كتب لفته عبد النبي الخزرجي :
اصبح الامر معتادا ان تكون هناك تظاهرات تنطلق في المحافظات العراقية اضافة الى العاصمة بغداد ، في كل جمعة، فقد شهدت ساحة التحرير تجمع المئات من الناشطين في الحراك المدني وهم يرفعون اللافتات التي تدعو لاتاحة الفرصة امام رئيس الوزراء حيدر العبادي ، لاجراء تعديل وزاري وتشكيل حكومة تكنوقراط تضم اكاديميين ومهنيين ومن اصحاب الكفاءات ،لكي تصبح الحكومة متماسكة في توجهاتها بعيدا عن التجاذبات السياسية ، والمحاصصة وتقاسم السلطة وما يتبعها من مساومات وفشل وتذبذب في العلااقة بين رئيس الوزراء من جهة وبين الوزراء الخاضعون لكتلهم السياسية وما تجره هذه من تأخير وتلكؤ في مسيرة الحكومة وعدم القدرة على الايفاء بالتزاماتها تجاه البلاد والشعب . إن الآليات الحكومية البائسة ، وسياقات العمل الروتينية ، واسلوب العمل الفاشل ، لم يعد يسمح بالبقاء لهذه الحكومة فترة اطول مما بقيت ، حيث انها كانت فاشلة بكل المقاييس .
ان السيد رئيس الوزراء يهدف من اعلانه عن اجراء تعديل وزاري مشروط بان يكون بعيدا عن نظام المحاصصة وان يكون الوزراء مهنيين واكاديميين وتكنوقراط .
وقد جاءت هذه الدعوة تحت الضغط الذي تمارسه تظاهرات الجماهير والحراك المدني ، ومطالبة المرجعية والاستحقاقات الدستورية .
ان عودة التظاهرات وبشكل مكثف ، ورفع سقف المطالب الشعبية ، انما يؤكد ان الحملة الوطنية التي يقودها الشارع العراقي ، قد بدأت تعطي ثمارها ، وهو مؤشر واضح على ان البلاد ستشهد انعطافة تاريخية لصالح البناء والاعمار والتنمية الاجتماعية .