بقلم
ريهام فؤاد
لقد شاع في الاونه الاخيره القاء اللوم والتهم على التكنولوجيا الحديثه لما وصلوا اليه المجتمع من انحلال اخلاقي و تفكك اسرى بل و اعتبرها البعض انها افه اجتماعيه من أفات العصر لما لها من الضرر البالغ على عقول الكبار والصغار معا في تغيير بعض المفاهيم والعادات والتقاليد ومالها من تأثير كبير في اهدار الوقت فنتج عن ذلك جيل بعيد كل البعد عن الثقافه والعلم بل ونبذ التعليم نبذا واعتباره حملا ثقيلا لايتقبله طلابنا في المدارس وأصبح الاتترنت هو الشغل الشاغل الذي يشغل بال الرأى العام. وقد أصبح هذا واقع فعلاً فنجدأولادنا يمكثون أوقاتا طويلة أمام الحواسب والهواتف المحمولة المتصلة بالانترنت ويعيشون واقعا افتراضيا بعيد تماما عن الواقع الذي يعشون فيه. وقد أثر ذلك سلبا على الحياة الإجتماعية والثقافية والاقتصادية مما أدى إلى غيابهم التام عن الحياة بمافيها وبمن عليها. ليس ذلك فقط بل أصبح غير قادرا على التكيف مع حياته بشكل طبيعي وتفشت الأمراض الاجتماعية والنفسية. ونتج عن ذلك كله مواطن سلبي بعيدا عن القيم الدينيه والعادات والتقاليد المجتمعية الأصيلة التي نشأنا عليها. فأين أنتم ! … أين أنتم أيها الآباء من هذه الآفة الخطيرة التي تزعمون أنها تهدد أولادكم ! …. وأين أنتم أنفسكم من خطر يزحف بكل قوة كى يخرب ويدمر النفس البشرية! لكن لحظة من فضلك .. هل ترى أن التكنولوجيا هى السبب وراء ذلك؟ لا والله.. الف لا فالتكنولوجيا هي مفتاح لحياه أفضل ولكن سوء فهم ماهيه التكنولوجيا جعل منها عند بعض الناس أفة لابد من محاربتها. فهل تتفق معي ايها القارئ اننا في حاجه كي نعيد حساباتنا ونرتب اوراقنا وننظر الى التكنولوجيا بنظره ايجابيه ونحاول الاستفاده منها بشكل ملائم لنا ولحياتنا فكما ان للتكنولوجيا سلبيات لها ايجابيات كثيره فتعالو نعلم اولادنا كيف نحسن استخدامها في الاطلاع والبحث العلمي وتعلم اللغات والتواصل الاجتماعي وعمل برامج مفيده هادفه تفيد المجتمع ككل وليس لعب الالعاب فقط الذي يهدر اوقاتنا تعالوا نعلم اولادنا ان الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك تعالوا نبث فيهم روح القيم الجميله مثل احترام الكبير، الصدق ،الاخلاق، التعاون ، الحب و التسامح و الاخاء..تعالوا نبث فيهم قيمه الوقت وكيفيه ادارته وما قد عم علينا من تنظيم الوقت والجدير بالذكر ان هناك مسرحيه اعجبتني تحت عنوان الزائر حيث بلور المخرج المبدع خالد جلال هذه الظاهره في عرض المسرحي الزائر حيث جسد الاثر السلبي للهاتف المحمول واسماه الجهاز السحري الذي شتت و فرق شمل اهل القريه بعد ان كانوا اسره واحده ومحي هويتهم فساروا جميعا نسخا من بعضهم البعض وتخلي الناس عن مشاعرهم البديعة وترابطهم الشديد فانعزل كل منهم مع جهازه. وتطور الامر الى ان يسقط الجد صريعا فلا يلتفت اليه اياّ من ابناءه بل يتعاطفون برسائل تحمل الحزن من اجهزتهم التي صارت ملتصقة بأجسادهم يصعب التخلص منها وبعد صراع كبير نجح اهل القريه في التخلص من اثر هذا الجهاز السحري وهنا سؤال يطرح نفسه هل سننجح كما نجح اهل القريه في التخلص من الاثر السلبى للتكنولوجيا؟ نعم نستطيع وذلك عن طريق الاستخدام الامثل للتكنولوجيا والاستفادة من ايجابياتها. فلنتفق سويا انه هناك تحديات كبيره امامنا ولا بد من اجتيازها فعلينا الاختيار بين التكنولوجيا كواقع هدام وبين التكنولوجيا كواقع مأمول…!!