السلوكي، كي تتكوّن شخصيّة منتجة وإيجابيّة ومثال يُحتذى في النجاح والتميّز.
وتتعدّد وسائل تكوين الشخصيّة، ولكن البيت والأسرة هو المنبت الأوّل في تكوين شخصيّة الإنسان،ومن أهم المعاني الإنسانية التي يجب علينا غرسها في أبنائنا، الإحسان والودّ والعطاء والتعاون واحترام الآخر.
وتقوية نوازع الخير لديهم وضبط نوازع الشرّ في داخلهم، لإعداد جيل مُحبّ ومحصّن بفكر معتدل ومستنير وبعيد كل البعد عن معاني الكراهية والتطرّف.