كتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل
يبدو واضحا ان مستقبل الانظمة العربية بات يشكل عبئا ثقيلا على النظام العالمي الجديد ، مما دفع الولايات المتحدة الامريكية ، باعتبارها تمثل الراعي للنظام العالمي الجديد ، وعلى هذا الاساس فقد وضعت ثقلها في هذه المنطقة المثقلة بالمشاكل والصعوبات والحكام الفاشلين .
ولان النظام العربي بشكل عام يشكو من التخلف وعدم قدرته اللحاق بركب الحضارة والمدنية ، فقد اصبح يناصب الشعوب العداء ، وهذا ما جعله بين المطرقة والسندان ، فقد انهالت عليه التنظيمات الارهابية من كل حدب وصوب ، كما ان شعوب المنطقة باتت تشعر بالحيف والظلم والقهر السياسي ، مما دفعها لتكون في مواجهة مع الحكام ، وهكذا لاحظنا التخبط والعشوائية التي ظهر عليها هؤلاء الحكام وهم غارقون في مستنقع الهزيمة امام هذه التنظيمات الارهابية الممولة من نفس الحكام العرب .
ان هذا الواقع المؤلم الذي تعيشه الانظمة العربية قد جاء استكمالا للنهج المتردي والمعادي لتطلعات الشعوب العربية في نظام مدني يحفظ كرامة المواطن العربي ويدفع عنه غائلة الحاجة والحرمان .
ان الارهاب الذي بات يهدد الانظمة العربية في سوريا والعراق وليبيا واليمن ولبنان ، انما يمثل تحديا كبيرا امام هذه الانظمة المتهاوية .
ان موقف التحالف الدولي والذي يضم اكثر من خمسين دولة ، ومنها دول عربية لم نشهد له موقفا يعرفنا بقدرات هذا التحالف وامكانياته العسكرية واللوجستية والاستخبارية ، بل ان هذا التحالف بات يتعامل مع الارهاب في العراق بشكل خاص ، بطريقة انتقائية ، وهو متهم في كونه يتغافل عن تحركات وتنقلات الارهابيين ومحاولة التغطية والتمويه على عمليات التمويل الجارية على قدم وساق ، كما تجري عملية اغفال الامدادات من المقاتلين التي تتسرب عن طريق تركيا وهي عضو في التحالف الدولي .
اننا امام اشكالية لا يمكن ان ينظر لها الا كونها عملية ابتزاز صريحة لهذه الانظمة ، ومحاولة اجهاض اي تحرك يساهم في تحرير المناطق التي يحتلها هذا التنظيم الارهابي . اننا نرى ان المنطقة العربية مقبلة على احداث مثيرة ، وهو ما يدعونا للقلق الشديد على مستقبل البلدان العربية .
