يعانى مجتمعنا من مشكلة كبيرة من ناحية الثقافة و الوعى الصحى فالوعى الصحى اما ان يكون معدوما او يكون موجودا ولكن بصورة مشوهة و هذه طامة كبرى فالوعي الصحي يعني المام اعضاء المجتمع بالمعلومات والحقائق الصحية الصحيحة التى من دورها تؤدى الى احساسهم بالمسؤولية نحو صحتهم و صحة غيرهم و تكون مرشدا لهم للحيلولة دون الاصابة بكثير من الامراض وذلك باتباع السلوكيات والعادات وانماض الحياة التى تساعد على الوقاية من المرض
لكن كان لابد من الاشارة الى جزئية هامة وهى التحرى والتاكد من مصدر المعلومات حتى لا نكون فريسة لنشاطات غير دقيقة يتبعها رواد الشبكة العنكبوتية فى نشر المعلومات و تؤدى الى نشر معلومات مشوهة والتى ربما يكون ضررها اكثرمن الجهل بها من الاساس و يجدر بنا فى هذا الصدد ان نؤكد على دور الاعلام بجميع اصنافه فى هذا الصدد حتى لا يكون وسيلة لنشر ثقافة مشوهه
و لكى لا نظلم مجتمعا لابد ان نعترف بان التوعية الصحية هى واجب يجب الوفاء به لمجتمعنا نحن الاطباء من خلال التواصل مع فئات المجتمع المختلفة و ان دورها فى الوقاية من المرض ربما تتعدى قيمة الخدمة العلاجية ذاتها
وهذا الواجب لا يقتصر على الطبيب فقط و لكنه يمتد ليشمل الكثير من فئات المجتمع بدءا من الاسرة حيث البيت هو حجر الاساس فى التوعية والتربية و لذا وجب على الاب والام انفسهم ان يكون لديهم قدر واف من الثقافة الصحية مرورا بدور العبادة من المساجد والكنائس فنشر الوعى والسلوك السليم هو واجب دينى لوقاية المجتمع من الاضرار و هو من صميم الدعوة كذلك الموسسات التعليمية مدارس وجامعات لما لها من اتصال مباشر وفعال بالنشء و لا ننسى المؤسسات الاعلامية ذات الدور الاكثر انتشارا وتاثيرا فى المجتمع و كذلك مؤسسات المجتمع المدنى من خلال دورها التوعى
ان بناء وعى صحى قائم على تقديم المعلومات الصحية السليمة وانتقاء مصادر المعرفة الوقائية مع تقصى الحقائق وتمحيصها لجدير بخلق بيئة صحية و تصيحي سلوكيات خاطئة تكفل توفير لنا تكاليف باهظة ننفقها فى علاج الامراض
