اخبار عربية وعالميةاسليدر

الثورة السورية تحت المجهر !!

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم الكاتب محمد فخري جلبي

سببت تصريحات نُسبت للرئيس الأميركي دونالد ترمب وصف فيها بلدانا يأتي منها المهاجرون بأنها “حثالة”، غضبا عارما في أنحاء العالم لم يتوقف رغم إعلان الرئيس أنه لم يستخدم هذه العبارة .

وقال الرئيس الأمريكي ” ترامب” أثناء اجتماع مع مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ قدمت إلى البيت الأبيض لتعرض على الرئيس حلا وسطا بشأن المهاجرين من هايتي والسلفادور والدول الإفريقية: “ما حاجتنا لهؤلاء القادمين من حثالة الدول” ،

ورد الرئيس الأمريكي على مقترح أعضاء مجلس الشيوخ بالقول إنه يجب على الولايات المتحدة أن تقبل مهاجرين من دول مثل النرويج .

ولسخرية الأقدار البائسة فأنا أكتب إليكم من النرويج ، وبعد أن مارست واشنطن و موسكو أفظع معايير التدخل الأنساني ضمن الأزمة السورية التي وصمت ضمير الأنسانية جمعاء بالعار لالف سنة قادمة تزامنا مع رضوخ المجتمع الدولي لتطلعات المعسكرين الأمريكي والروسي وحلفائهما وتم ترجمة ذلك القبول الدنيء من خلال الصمت والأذعان المباشر !!

فهل يا ترى يتم قبول طلب لجوئي في الولايات المتحدة الأمريكية بصفة لاجىء قادم من النرويح .. سيادة الرئيس ترامب ؟؟

ما زالت الأزمة السورية في عامها السابع تراوح في مكانها دون أي تقدم لتعود مرة بعد مرة إلى غموض مربعها الأول ، مع الأشارة إلى رغبة معظم دول القرار بأمكانبة التعايش مع ” النظام السوري ” وتجاوز مامضى !!

فالأضرار التي خلفتها تلك الأزمة الرهيبة متمثلة بمليون شهيد ومليون ونصف جريح بالأضافة إلى ثلاثة عشر مليون مهجر ماتزال غير كافية لأنهاء ضجيج المعذبين وأيقاف شلالات الدم السوري ، مما يفضح وبشكل صارخ دموية فكر قادة الدول الكبرى .

فبين مد وجذر وتنافس وتعاون تتلاقى مصالح واشنطن وموسكو أو تتباعد في خضم حلقات الأبادة السورية ، وبينما يطوي صانعو تنظيم داعش أخر صفحاته الوحشية في المنطقة بعد الأنتهاء من توظيف مصالحهم تحت غطاء محاربة التنظيم الأرهابي ، يلقى بملف الأزمة السورية في مهب الريح وكأنها وليدة اللحظة ولم تخرج بعد إلى العلن !!

فالأزمة السورية اليوم تجد نفسها على مفترق طرق أمام عدد من الأسئلة الحرجة التي لابحتمل تأجيل بعضها ؟؟ واشنطن معول الخراب العالمي ، كيف لها أن تنفخ الحياة في شريان الأزمة السورية !!

وقد أرسل مطعم للمأكولات الهندية وجبات طعام إلى مواطنين بريطانيين من بورتسموث في بريطانيا إلى بوردو في فرنسا عبر الطائرة ، كما تواظب واشنطن على أرسال وجبات الطعام الفاسدة إلى مختلف دول العالم وبأسعار باهظة رغم أنها تؤدي إلى الموت المؤكد ، فعندما يتهادى إلى سمعك هدير عربة الهمر الأمريكية فالموت بأنتظارك بلا شك .

وعلى ما يبدو بأن واشنطن أستطاعت دائما شراء النفوس الضعيفة على مر التاريخ ، فللدولار سحر لا يقاوم ضمن مزادات التخابر والخيانة !!

وهنا نأتي على رموز المعارضة السورية التي مازالت تزعم بأمكانية التعويل على الموقف الأمريكي مهما يكن ضاربين عرض الحائط المؤشرات الواضحة التي تنم عن المشروع الأمريكي بالتعاطي مع الأزمة السورية والقائم على تحقيق المصالح والأهداف فقط !!

وفي حين ترسخ فكر وكالات الاستخبارات الأمريكية بأن روسيا حاولت التأثير على مجرى الانتخابات لصالح ترامب ، وتعيين مستشار خاص ، وهو روبرت مولر، للتحقيق في المزاعم ذات الصلة ، ماتزال بعض أطياف المعارضة السورية الغير مؤهلة لقيادة المرحلة تضع أمالها ضمن السلة الأمريكية من أجل التصدي للروس (أعداء الثورة السورية ) !!

فالمعارضة السورية دائما تبدو متفاجئة بالموقف الأميركي في ما يخص الوضع السوري، و” تكتشف ” مرارا بأن أميركا هي أقرب إلى الموقف الروسي ، وتريد إرضاء روسيا .

مفاجأة متأخرة سبع سنوات ، رغم أعتماد أستراتيجة المعارضة السورية على أن تلعب أميركا دوراً مختلفاً ؟؟

مما يدفعنا إلى الأقرار بأن تحركات المعارضة السورية تصب دائما في الضد من أهداف الثورة السورية !!

وقد أعلن التحالف الدولي -الذي تقوده الولايات المتحدة- مؤخرا تشكيل وتدريب قوة أمنية حدودية مؤلفة من ثلاثين ألف عنصر بقيادة قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي فيها ، وكان التحالف الدولي قال في بيان يوم الأحد الماضي إن القوة سيكون نصف عناصرها من المقاتلين الأكراد ، وستنتشر عند حدود سوريا مع تركيا والعراق، وأضاف أنه يجري حاليا تجنيد الأفراد الآخرين لاستكمال القوة .

وهنا واشنطن تدفع الملف السوري إلى حافة الأنهيار مجددا وتزيد من ضبابية المشهد ، فالأدارة الأمريكية لم ترغب بعد بأنهاء الأزمة السورية مع ضرورة التنوبه هنا بأن واشنطن تسعى لتواجد دائم على الأراضي السورية ولمدى الحياة وذلك على غرار الرغبة الروسية ضمن ذات المنحى !!

فواشنطن وفي إدارة علاقاتها مع الدول الأخرى ، تتبع سياسة لا تعرف سوى لغة المصالح ، ولا تؤمن بالصداقة بين الشعوب والحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة ، ولا تعترف بالشراكة على أساس الاحترام المتبادل بين الدول المستقلة ،

مما يفجر أمامنا السؤال التالي … مالذي يدفع أعضاء المعارضة السورية إلى السقوط مرارا وتكرارا في أحضان واشنطن ؟؟

روسيا تفوز بخفي حنين !!

يعتقد البعض من المحلليين السياسيين بأن روسيا مازالت غارقة بالمستنقع السوري وتطلب النجاة وتطمح للمغادرة !!

على أعتبار بأن القوات الروسية دخلت عامها الثالث ولم تنجز مهمتها بعدُ، علماً بأنها نفذت أكثر من تسعين ألف طلعة جوية هاجمت فيها أكثر من 250 ألف هدف، وكان نصيب المعارضة السورية منها 97%، فيما استهدف “داعش” منها 3% فقط، حسب وكالة الاستخبارات الأميركية !!

وساق الكرملين جملة من الأسباب والدوافع لتدخله في سوريا ، أهمها المحافظة على مؤسسات الدولة السورية، تجنبا لتكرار سيناريو العراق وأفغانستان أو الصومال، حيث أدى انهيار الدولة في هذه البلدان إلى حروب أهلية، وتحولها إلى بؤر إرهاب أو دول فاشلة، تمثل تهديداً لمواطنيها وبلدان الجوار .

بينما تبقى الأهداف الروسية الحقيقة بالتدخل بالأزمة السورية هي كسر شوكة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، وأعادة الهيبة اامفقودة للماكينة العسكرية الروسية على الصعيد العالمي ، بالأضافة إلى الهدف الأسمى الذي يسعى القيصر الروسي ” بوتين ” لتحقيقه وهو إيجاد موطىء قدم للاعب الروسي ضمن مناطق المياه الدافئة ( البحر الأبيض المتوسط ) .

واليوم روسيا تقطف ثمار تدخلها بالأزمة السورية ، فحليفها الأسد مازال على سدة الحكم في دمشق تحت مسمى موظف روسي من الدرجة الثانية ، كما أن القواعد الروسية ضمن الأراضي السورية ترفع العلم الروسي معلنة ولادة جغرافيا روسية جديدة خارج مناطق حدودها ، كما أن موسكو تفرض أجندتها لحل الأزمة السورية على كافة الأطراف المتناحرة من خلال مؤتمر سوتشي القادم ؟؟

وبعد أن تمكنت روسيا من الأمساك بكافة خيوط اللعبة دفعت بفصائل المعارضة السورية إلى بقعة جغرافية محددة ( مدينة أدلب ) بغية القضاء عليها وقت الحاجة مما يثبت ركائز التواجد الروسي على الخريطة السورية مدى الحباة !!

حيث صرح وزير خارجية روسيا ” لافروف ” بأن عام 2018 سيكون عام القضاء على “جبهة النصرة” (سابقا- ” هيئة تحرير الشام ” حاليا) المسيطرة على إدلب، متناسياً أنه توجد هناك عشرات الفصائل المسلحة الأخرى غير المصنفة كتنظيمات إرهابية، وهي متداخلة الانتشار مع “النصرة” بحيث يصعب الفصل بينها جغرافياً .

وربطا بما سبق ، مختل عقليا من يزعم بعدم أنتصار موسكو في الأزمة السورية ، مع بالغ الأسف والحسرة . وفي سياق متصل، تطرق نصر الحريري _ رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في سوريا_ للعلاقة الجدلية بين مؤتمر سوتشي، الذي تُعد له روسيا، ومسار “مؤتمر جنيف” الذي ترعاه الأمم المتحدة.

وأكد الحريري أن وفد المعارضة “لا يعلم شيئا عن مؤتمر سوتشي” ؟؟ وأنطلاقا من سذاجة المتحدث ( نصر الحريري ) وإدعائه المقيت بالبراءة من دم السوريين قياسا لجهله بحقيقة ما يجري من سيناريوهات للقضاء على المعارضة السورية وهو المتحدث بأسمها ؟

تواظب موسكو دك معاقل المعارضة السورية !! وقالت مصادر سورية معارضة إن بارجات روسية أطلقت صواريخ بالستية على محيط مدينة أبو الظهور بريف إدلب الشرقي وعلى بلدة الدير الشرقي بريف إدلب الجنوبي، في تصعيد جديد للهجمات التي كثفتها روسيا على المعارضة السورية منذ أيام .

عزيزي الثائر السوري ، أن الحديث عن تقسيم الكعكة السورية “الملطخة بالدماء ” من عدمه هو محض سخرية ، كما هو الحديث عن أمكانية أنتصار الثورة السورية في ظل تجلي أمارات الأنكفاء العربي وأنزواءه خلف أجندات الدول الكبرى توازيا مع تمجهر العديد من أعضاء المعارضة خلف كوات الصرافة الألية لقبض رواتبهم الشهرية كتعويض لافكارهم الشاذة وطموحاتهم اللامتناهية ..

هو أيضا محض سخف !!

وبحسب مجلة ناشيونال أنترست الأمريكية ، في الشأن العراقي، فقد قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الشهر الماضي أيضا إنه رغم أن قوات التحالف الدولي قد استعادت كل المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، فإن التنظيم لا يزال يشكل تهديدا لاستقرار المناطق التي استعيدت.

وقال الكاتب إنه لهذا السبب، فإن ماتيس يخطط للاحتفاظ بالقوات الأميركية في العراق إلى أجل غير مسمى ، وأما في الشأن السوري، فقد قال قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل إن القوات الأميركية ستبقى في سوريا إلى أجل غير مسمى أيضا، وذلك من أجل دعم المليشيات الكردية العربية لمنع عودة تنظيم الدولة من جديد ولحفظ السيطرة في المنطقة .

وفي القريب العاجل ، سيتبارى المحللون لطمأنة الشعوب العربية من أهداف التواجد الروسي والأمريكي الدائم ضمن الأراضي السورية بشكل خاص والمنطقة ككل بشكل عام ، وذلك على حسب قيمة المبالغ المالية المودعة في أرصدتهم وعائديتها (الروبل ، أو الدولار ) .

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

Related Articles

Back to top button