كتب – رياض حجازي
هل سمعت بالقائد الذي لم يهزم ولم تسقط له راية
القائد الذي كان مجرد ذكر اسمه يرعب ملوك النصاري
القائد الذي سير جيشاً لانقاذ إمرأة مسلمة من الاسر
القائد الذي كان سيلاً جارفاً علي الصليبيين صيفاً وشتاءاً لا يمل من الجهاد
إنه الحاجب المنصور ابن أبي عامر ..
حكم الاندلس لقرابة خمسة وعشرين عاما غزا خلالها أربعًا وخمسين غزوة
لم يهزم أبدًا في واحدة منها
بل كان الأغرب من ذلك هو أن يصل في فتوحاته إلى أماكن في بلاد النصارى لم يصل إليها أحد من قبل بل لم يصل إليها الفاتحون الأوائل!!
وكان من المتعارف عليه قبل ذلك أن الجهاد في الصوائف فقط إلا أن الحاجب المنصور كانت له في كل عام مرتان يخرج فيهما للجهاد في سبيل الله
عرفت هاتان المرتان باسم الصوائف والشواتي.
سير جيشًا كاملاً لإنقاذ ثلاث من نساء المسلمين كن
أسيرات لدى مملكة نافار .
وكان رحمه الله
مقتديًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يجتمِع غبار فِى سبِيلِ الله ودخان جهنم
فكان من عادة الحاجب المنصور رحمه الله في جهاده وبعد كل معركة أن ينفض ثوبه ويأخذ ما يخرج منه من غبار ويضعه في قارورة
ثم أمر في نهاية حياته أن تُدفن معه هذه القارورة وذلك
حتى تشهد له يوم القيامة بجهاده ضد النصارى.!
فكان دائم الدعاء لله أن يموت مجاهدا لا بين غرف القصور .
وقد مات كما يتمنى إذ وافته المنية وهو في مسيره لغزو حدود فرنسا .
وكان عمره حين مات 60 سنه قضى منها أكثر من 25سنه في الجهاد والفتوحات .
ذهب المنصور إلى لقاء ربه وسيبقى اسمه خالداً مع أسماء الإبطال
في تاريخ المسلمين وفي أيامهم العظيمة .
فهــل يجود الزمان بمثله ..؟!
رحمات الله عليه
ولانــــــامـــت أعين الجبناء
المصدر
ابن عذاري، البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب.
محمد عبد الله عنان. دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول.