كتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل
دخلت التظاهرات والاعتصامات التي يقودها التيار المدني وتيار الاصلاح الديني “تيار الصدر ” ، دخلت مرحلة الحسم من خلال جمعة الحسم النهائي التي بدأت امس في عموم المحافظات العراقية ، وهي تدعو العبادي لتشكيل حكومة النزاهة والكفاءة والتكنوقراط بعيدا عن نظام المحاصصة والخانات الطائفية والاثنية والمناطقية والهويات الفرعية ..
في بغداد شهدت ساحة التحرير وبوابات المنطقة الخضراء ، تواصلا وتزاحما واصطفافا لحشود جماهيرية ارعبت المسؤولين الفاشلين والفاسدين وباتت طريقا ممهدة للتغييرات التي يدعو لها ابناء وبنات شعبنا .
التيار الصدري اوصل رسالة الى الحكومة مفادها ان يوم السبت “اليوم ” سيكون يوما تاريخيا في حياة العراق ، حيث دعى رئيس الوزراء حيدر العبادي لتقديم كابينته الوزارية الى اعضاء مجلس النواب ، وفي حالة عدم الموافقة عليها من قبل البرلمان .. فان هذا سيكون دافعا للمتظاهرين لرفع سقف مطاليبهم وممارسة مزيدا من الضغط على مجلس النواب ، وسيكون النواب الذين يعرقلون الاصلاحات ويقفون بالضد من التغيير الوزاري ، امام مطالب قد تصل حد المطالبة باجراء انتخابات مبكرة وحل البرلمان وتشكيل حكومة طواريء تاخذ على عاتقها التمهيد لاجراء انتخابات ، بعد اجراء التعديلات على قانون الانتخابات ومفوضية الانتخابات .
المتظاهرون القوا الكرة في ساحة البرلمان .. وفي هذا اليوم السبت .. سيكون النواب امام اختبار عسير .. الشعب يقف امام المنطقة الخضراء .. الاجهزة الامنية تبدي تعاطفا كبيرا مع المعتصمين والمحتجين ، ومجلس النواب يقف امام مفترق طرق .. والاختيارات تضيق امامه .. اما مع الشعب واما ضد ارادة المعتصمين .
ويشهد البرلمان العراقي هذا اليوم زيارة الامين العام للامم المتحدة “بان كي مون ” وبعض المسؤولين في مؤسسات دولية لمراقبة الاداء الحكومي في مجال حقوق الانسان ، ومدى الاستجابة لمطالب المواطنين المشروعة .
وفي اتجاه آخر ، تمكنت القوات الامنية المشتركة من اختراق صفوف العدو الداعشي وحررت اكثر من عشرين قرية في اطراف نينوى ، تمهيدا لدخولها ، وفي الانبار تم تحرير ناحية كبيسة التي تبعد 45 كيلو عن قضاء هيت ، وبهذا تم قطع الامدادات عن المتطرفين في منطق المناطق التي يتواجد فيها مسلحون من تنظيمات داعش الارهابي .
الحبل تضيق حلقاته .. وداعش تلفظ انفاسه الاخيرة ، والنصر يلوح برايات الله اكبر .