اخبار عربية وعالميةمقالات واراء

التغيير الوزاري ، والاصلاح الحقيقي ، والعمل بالدستور .. بات ضرورة وليس خيارا :

كتب  : لفته عبد النبي الخزرجي
زوبعة الاصلاحات التي يعلو ضجيجها ، وترتفع حناجر الداعين اليها .. تواجه بموجة من الرفض المبطن .. والتوافق المعلن .. فعلى المستوى العلني ، نلاحظ الاندفاع نحو التغيير ، وحركة الدولاب السياسي لن تتمخض الا عن اجترار العبارات الرنانة … الاصلاح الجوهري .. الاصلاح الحقيقي ، الاصلاح الشامل .. الاصلاح ……. الا ان الحقائق على الارض ليست الا ذر الرماد في العيون .. وهذا ما تشهده الساحة العراقية من ردود افعال متباينة حينا وغاضبة حينا آخر ، مؤيدة مرة .. ومستنكرة لاجراء اي تغيير سرا .. وما زالت المطابخ في الغرف المظلمة تطلق دخانها الاسود ..ويستمر الجدل العقيم في الوسط السياسي المحترف للكذب والنفاق واطلاق بالونات الاصلاح الفارغة . السيد رئيس الوزراء يريد اصلاحا حوهريا .. هذا ما يردده في محافل السياسة المتباينة ..وحيث انه من حزب ديني ، ثيت من خلال قيادتة السلطة في ال 12 سنة الماضية ، انه عاجز تماما عن تقديم نموذج لحكم وطني يمكنه ان يسهم في بناء البلاد وتخليصها من الاورام الخبيثة التي باتت تتقيح وتدمي جسمها ، فانه غير قادر على مسك مفاتيح الاصلاحات .
ان نظام المحاصصة المقيت الذي سارت عليه العملية السياسية منذ بدايات التغيير في 9/4/2003 كان وما زال يمثل شكلا من اشكال الازمة المستديمة والخانقة والتي اصابت جسد الامة بعاهة يصعب الخلاص منها الا بتغيير جوهري يشمل العملية السياسية برمتها ، ويخلصها من الورم الخبيث الذي لازمها خلال السنوات المنصرمة بعد 2003 .
وبعد ان اصبحت الاصلاحات امرا ميئوس منه تماما ، في ظل نظام المحاصصة والطائفية والازمات .. كان الشارع يتململ .. وعندما بلغ السيل الزبا ولم يعد ثمة في القوس منزع .. فقد تحرك الشارع منتفضا في 31/7/2015 .. وما زال متحركا باحتجاجات اسبوعية تملأ الساحات مطالبة بحكومة مدنية يسودها نظام صارم في العدالة الاجتماعية، وقمع الفاسدين واسترجاع الاموال المنهوبة والتخلص من نظام المحاصصة الذي كان وما زال اس البلاء وناقوس الخطورة والشقاء .
وبعد ان اتسعت دائرة الرفض لهذا النظام العقيم وشكلت الجماهير يحشودها الكبيرة ، عامل ضغط متواصل على صناع القرار .. وبات الارق يصاحبهم ليلا ونهارا .. لجأ الحكام الى اطلاق عبارات الاصلاح .. وتعددت المسميات .. الا ان الحقيقة لا تعني سوى الضجيج .. ولا تعدو الصراخ والهرولة نحو امتصاص الغضب الشعبي المتزايد ..
ان الحراك المدني السلمي .. والاحتجاجات الشعبية التي تنطلق في الشارع العراقي .. باتت تحظى بالمزيد من الدعم من قبل الكثير من الساسة .. وفي هذا الوضع الملتهب .. والعدوان الدعشي .. فان التغيير الحقيقي بات ضرورة وليس خيارا ..

زر الذهاب إلى الأعلى