اسليدرمقالات واراء

الجزيرة…… سياسة خبيثة خلف مهنية زائفة

احجز مساحتك الاعلانية

كتب محمد عبد الحميد
حينما بدأت قناة الجزيرة البث عام 1996 أحدثت انبهارا لدى المشاهد العربى الذى لم يكن وقتها يعرف سوى الإعلام العربى الحكومى تقريبا خرجت الجزيرة على المشاهد العربى بثوب جديد لم يألفه من قبل تقنيات عالية ومذيعين على درجة عالية من الكفاءة وعمل الكثير منهم فى هيئة الإذاعة البريطانية
خرجت الجزيرة وقتها لتأسر أعين المشاهد العربى بإمكاناتها الكبيرة وتغطيتها الواسعة معتمدة فى ذلك على عدد كبير من المكاتب والمراسلين حول العالم
ولم يدرك المشاهد العربى حينذاك إن الجزيرة لاتفعل ذلك من أجل عيون المشاهد العربى فليس هناك مشاهدة مجانية بل هناك خطة محكمة ينبغى تنفيذها لكن ذلك يحتاج إلى وقت
كان على الجزيرة فى البداية أن تكتسب الثقة والمصداقية لدى المشاهد العربى وبعدها يبدأ العمل على تنفيذ السياسة الخبيثة التى أنشئت الجزيرة من أجلها وساعتها لن يشك المشاهد العربى فى مصداقيتها بعدما حازت على ثقته
بدأت الجزيرة خطواتها الأولى فى ذلك حينما تبنت تنظيم القاعدة وخصصت له وقتا كبيرا على شاشتها وتضمن ذلك لقاءات مع قيادات التنطيم ما فيهم أسامة بن لادن نفسه وبث أشرطة مسجلة له فى الوقت الذى لم يكن العالم يعرف مكانه وكانت نتيجة هذه السياسة تمدد التنظيم فى كل من اليمن والعراق وبلاد المغرب العربى وسوريا
بعد ذلك لبست الجزيرة ثوب المدافع عن غزة وتبنت حركة حماس وخصصت لقادتها مساحات إعلامية شبه يومية على شاشتها وعملت على إشعال الفتنة والخصومة بين حماس وحركة فتح وتوازى ذلك مع دبلوماسية قطرية نشطة بقيادة حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى السابق حتى صارت الدوحة المقر الحقيقى لحماس تأخذ منها قراراتها وسياستها حتى انفصلت حماس بغزة والمثير للسخرية حقا أن الجزيرة تحرص على استضافة الإسرائيليين على شاشاتها ليعرضوا آراءهم المتطرفة ثم يرتدى المذيع الذى يحاورهم ثوب العروبة ويهاجمهم وهذه لعبة مكشوفة فما سيقوله الاسرئيليون معروف لنا سلفا ومرفوض فلماذا استضافتهم فى الأساس

حينما اندلع مايسمى ثورات الربيع العربى وجدت الجزيرة فيها أكثر مما كانت تتمناه فكان لها دور كبير فيما آلت إليه الأوضاع فى العديد من هذه الدول شنت حملة شرسة ضد القذافى ودعمت قطر بالمال والسلاح من أسمتهم الثوار الإسلاميين فى بنغازى وخرج الشيخ يوسف القرضاوى على شاشة الجزيرة ليهدر دم القذافى والمحصلة دمار ليبيا ومقتل القذافى والتمثيل بجثته ولم يخرج بعدها من أهدر دم القذافى ليقول إن التمثيل بالجثث أمر محرم والآن أصبحت ليبيا مقسمة إلى مناطق يسيطر كل فصيل على منطقته قبائل متناحرة وبترول يسرق وجيش تم تدميره وبيع أسلحته وحالة اقتصادية متردية ولا أعتقد أن ليبيا بإمكانها العودة إلى الوحدة قبل عشر سنوات
ثم سارت الجزيرة على نفس منهجها الخبيث فى سوريا فسارعت إلى دعم من أسمتهم الثوار أو الجيش السورى الحر وأمدتهم قطر أيضا بالمال والسلاح والمحصلة الآن دمار سوريا بالكامل تقريبا وتشريد الشعب السورى وفصائل مختلفة كل منها يقاتل لحساباته الخاصة نظام الاسد و القاعدة وجبهة النصرة والجيش الحر وحزب الله والاكراد والاتراك وغيرهم
ثم جاء الدور على مصرفخصصت لها الجزيرة الجزء الأكبر من اهتمامها فشن حملة شرسة لتشويه كل شئ فى مصر وعقب ثورة 30يونيو وإغلاق مكاتبها فى مصركثفت من حملتها المسعورة تلقفت الأزمات فى مصر وسكبت عليها الوقود لإشعالها وخصصت من وقتها الكثير لازمة انقطاع الكهرباء وتجولت كاميرا الجزيرة فى الأحياء الشعبية لإعطاء نماذج سيئة عن حياة المصريين بل وحاولت ان تختصر معاناة غزة فى إغلاق معبر رفح بل ومنحت إقامة للمعارضين بصفة دائمة على شاشتها ليوجهوا كل حدث حسبما يريدون وخرج من المصريين على شاشتها من شكك فى نصر اكتوبر ومن يتمنى دخول اسرائيل مصر ومن هو فى غاية السعادة بسبب هزيمة المنتخب المصرى من تونس وغيرها كثير
والغريب أن هذه القناة التي تدعى الإعلام الحر لم تخصص من وقتها دقيقة واحدة للحديث عن محاولات الانقلاب الأخيرة فى قطر وكيف استولى حمد على السلطة بعد عزل أبيه ويخرج علينا مذيع الجزيرة محمد كريشان يوم تنصيب تميم ويتفاخر لساعات طويلة بالديمقراطية فى قطر وسلاسة انتقال السلطة من جيل الى جيل ولم يقل إن حمد عزل ابنه الأكبر من ولاية العهد وعين مكانه ابن الشيخة موزة
وبعد أن أدت ماعليها يبدو أن الجزيرة لن تستمر طويلا فقد جرى فى الفترة الماضية تسريح العشرات من العاملين بها وهناك أنباء عن نية قظر إغلاق بعض قنوات الشبكة بل هناك أنباء عن نية الأمير تميم فى إغلاق الشبكة بأكملها وان هذه النية قوبلت برفض شديد من والده الشيخ حمد وحتى إن تم إغلاقها فستخرج علينا قطر بجزيرة جديدة تحمل نفس السياسة الخبيثة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى