الدكتور سفيان عباس التكريتي
عشية انعقاد المؤتمر السنوية للمعارضة الايرانية في الثلاثين من يونيو الجاري في العاصمة الفرنسية باريس ,
تصاعدت حدة ثورة الشعب الايراني بمظاهرات جديدة عارمة اجتاحت العاصمة طهران ومدن عدة ,
مظاهرات اتسمت بالتحدي الاقوى منذ اندلاعها نهاية العام الماضي تصدر البازارين تلك المظاهرات نتيجة انهيار العملة الايرانية حيث صاحبها اشتباكات عنيفة مع القوات القمعية للنظام ,
في الوقت الذي تتهيأالمعارضة الايرانية للتحضير للمرحلة الانتقالية المدرجة على جدول مؤتمرها الاضخم في تاريخها ,
من جانبها الرئيسة مريم رجوي زعيمة الثورة الشعبية والمقاومة الايرانية اعلنت عن جانب من استراتيجية المرحلتين الانتقالية والدائمة,
والتي تتلخص بالتشريعات الدستورية والقانونية لتحقيق العدل والمساواة بين ابناء الشعب الايراني ومنح الحقوق الكاملة للمرأة وسيادة القانون وتشكيل منظومة قضائية مستقلة ونزيهة,
وبناء اقتصاد وطني متين ومستدام من أجل انقاذ الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب على مدى اكثر من ثمانية وثلاثين عاما كأداء أعادت هذا الشعب العريق الى العصور ما قبل الحجرية,
فأن النظام يعيش ايامه الاخيرة وان زواله حتمي لا محالة مهما حاول من قمع للمتظاهرين وزج الآلاف منهم في السجون وقتل العشرات من اصحاب الحقوق والحريات الاساسية , وخصوصا منها حرية الرأي التعبير والتظاهر التي كفلتها المعاهدات والعهود والمواثيق الدولية, لقد ارعبه واربكه كثيرا المؤتمر السنوي للمعارضة الايرانية
[ بوسمة #FreeIran2018] نتيجة التأييد الواسع والكبير من معظم الفعاليات العالمية الرسمية وغير الرسمية,
اضافة الى مئات من رجالات البرلمانات والمفكرين وكبار الشخصيات من مختلف انحاء العالم الذين اعلنوا عن مباركتهم لهذا المؤتمر التاريخي, والذي سوف يحدد مستقبل ايران ما بعد نظام الملالي الارهابي بعد ان اعلن أكثر من مائتي عضو برلمان اوربي وثلاثة وثلاثين شخصية امريكية تأييدهم للمؤتمر,
الذين أكدوا ان المقاومة الايرانية هي البديل الديمقراطي الوحيد عن الفاشية الدينية ,
وان العالم بأسره بات مقتنعا ان النظام الدكتاتوري الحاكم في طهران هو مصدر لكل الازمات في الشرق الاوسط , وعامل اساسي في زعزعة الامن والاستقرار في لبنان وسوريا والعراق واليمن ,
وكونه ايضا الداعم الرئيس للإرهاب العالمي وأنه بدد ثروات الشعب على نزواته ومشاريعه الفاشلة وانفاقه الجنوني على تدخلاته السافرة في تلك الدول, فالنظام بعد هذه المتغيرات المتسارعة على الساحتين الايرانية والدولية جعلته في الموقف الاضعف منذ سرقته لثورة الشعب عام 1979 ومن جميع النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدولية.
وان سياسة المساومة والاسترضاء ذهبت ادراج الرياح ولم تعد عنصرا حاسما في بقاء النظام على سدة الحكم ,,, ؟ اذن السؤال المفصلي طرح نفسه ,,, لماذا يخاف النظام من المؤتمر السنوي للمقاومة الايرانية
[ بوسمة #FreeIran2018]الذي سوف يعقد في الثلاثين من الشهر الجاري ؟ ان الاجابة على هذا التساؤل يتمحور ضمن الإدارة البارعة للمقاومة الايرانية لمعقل العصيان داخل ايران ,
ونجحت في اذكاء ديمومة الثورة الشعبية واستمرارها التي تعد من انجح القيادات لحركات التحرر الوطني في التاريخ المعاصر,
من هذا المنطلق نقول ان هذا العام هو عام الحسم بأسقاط الدكتاتورية الدينية حسبما افرزته المعطيات الحادثة داخل ايران وعلى الساحة الدولية والمؤتمر السنوي للمقاومة الايرانية وبوادر ضعف النظام وتخبطه في ادارة شؤون السلطة والحكم وفشله الواضح في معالجة الازمة الاقتصادية الخانقة ,