مازلنا فى أول رمضان عام 1991م وكنت أودى خدمتى الوطنية فى صباح أول رمضان فى هذا العام استيقظ مبكرا وأذهب الى مكتبى من أجل توزيع الجرائد والمجلات وبعد أن أقوم بعملى على أكمل وجه ونحن فى الصيام كانت هوايتى قرأءة الأخبار الاجتماعية وخاصة الأحداث التى تطرأ على المجتمع
واذا بى أمام منشط رئيسى يغطى كل الصفحة عن الاغتصاب وجريمة هزت عرش المحروسة تمادت ولمدة ليست بالقصيرة شرحا وتحليلا للجريمة من أول يوم فى رمضان شهر الصيام وحتى أخر يوم منه بل
وعلى ما أتذكر تم استئناف نشر هذه الجريمة بكل تفاصيلها الاجرامية نعم كنت شابا فى هذه الفترة فترة تأدية الخدمة الوطنية وكنت دائم الفكر لما هذه الجريمة بالذات تأخذ كل هذا الأهتمام الاعلامى وخاصة فى شهر كريم كشهر رمضان الذى ينتظره الجميع من أجل احياء الايمان وتغذية الأرواح بكل ما هو خير أهذه صحافتنا أهذا اعلامنا
بغض النظر عن الأهواء المختلفة وعن الأحزاب وما تدين به أيا كان ومن عجب العجاب أكثر من نصف الصفحة لهذه الجريمة وهذا الحدث
نعم اتذكر كل ما كان ينشر وكنت فى استغراب كنت أداوم القراءة من أجل الاستفادة الروحية أولا ثم التثرية عن النفس بالأخبار الخفيفة وكنت دائم التجوال بين كافة الجرائد وخاصة جريدة الأهرام التى كانت تنشر لكبار مفكرينا
وخلاصة القول أن الصحافة العربية بما فيها من تأثر بالأهواء الأخرى قد استفدنا منها استفادة كبيرة
نعم ففى الباطل الذى كان يذكر كنا نخرج بالحقائق فمن يداوم على القراءة يخرج بما لم يخرج به الأخر وهى قرأة ما بين السطور
نعم هناك كلمات موحيات تأتى بفيوضات فكرية ممنطقة لا تخرج عن الحقيقة حتى ولو كان معظم الكلام المكتوب مغالطات فالقراءة والاطلاع تولد فى النفس وفى الروح ملكة الفهم والافهام وهذه الملكة لها قوى خارقة فى استنتاج النتائج حتى ولو كانت المعلومات كاذبة وحتى لو كانت صادقة وفى غير ميعادها فماذا يريد بها الأخر
نعم كنا فى توقيت دخول الرئيس صدام حسين بقواته الى الكويت وضمها الى العراق كأحدى محافظاته كان حادث جلل تحرك كل العالم من أجل هذه القضية التى كانت بمثابة حدث هائل لم يحدث من قبل وليت العالم يقوم كما قام به فى السابق كى يحرروا فلسطين من العدو الغاشم الغاصب المحتل
نعم تحركت كل الدنيا من أجل تحرير الكويت شىء جميل فرحنا كلنا بهذا الحدث وكنا دوما نذكر حفر الباطن وقوات التحالف من أجل تحرير الكويت من المحتل العربى العراقى لها وقد كان بفضل خير أجناد الأرض ومن منطلق المعتقد قد فعلنا وفعل قادتنا من منطلق المعتقد الاسلامى قمنا بتحرير الكويت من أعتى قوة فى كل العالم العربى نحن بالمعتقد الاسلامى نسير ونتحرك
نعم كما جاء فى قول الله عز وجل فى سورة الحجرات بسم الله الرحمن الرحيم وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت أحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء الى أمر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ان الله يحب المقسطين صدق الله العظيم ومن هذا المعتقد تحرك خير أجناد الأرض وتم تحرير الكويت
نعم تطبيق لكل تعاليم المعتقد الاسلامى نحن نسير ونتقدم الى الأمام فى كافة ما يعنينا ولكننا عندما نبحث فى ذواتنا وفى كل ما نقرأ نجد تغريب مقصود كى نبتعد عن معتقدنا وتعاليمه فى السير على نوره من أجل الوصول الى علاج كل مشاكلنا الاجتماعية
نعم الصحافة لها دور هام فى ترسيخ الثقافة العربية النابعة من المعتقد القويم الذى به نرتقى وننهض ونتقدم ونتجضر عندما اتذكر هذا التاريخ 1989 دخول القوات العراقية الى الكويت واتذكر الأحداث التى حدثت
أجد بالفعل أغراب قد تغربوا عن معتقدهم وعن دينهم فكنت دائم الشكوك فيما يدرس لنا من مناهج كعرب مسلمين ومن كل وسائل الاعلام التى كانت تبث لنا ثقافة غربية هى ليست ثقافتنا على الاطلاق حتى انتجت لنا هذا الناتج المدمر للغير ولو كان الأمر على غير ذلك لكانت محمدة فى دخول القوات العربية العراقية الى فلسطين وتحرير بيت المقدس من الكيان الصهيونى الغربى الغاصب للأراضى العربية
نعم ناتج تسلط غربى ما نحن فيه ولا تفسير له غير هذا والى متى ستظل بنا هذه الحال أما أن الأوان الى الاتجاه الأصوب تعليما وثقافة وصحافة بناءة أما أن الأوان والدواء نحن نملكه لعلاج كل مشاكلنا الاجتماعية المستحدثة من جراء هذا الاتباع الأعمى لسفهاء الغرب فى كل مكان فى العالم
أما أن الأوان بعد كل ما رأيناه عبر المراحل التاريخية التى درسناها والتى مرت علينا يقينا هؤلاء ليسوا بمتقدمين ولا متحضرين بل ناهبى شعوب العالم وسارقيهم وقاتليهم ذاك الغرب اللعين
والكل فى وطننا يتخذهم كقبلة متحضرة متقدمة وهذا ناتج أخر للتبعية العمياء فى كل مكان لهذا الغرب السفيه بكل معانى الكلمة نحن على أمل فى تغيير المسار وكفانا فساد وافساد وكفانا دمار وتدمير لوطننا الغالى علينا جميعا